المجتمع الذي نعيش فيه هو مجتمع عبارة عن مجموعة من الأشخاص سواء كانوا أقارب، أصدقاء، جيران، زملاء عمل لذلك يتوجب علينا التعامل بفن مع هؤلاء الأشخاص، وستقابل أشخاص يحبونك وأشخاص آخرون يتجاهلونك مع أنهم يحبونك، وفئة ثالثة لا يحبونك في الأصل، وعليه يجب أن نتعلم فن التعامل مع كل الأنماط والشخصيات في هذا المجتمع، وأصبح الاهتمام بشخص لا يهتم بك من الأمور الضرورية في بعض الأوقات.
ومن ضمن تلك الأشخاص ستجد شخص يتجاهلك ولا يهتم بك ولكن ربما يكون يحبك، وليس شرطًا أن يكون كارهًا لك، وربما أيضًا يكون كارهًا لك ولا يحبك والشخص اللبيب الحاذق هو من يفرق بين النوعين، وربما يكون التجاهل وعدم الاهتمام من الردود القاسية للغاية خصوصًا إن كان الشخص متعمّد ذلك، ويجب أن لا نعتمد على صدور التصرفات الخاطئة من الآخري ونبني عليها أفكار سيئة تنشيء الكراهية والبغضاء الّتي قد تؤدي لاختلاف وجهات النظر وتؤدي إلى أكبر من ذلك أيضًا، وتكوين أفكار خاطئة عن الآخرين، لذلك يجب علينا أن نحاول قدر المستطاع فهم طريقة مناسبة للتعامل مع الآخرين، لتجنب حصول أية مشاكل.
هل توجد أسباب للتجاهل؟
نعم توجد أسباب عديدة للتجاهل ربما يكون الإنسان المتجاهل وقتها على حق وربما لا يكون على حق، وسنتعرف على بعض الأسباب في السطور القادمة.
ربما يكون تجاهل الآخرين لك نوع من أنواع لفت وجذب انتباهك إليهم، فبعض الناس تظن أنّ التجاهل من حيل التعبير عن الحب وجذب النظر، أيضًا نقل الكلام ومحاولة الإفساد بين الناس والأخبار الكاذبة عنك دون وجه حق سبب من أسباب تجاهل الآخرين لك، أو قد تكون قد بنيت على مواقف معينة لديك، ربما يكون التجاهل أحيانًا لتجنب حدوث المشاكل وتضخمها وتجنب حدوث نقاشات حادة تزيد الأمر سوءاً، بجانب أنه يكون التجاهل معظم الأحيان، صادر من شخصية عنيدة تفتقد للمرونة والتجاوب، وتهرب من المواجهة الحقيقية، وعند فشل محاولات تقارب وجهات النظر، يلجأ البعض إلى لتجاهل، وفي بعض الأوقات يكون التجاهل نابع من مشاعر كراهية من قبل الآخرين لك ولكن ليس في كل الأحوال، وقد تكون هذه الأسباب غير معروفة.
كيف أتعامل مع شخص لا يهتم بك:
لا تأنب نفسك أبدًا طالما أنت على حق، بسبب نفور الآخرين منك، حتى تكون واثق من نفسك، وغير مهتمٍ بتجاهلهم، أيضًا التعامل مع التجاهل ببرود تام، وعدم محاولة الاهتمام بالشخص الذي يتجاهلك، وتجنّب الالتفات إليه بالكلام، أو المبادرة بالاتصال والتحية إذا كان الشخص يستحق ذلك كنوع من أنواع العقاب، لأنّ هذه الطريقة تظهرك بأنك شخص واثق بنفسك وليس في حساباتك، أيضًا عدم التواصل مع الشخص الذي يتجاهلك بأي شكلٍ من أشكال لغة الجسد، سواء كان الحركات باليدين أو النظر بالعين، أو الإشارات والإيماءات الجسدية.
محاولة الحديث مع الآخرين ولا تلتفت إليه عند اجتماعك مع شخص يتجاهلك بحضور جماعة من الناس، ثم توجيه الكلام لهم وتجنبه بشكلٍ تام، محاولة فهم أسباب تجاهل هذا الشخص لك ولماذا لا يهتم على غير لعادة إن كان هناك شخص قريب بينكما، وإن حاول التلفظ ببعض الكلمات والعبارات الجارحة أمامك فكان فلا ضير من ذلك ولا تهتم بهذه الكلمات وكأنك لم تسمع شيئاً وتجنب ردّ هذا الكلام، أو الدفاع عن نفسك، هكذا ستسبب له الحيرة أكثر، ومن الضروري تجنب التشاحن والتشجار وتوجيه الكلام له، والإهانات المبطنة للشخص الذي يتجاهلك أو شخص لا يهتم بك، وعند إلقاء التحية، يجب التصرف بخلق وإلقاء التحية بشكلٍ عام ويمكن أيضًا مصافحته مثله مثل باقي الجلوس.
لا تنظر إلى الأرض وأنت تتحدّث إليه بل انظر إلى عينيه بشدة وثقة وتحلّ بثقة النّفس ولا تضعف أمامه أبدًا، وركّز في عينيه في أيّ حوارٍ يدور بينكما مهما كان سواء كان الحوار لطيف أو شديد، ولا تتحلّى باللباقة الزّائدة، فقد تُفهم على عدم ثقة في النفس وضعفٌ في الشخصيّة ولكن كن على طبيعتك دائمًا، وكن رسميّاً بلطفٍ وتهذيب، ولا تحرّك وتشاور بيديك كثيراً هنا وهناك، ولا تلتفت يُمنةً ويُسرةً وكأنّك تريد شيء ما بجانبك، كن مستمعاً جيّدًا له. تمتّع بخفة الدّم والعفويّة، ولا تتصنّع وتبالغ في الأفعال والكلام.
تعامل مع شّخص لا يهتم بك وكأنّه لا يهمك بدرجةٍ كبيرة، حتّى يحاول هو أن يكسبك ويتقرب إليك، لا تضحك بمبالغة بسببٍ أو من دون سبب ولكن يمكن التبسم في وجهه في حدود المعقول، ولا توافقه على ما يقول دائمًا، بل تحدث معه وعارضه وجادله وناقشه ولكن ليس عبثاً ولكن على حق وصدقحتى تثبت وجهة نظرك، يمكنك أيضًا رفع حاجبيك للأعلى، واخفضهما مرة واحدة بشكلٍ سريع ففي ذلك إشارةٌ قويّة على ثبات الموقف، اهتم بمظهرك دائمًا واعتن بنفسك جيدًا وضع برفان مفضل لديك، تأكّد من حاجتك لهذا الشّخص، وبأنّك تودّ أن تصلح تلك العلاقة الشبه مربكة، وأنّها ليست علاقة مصلحة فقط، وكن مميّز في كلّ تصرّفاتك، واجعل الجميع يلاحظون غيابك دائماً أي اجعل غيابك مؤثر، حتّى يشعر هو نفسه بذلك. لا تبذل مجهود كبير فوق المعتاد لكسب قربه؛ بل اجعل الأمور طبيعيّةً كي تسير كما هي، ولا تحاول أن تجعله حبيباً لك غصبًا عنه.
الاهتمام بشخص لا يهتم بك
يمكن أن تهتم قليلاً بهذا الشخص الذي يهتم بك ولكن في حدود المعقول إذا كانت هذه الحيلة ستكون فعالة، فربما ذلك الشخص يكون منتظر أي اهتمام منك حتى يبدأ هو بالاهتمام بك أيضًا وتبدأ بداية صداقة جديدة، لا بأس في أن تتجاهل هذا الشّخص في بداية توعك العلاقة وارتباكها حتى تحصل على المراد، لا تمزح كثيرًا أو لا تمزح من الأصل ويفضل ذلك فتفقد من ماء وجهك وهيبتك وتأثيرك، وكن ذكيّاً حتّى في مزاحك، حيث يمكن أن يلاحظ ذلك الأمر.
لاحظ كلّ كلمةٍ تتفوّه بها؛ فقد تنطق كلمةً ليست في محلها غير مناسبة أو، فتفقد اهتمام الشّخص الذي أمامك، يفضل أن تُصلّي صلاة استخارة حتى لتتأكّد تماماً أنّ هذا الشّخص هو الشّخص المناسب في صداقتك والتقرب إليه، ويجب أن تهمل ذلك الشّخص في بعض الأوقات حتّى يبدأ هو باتّخاذ خطوةٍ حقيقيّة كأن مثلاً لا تتصل به ولا تسأل عليه في غير العااجة، ولا بدّ أن تنتبه لجميع التصرّفات التي تصدر عن هذا الشّخص؛ فقد تصدر عنه بعض التصرّفات التي لا ترضيك البتة، أيضًا لا تتعمّد الظهور في الأماكن التي يتواجد فيها وكأنّها حركة مقصودة منك، ولا تتحدّث بصوتٍ مرتفع أثناء تواجده ولا تسأل عنه كثيرًا فيصل ذلك إليه ويترسخ في ذهنه أنك مهتم به فينفر منك لأنّك ستضع نفسك في موقفٍ محرج.
التعامل الاهتمام بشخص لا يهتم بك بلطفٍ، ويفضل فصل الحياة العملية عن الحياة الشخصية إذا تواجد الكاره لك في العمل، وعدم معاملتهم بالمثل، والتبليغ وطلب المساعدة في الحالات التي تنتقل فيها الكراهية من مستوى المشاعر لمستوى التعدي اللفظي، عدم الالتفات للكارهين، وكن مبتسم عند مقابلة الأشخاص الذين تشعر بكراهيتهم لك، تجنب الحديث عن الأمور الخاصة والأسرار والحياة الشخصية أمام تلك الفئة، فقد يستغل هذا الشخص كل المعلومات الخاصة بهدف إلحاق الأذى.