الحصبة من الأمراض التي تنتقل عن طريق العدوى, وهو مرض منتشر بخاصة بين الأطفال الصغار الذين يتراوح عمرهم بين الاثنين إلى أربع أعوام, وهي عبارة عن فيروس سريع العدوى ينتقل بسبب عن طريق الجو والجهاز التنفسي, لكن الآن يوجد مصل للوقاية من الحصبة تعطيه وزارة الصحة للأطفال لوقايتهم منها, وقد أدى دور كبير في التقليل والحد من خطر الحصبة ومضاعفاتها, فقد كانت مرضاً فتاكاً يودي بحياة الكثير من الصغار في العصور الماضية وحتى وقت قريب لأن مضاعفاتها خطيرة وغير محمودة العواقب كالتهابات الرئة البكتيرية والتهابات الأذن الوسطى والكبد والقلب وغيرها، لذا فهو ثورة في عالم طب الوقاية والأمراض المعدية.
الأعراض:
يمكن تقسيم ملامح المرض إلى مرحلتين أساسيتين:
المرحلة الأولى:
هي المرحلة التي يبدأ فيها ظهور أعراض المرض عن طريق تكون بعض البقع الحمراء الصغيرة الحجم وظهور بعض الأعراض الخفيفة من أعراض الحصبة، وهي تحدث في نفس الوقت الذي يقوم فيه الفيروس بالدخل إلى دم الشخص المصاب بعد مرور فترة الحضانة، والأعراض الخفيفة تتمثل في:
سعال خفيف جاف.
الزكام المتكرر.
التهاب في العينين.
فقدان في شهية الشخص المصاب نحو الطعام بشكل كبير.
ارتفاع بسيط في درجة حرارة الشخص المصاب.
تستمر المرحلة الأولى نحو مدى قصير من يومين إلى أربعة أيام.
ظهور بقع كوبليك ويمكن وصف هذه البقع أن لها لوناً أبيضاً يشبه بشكل كبير ذرات الملح التي توجد على قاعدة حمراء اللون في الجزء المبطن للفم والذي يقابل الطاحن الثاني من الأسنان وهي تظهر قبل حدوث الطفح الجلدي وطور المرحلة الثانية بيومين فقط ومن ثم تقوم بالاختفاء عند بدء الطور الثاني، وبقع كوبليك أحد العلامات المميزة والخاصة بمرض الحصبة فإن أجرى الطبيب الفحص لفم المريض ووجد هذه الحبوب فهو إشارة لا يمكن إنكارها على وجود الحصبة.
يسهل أن تنتقل العدوى من الشخص المصاب إلى من حوله في هذه المرحلة بشكل هائل وسريع, لذا يجب إن بدا على أحد أبنائك الأعراض المبكرة السابق ذكرها عليك باستشارة الطبيب بشكل فوري فإن ثبت ذلك قم بعزله عن إخوته.
يوجد احتمال كبير أن يعاني الشخص المريض من التهابات في القصبة الهوائية والشعل أو يصاب بمرض الرئة الفيروسي والذي يسمى مرض التهاب الرئة الفيروسي أو قد يسمي الخانوق.
المرحلة الثانية:
هي المرحلة التي ينتشر فيها الطفح الجلدي في سائر جلد الشخص المصاب وليس فقط في مكان واحد بل إن الطفح يغزو الجلد ويصحب ذلك ارتفاع كبير في درجة حرارة الشخص المريض وحمى وتحدث هذه المرحلة بعد المرحلة الأولى مباشرة متزامناً مع وجود أضداد لمواجهة فيروس الحصبة في دم المريض وطبيعي في هذه المرحلة أن يظهر طفح جلدي في المنطقة المحيطة بالصدغين وبالجبهة وحول الأذن خلف صيوانها، ولكن هذا الطفح يسرع بالانتشار في كل الوجه ومن ثم ينتقل إلى الجذع وفي النهاية يظهر في اليدين والقدمين بعد الساقين والذراعين.
يظهر الطفح الجلدي في شكل حطاطي عبارة عن فقاعات أو حمامي له لون أحمر مميز، وعادة ما تكون بقع الطفح في الجلد غير منتظمة وليس لها كلها نفس الحجم أو الشكل أو التجمعات فهي غير منظمة ومتباينة في أجزاء الجسم مشكلة لطخ من البقع الحمراء الكثيرة وكبيرة الحجم.
عادة ما يستمر الطفح الجلدي لدى الشخص المعدي نحو ستة أيام أو أسبوع ويكون الشخص المصاب فيها معدياً لمن حوله بعد 4 أيام في فترة المرحلة الأولى أي قبل أن يظهر الطفح و يومين بعد ظهوره، وهناك بعض المصابين يعانون من اصطباغ باللون البني لجلدهم بعد أن يظهر الطفح الجلدي، وهي من الممكن أن تترك أثراً بنياً إلى مدة طويلة تصل لعدة أشهر رغم ذلك ستختفي في النهاية هذه البقع البنية.