تدوين الحديث الشريف هو السبب الرئيسي في وصول الكثير من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلينا في هذا الوقت، وقد حفظ الحفاظ الأحاديث النبوية الصحيحة في الكتب ويعلمها العلماء المتخصصون وغير المتخصصون، فأصح كتاب بعد القرآن الكريم هو كتاب “صحيح البخاري” ويليه “صحيح مسلم” رحمهم الله ورغم أنه توجد مثل هذه الكتب العظيمة في حفظ السنة إلا أنه توجد أحاديث أخرى ضعيفة ومدلسة ولكن يعلمها علماء الحديث ويحكمون عليها فورًا ولله الحمد والممنة، ولكن ما هو اول من دون الحديث؟ سنذكر في هذا المقال بعض من المعلومات.
تدوين الحديث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم واول من دون الحديث:
هل تعلم عزيزي القارئ أنّ تدوين الأحاديث ليس كان بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بعددٍ من السنين، لأن عكس هذا الكلام فهمٌ خاطئٌ، فعلى الرّغم من أن المجتمع الذي عاش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم كان مجتمعاً أميّاً على غالبية الناس، إلّا أنّه كان هنالك من الصحابة من يهتمون بتدوين الحديث خلفه عليه الصلاة والسلام ويكتبون كل كلامه وأفعاله في الصحف وهي التي تمّ جمعها فيما بعد في أمهات الكتب.
توجد بعض الصحف المعروفة بين أهل العلم والتي دوّنها الصحابة الكرام: كالصحيفة الصادقة، صحيفة علي بن أبي طالب، صحيفة سعد بن عبادة، وبعض الكتب التي كتبها النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمرائه في الأمصار، وكتبه التي بعثها إلى الملوك يدعوهم بها إلى الإسلام والعهود التي عقدها مع المشركين، وغيرها من بعض الصحف الأخرى.
أما التدوين على هيئته الحالية فبعد وفاته صلّى الله عليه وسلم أراد الفاروق عمر بن الخطاب أن يُدوّن السنة ويجمعها، إلّا أنه خاف أن ينشغل الناس بالسّنة، ويتركوا كتاب الله والذي هو الكتاب الرئيسيّ في الدين الإسلامي، فلذلك أمرَ الناس أن ينشغلوا بدراسة القرآن الكريم، ويقلّلوا من تطلعهم للأحاديث الشريفة إلّا ما كان منها ضروريًا في تفسير القرآن الكريم أو بيان الأحكام، ولمّا كان عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز بعد 100 سنة على الهجرة خافَ على السنة النبوية المطهرة من الضياع بموت العلماء لأنها لم تكتب بعد، فأمر بكتابتة الأحاديث، فكانت هذه هي بداية التدوين كما نعلمها في عصرنا الحالي، وكان أوّل من كتب الحديث بأمرٍ من الخليفة عمر بن عبد العزيز هو “محمد بن شهاب الزهري”، ومن ثمّ تتابع العلماء في تدوين السنة والحديث كلٌّ حسب طريقته، ولهذا ظهرت العديد من الكتب التي دوّن فيها الحديث الشريف والتي يُعتبر صحيح البخاري ومسلم على أصح وأفضلهما، ومن ثمّ كتب السنن الأربعة للسنائي وأبي داود وابن ماجه والترمذي ومالك وأحمد.