جميعنا نُقابل في حياتِنا اليومية شخصيات لا ترُوق لنا،فالشخصيات الإنسانية فيها السيئة وفيها الحسنة، ولا يوجد شخصية تصل إلى الكمال، فجميعنا ينقصنا شيء في شخصيتنا إلى أن هذا يتفاوت من شخص لآخر، فعندما نُقابل مَن يُثير أعصابَنا، ويُعكر مزاجَنا نبدأ برصد أفكار للتعامل مع هذه الشخصيات حتى لا تُؤثر علينا فيما بعد، ولا تُفسد علينا حياتنا، ومنها الشخصية المُستفِزّة.
تعريف الشخصية المستفزة: في علم النفس هي الشخصية التي يهدف منها صاحبها إلى إثارة شيء ما في نفس الطرف الآخر قولاً أو فعلاً، فهو يعلم الأشياء التي تهيج وتزيد من عصبية الشخص الذي أمامه، فيبدأ بفعل هذه الأشياء عن قصد، وهذا يعود لحالة سلوكية سلبية بداخله، فقد يكون صاحب الشخصية المستفزة يفتقر إلى الثقة بالنفس فيلجأ لهذا الأسلوب للفت الانتباه، أو لإثبات تميزه، وقد يكون الاستفزاز بشكل عفوي غير مقصود.
فن التعامل مع الشخصية المستفزة
نحن ندرس ملامح هذه الشخصية، لكي نتعرف على كيفية التعامل معها، ولا نتعصب عند التعامل معها، وإيقافها عند حدها، فعند التعامل مع هذه الشخصية الصعبة يجب التعامل معها بطريقة صحيحة، فكما نعلم أن لكل فعل رد فعل معاكس، فنحن يجب أن نستخدم فنون الرد الأنسب، وينقسم معظم الناس عند التعامل مع هذه الشخصية إلى قسمين:
القسم الأول: يقابل هذه الشخصية بشكل استفزازي، ويقوم بالرد عليه بصورةٍ أغلظ، وذلك لتفاد الأذى الذي تعرض له بسبب هذه الشخصية، وهذا النوع من التعامل يزيد المشاحنة، وكذلك يزيد الإثارة والعصبية أمامه، وهذا ما يسعى إليه هذا الشخص، ألا وهو تعكير مزاجك، وإتلاف أعصابك، وعندها يشعر بالسعادة، وبأنه انتصر في المواجهة التي بينك وبينه.
القسم الثاني: يتجنب هذه الشخصية، لا يعطي له أي اعتبار، ويحاول الابتعاد عنه، وهذا أيضاً يشعر الشخص المستفز بانتصاره. في الحالتين تصرفك كان خاطئ، ولا يمد لفنون الرد المناسبة بأي صلة، لأن الشخص المستفز في الحالة الأولى أيقن أنه وصل لمراده، فقد جعلك تنفعل، وفي الحالة الثانية شعر بأنك تضايقت وتأثرت بالكلام الذي قاله، فسواء تجاوبت مع هذه الشخصية أم ابتعدت عنها فأنت في خطر.
وللشخصية المستفزة إيجابيتها وسلبيتها ،ومن سلبياتها تجنب ذلك الشخص وأن تبعد عن التعامل معه فيصبح هذا الشخص وحيد في الحياة ولا يرغب أحد في التعامل معه لأنه يؤذى مشاعر من يتعامل معه .
ومن إيجابيتها :الاستفزاز فهذا الاستفزاز يحفزك ويثير دافعيتك ويحثك على التطور والعمل والإنتاج.
طرق تجنب الاستفزاز : عليك محاولة فهم السبب وراء ما يقومون به من أفعال عدائية تجاهك فالبعض قد يسبق لسانه نيته، فيكون لسانه اعنف مما في داخله، وهناك البعض ممن تخونهم الكلمات فينطقون بما لا يرغبون .
واجه الموقف بأدب ولكن بحزم، فعندما يقوم شخص باستفزازك بطريقة عدائية، كل ما عليك أن تقوم به أن تتوجه مباشرة إليه، وتبدي امتعاضك مما يقوم به، مع النظر في عينيه مباشرة، وان تخاطبه بنبرة حادة بوجوب التوقف عما يقوم به، ويجب عليك أن لا تقع فريسة فقدان الأعصاب، بل الاحتفاظ بالهدوء والرزانة والكياسة، حتى لا يتصاعد الموقع فيتم تبادل الهجوم والادعاءات من قبل الطرفين .
حاول أن تبقى هادئا قدر الإمكان، وان لا تشغل تفكيرك بهذا الوضع كثيرا، ففي النهاية هذا الشخص هو المخطئ، والاستفزاز السلبي هو وسيلة الإشخاص الضعيفين في أظهار أحقادهم، وحقيقة مشاعرهم، فكل ما يمكنك فعله، فقط أن تقوم بتجنبهم، وإبقاء أعصابك هادئة قدر الإمكان.