تربت فاطمة رضي لله عنها, في بيت سيد البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام, تولاها برعايته, فكانت بنت أبيها, وكانت أحب الناس عليه صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام الذهبي: سيدة نساء العالمين في زمانها.
كانت أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم وأحبهن إليه.
ولدت قبل المبعث بقليل. وقد روت عن رسول الله أحاديث وروى عنها أبناءها كذلك.
زواجها:
ولما بلغت سن الخامسة عشر, تزوجت ابن عمها علي بن أبي طالب رضي الله عنه, في ذي القعدة,من سنة اثنتين بعد وقعة بدر الكبرى, قال ابن عبد البر: دخل بها بعد وقعة أحد, فولدت له الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم وزينب..
صبرت معه على الفقر والجوع والتعب والمشقة.وان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب لغضبها ويرضى لرضاها, فعندما أراد علي رضي الله عنه أن يتزوج ابنة أبي جهل على فاطمة عليها السلام, قام النبي صلى الله عليه وسلم, على المنبر وقال: إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب, فلا آذن, ثم لا آذن, ثم لا آذن, إلا أن يريد علي بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم, فإنها بضعة مني, يريبني ما رابها, ويؤذيني ما أذاها.
فترك علي الخطبة ولم يتزوج عليها.
وكان بيتها متواضعا, ومالها قليلا, حتى ازداد نصبها, وانحنى جسمها, لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبرهما ويعلمها.
قال علي: لقد تزوجت فاطمة, وما لي ولها فراش, غير جلد كبش ننام عليه بالليل, ونعلق عليه الناضج بالنهار, ومالي ولها خدم.
وفي المرض الأخير لرسول الله صلى الله عليه وسلم, أقبلت فاطمة رضوان الله عليها, على بيت أبيها, فبكت بكاء شديدا ثم ضحكت.
تقول عائشة رضي الله عنها: كنت جالسة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم, فجاءت فاطمة عليها السلام, تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: مرحبا بابنتي, فأجلسها عن يمينه أو عن يساره, ثم أسر إليها شيئا فبكت, ثم أسر إليها شيئا فضحكت, قالت, قلت: ما رأيت ضحكا أقرب من بكاء, استخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث ثم تبكين؟ ثم قلت: أي شيء أسر إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ما كنت لأفشي سره. قالت: فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها, فقالت: قال: إن جبريل عليه السلام, كان يأتيني كل عام فيتعارضني بالقرءان مرة, وإنه أتاني العام, فعارضني مرتين, ولا أظن أجلي إلا وقد حضر, ونعم السلف أنا لك.وقال: أنت أسرع أهلي بي لحوقا, قالت: فبكيت لذلك, ثم قال: أما ترضين ان تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو نساء العالمين؟ قالت: فضحكت.
وفاتها:
قالت فاطمة لأسماء بنت عميس, رضي الله عنها: إني أستقبح ما يصنع النساء, يطرح على المرأة الثوب فيصفها, قالت: يا ابنة رسول الله, ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة, فحنتها, ثم طرحت عليها ثوبا, فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله, إذا مت فغسليني أنت وعلي, ولا يدخلن احد علي.
قال ابن عبد البر: هي أول من غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة.
وبعد ستة أشهر من وفاته صلى الله عليه وسلم, وقيل ثلاث أشهر, لحقت سيدة نساء أهل الجنة بسيد أهل الجنة على وجه الإطلاق صلى الله عليه وسلم. وكان عمرها آنذاك خمسا أو أربعا وعشرين سنة.