: رياض الاطفال هو المكان الذي يتّجه إليه الطّفل بعيدًا عن الأب والأم، حيث ينتقل إلى هذا المكان للإعتماد على نفسه والتعرف عل البيئة الإجتماعية الجديدة من حوله والتّعاون بين الأطفال وبناء شخصية مستقلة لنفسه وإكتساب مهارات التواصل بين الناس وبناء صداقات والتعرف على وجوه جديدة، وهنا تبدأ شخصية الطّفل بشكلها الأول الفطري حيث تبدأ في أخذ ملامحها لتنضج أكثر، وفي هذا الموضوع سنتناول أهمية وتعريف رياض الاطفال.
رياض الأطفال يشكل منعطف هام ومرحلة خطيرة في حياة الطّفل، ويؤثر بنسبة كبيرة على حياته وتوجهاته السلوكية وطريقته في التعامل المستقبلي مع الصغار ممن في نفس عمره بجانب الكبار وعليه يجب أن ينال من الاهتمام بقدر كبير وواسع ومُركز من قبل الأب والأم أولاً ثم المتخصصين في الحضانة أو مكان التربية ثانيًا.
الطفولة اصطلاحًا:
يبدأ الطفل بولادته وتظهر فيها خصائص محددة تمتدّ لفترة من الزّمن، ليدخل الطفل بعدها مرحلةً أخرى، والطفولة اصطلاحًا هي مرحلة زمنيّة من عمر الطّفل تمتد منذ ولادته حتى يصل إلى سن البلوغ وتعتبر الطّفولة المرحلة الأولى من حياة الإنسان بعد ولادته، وهي مرحلة النشأة الجسدية وتكوين الشخصيّة، غير أنها تختلف في الحدود النهائية لمرحلتها، فلا يوجد اتفاق يبين مدى نهايتها الثابتة.
ويمكن أن نستند على المرحلة العمريّة أو الفترة الزمنيّة التي تُحدّد مرحلة الطفولة من خلال التعريف الخاص بالاتفاقيّة الدوليّة لحقوق الطفل التي عرّفته بأنّه (كل إنسان لم يتجاوز 18 عام ولم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المُطبق عليه)، ويُحدّد هذا التعريف على أن تنتهي مرحلة الطفولة واقعًا ببلوغ الرشد، ويمكن أن يمتد ذلك حتى السنة 18 من عمر الإنسان كما رجحته الاتفاقية.
تعريف رياض الاطفال ونشأته:
أوّل من فكر في تأسيس رياض الأطفال هو الإيطالي كومينيوس، وذلك في أواخر القرن 16 ميلادي، حيث بدأت الفكرة حول إنشاء مدارس للصغار تشارك الأهل في تربية أبنائهم، وتعطيهم الرعاية المناسبة أثناء تواجدهم فيها، ثمّ جاء رجل فرنسي الجنسية اسمه “أوبرلين” وأنشأ رياض للأطفال سماها بإسم “مدارس الأمهات” أو مدارس الضيافة، ومع وقت حدوث الثورة الصناعية في أوروبا، فكر الكثير من الأمهات إلى ترك الأطفال والتوجّه إلى العمل، وحينها قام شخص اسمه “فروبل” بتطوير هذه الفكرة التي تناسب الأطفال، حيث كانت الثورة الصناعية وقتها سبب ودافع لإنشاء الفكرة، وذلك لبذل المزيد من المجهود نحو تقريب مفهوم رياض الأطفال لدى الناس، وتنفيذه على أرض الواقع، وقد شارك العديد من المتخصصين والباحثين وأصحاب الخبرات في تطوير فكرة ومفهوم رياض الأطفال.
هدف تطبيق رياض الأطفال:
رياض الأطفال بها الكثير من المميزات والخواص التي تجبر الكثير من الأمهات والآباء ليعودوا أطفالهم على الالتحاق بالروضة أو رياض الأطفال مثل: أن رياض الأطفال مرحلة هامة من مراحل نمو الطفل الجسدي والفكري بدلاً من الجلوس في المنزل دون التعرف على شخصيات جديدة والتقارب والتعامل والتفاعل معهم، فمهما كان الوالدين لا يمكن أن يقوموا بتوصيل الفكرة لأطفالهم بطريقة صحيحة.
في هذا المكان يبدأ الطفل بأن يستقل نوعًا ما بشخصيته ويبنيها بناء على تصرفاته وتوجيهات المعلم والأبوين، بالتالي يعتمد على نفسه تاركًا التدليل الذي كان يراه من الأبوين والجد والجدة.
تعلم حفظ القرآن والمواد التعليمية الأخرى منذ الصغر بدلاً من دخول الصف الابتدائي أو المرحلة الابتدائية فجأة دون التمهيد لتلك المواد، الأمر الذي يرهق الطفل وقتها.
توفّر المعلمة الخاصة برياض الأطفال مختلف الأنشطة والأدوات التي تساعد الأطفال على تعلّم قواعد القراءة ومفرداتها والعلوم الأخرى، كالرياضيات والسلوكيات الاجتماعية، بالإضافة إلى التفاعل مع الأطفال الآخرين الذي يجلب للطفل الكثير من المميزات في المستقبل ويضيف للطفل مستوى نمو ذهني وعقلي أفضل من المستوى الذي يحصل عليه الطفل وهو بجانب أبويه فقط في هذه المرحلة.
أهمية تنظيم رياض الأطفال:
طريقة تنظيم البيئة تعطي شكل واضح عن مدى معرفة القائمين عليها بخصائص نمو الأطفال واحتياجاتهم، حيث أنها تعكس الأفكار التربوية التي يتبناها مسؤولي رياض الأطفال في الدار أو الحضانة، ويعد تنظيم البيئة المناسبة للطفل من الوسائل والأدوات الأساسية في إطار فلسفة تربوية تعتمد على خبرات سابقة لتساعد على نمو الأطفال وتنطلق من حاجاتهم.
ولذلك يتحتم على كل مربي ومربية أن تعتبر تنظيم البيئة من الأمور التي تساعد على تحقيق الأهداف التربوية بطريقة سليمة، لذلك يجب تنظيم المكان الذي يستقبل الأطفال عدد ساعات في اليوم بطريقة تضمن لهم البيئة الدراسية المناسبة والصحيحة من جهة والبيئة الآمنة نفسيًا وصحيًا واجتماعيًا من جهة أخرى، وأن يتوفر في مكان التعليم هذا إمكانيات اللّعب والتعلم وممارسة مختلف النشاطات والهوايات تحت ضوابط وتعاليم الدين الإسلامي بجانب التجريب والإكتشاف، وتوفر لهم إعطاء فرصة التحرك في مساحة كافية دون أن تشكل تجهيزات الرّوضة أو أوامر المربية عائقاً للأطفال.
ولرياض الأطفال أهميّة كبرى في تأهيل الطفل من الناحية العلمية والنفسية والاجتماعية وإعداد الطفل ليصبح نموذج طفل خالي من المشاكل من أي نوع، فيتيح للطفل بعد الانتهاء من فترة رياض الأطفال من الالتحاق بالمرحلة التعليميّة التالية دون مشاكل أو عائق مثل المرحلة الابتدائية، فوظيفة رياض الأطفال الأولى هي تهيئة الطفل لمرحلة المدرسة التي تعد عالم آخر وظروف أخرى هي مرتبطة بشكل أساسي بالمرحلة التي قبلها وهي مرحلة “رياض الأطفال”.
لأن في هذه المرحلة يترك للطفل كامل الحرية لممارسة الأنشطة واستكشاف من حوله واستكشاف قدراته الفريدة وميوله الأوّلى وإمكانيّاته، فيكتسب العديد من المهارات والخبرات التي لا يمكن اكتسابها من خلال الأبوين داخل المنزل، ومن أهمّ وظائف المعلّمة في رياض الأطفال هي أن تقوم بتشجيع الطفل وتحفيزه على حب العمل في فريق مكون من أطفال آخرين، فالطفل الذي يحب روح العمل والمشاركة الإيجابية والتعاون مع الآخرين قادر على الاعتماد على نفسه ومواجهة مصاعب الحياة في المستقبل، وفي هذه المرحلة يكتسب الطفل المهارات العديدة المختلفة، وعن طريقها سيشق الطفل طريقه الخاص به بالطبع مع التوجيهات والتعليمات الخاصة بالأبوين من جهة، والخاصة بالمعلمة من جهة أخرى.
تعريف رياض الاطفال: تعتبر مرحلة رياض الأطفال التي يمر بها الطفل هي مرحلة تعليمية هامة لا تقل أهمية عن مراحل التعليم الأخرى، بل هي مميزة ومستفاد منها جدًا، وهذه المرحلة على وجه الخصوص لها فلسفتها التربوية وأهدافها السلوكية الفريدة، وأهدافها ترتكز على احترام ذاتية الطفل وتجعله ذو شخصية مستقلة بذاتها وتجعله شجاع قادر على التغير بلا خوف بعيدًا عن تحكم الأبوين وتصلب رأيهما، وأيضًا بعيدًا عن التدليل الذي يؤثر بالسلب على شخصية الطفل، بالإضافة إلى رعاية الطفل جسديًا وتعليمه العادات الصحية الصحيحة، مثل التعود على إطعام نفسه بنفسه ودخول دورة المياه وحده، وعلى المعلمة مساعدة الأطفال في تدبر الأمور المشابهة لتلك التي ذكرناها بجانب المرح واللعب والتعرف على الطبيعة وعلى من حوله، وتعليمهم أن بعض الرغبات يمكن التخلّي عنها واستبدالها برغبات أخرى أفضل منها.
وفي الأخير يجب التذكير بأن مرحلة “رياض الأطفال” هي مرحلة غاية في الأهمية في حياة الطفل، ومن الخطأ أن يغفل الأبوين عن تلك المرحلة بل سيجد الأبوين فارق عظيم عند التحاق أطفالهم برياض الأطفال مع الحفاظ على البحث عن رياض أطفال تعليمية جيدة.