الوضوء أولى وأهم الخطوات للصلاة الصحيحة في الإسلام، وهو بمعنى الحسن والبهاء في اللغة وفي الشرع الإسلامي هي مجموعة من الأفعال المخصوصة التي لا يصح الوضوء بدونها، وهي من أهم شروط الصلاة حيث لا تقبل الصلاة بدونها وقد ورد في الصحيحين: “لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضّأ”.
إذا أردنا تعريف الوضوء باختصار نستطيع القول أنّ الوضوء وبضم الواو اسم للفعل وهو بمعنى استعمال الماء في أعضاء مخصوصة وبفتحها اسم للماء الذي يتوضأ به وهو مأخوذٌ من الوضاءة أي الحسن والنظافة والضياء من ظلمة الذنوب وقد سمي بذلك لما يضفي على الأعضاء من وضاءة وذلك بغسلها وشرعاً استعمال الماء الطهور في غسل الأعضاء الأربعة وهي الوجه واليدين والرجلين والرأس.
خطوات الوضوء:
-إنّ أول ما نبدأ به عند الوضوء هو النيّة فالنيّة هي أساس أي عمل نقوم به فيجب أن ننوي على الوضوء قبل البدء فيه.
-بعد ذلك يجب أن نبدأ بالبسملة بقول *بسم الله الرحمن الرحيم*.
-بعدها نقوم بغسل الكفين قبل البدء بالوضوء.
-نبدأ الوضوء بالمضمضة حيث نقوم بمضمضة الفم ثلاث مرات.
-ثم بعد ذلك نقوم بالاستنشاق أيضاً ثلاث مرات.
-بعدها نقوم بغسل الوجه ثلاث مرات أيضاً ويجب أن نقوم بإيصال الماء لكامل الوجه.
-بعدها ننتقل إلى غسل اليدين حيث نقوم بغسل اليدين وحتى المرفقين ثلاث مرات ويجب أن نبدأ باليد اليمنى قبل اليسرى.
-نقوم بمسح الرأس مرة واحدة.
-نقوم بمسح الأذنين مرة واحدة.
-غسل الرجلين حتى الكعبين ثلاث مرات ويجب أيضاً أن نبتدئ هنا بالرجل اليمنى أولاً. كما يجب الانتباه هنا إلى غسل ما بين الأصابع فالكثير منا ينسى أو تغفل عنه هذه الخطوة لذا لا بدّ منها حتى يكون الوضوء صحيحاً.
كما أنّه من السنة أن نذكر الشهادتان بعد الوضوء” أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله”.
وهناك عدة أشياء تعتبر من مكروهات الوضوء ويجب الابتعاد عنها:
الإسراف في استعمال الماء عند التوضؤ.
ترك سنة من السنن المذكورة في الوضوء، ومن ترك سنّة حرم ثوابها ويكون العمل ناقصاً.
يكره الوضوء في المكان النجس.
كما يكره الكلام أثناء الوضوء إلا لضرورةٍ، ولا بأس من ردّ السلام وتشميت العاطس.
كما يكره أيضاً أن يلطم المتوضأ وجهه بالماء عند غسله بل يجب غسل الوجه بعناية أكثر وذلك تكريماً للوجه.
الوضوء في القرآن والسنة:
فقد ورد في سورة المائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(6)﴾
إنّ الوضوء الصحيح هو مفتاح الصلاة الصحيحة ومعرفة الوضوء وخطواته السليمة سننه وفرائضه هو أمر هام يجب على كل مسلم حريص على صلاته أن يلمّ بها فالصلاة عماد الدين لذا يجب أن نحافظ عليها سليمة من أي خطأ وأن نقوم بها على الوجه الأمثل.
وهناك العديد من الأحاديث التي وردت في فضل الوضوء نذكر منها:
قال صلى الله عليه وسلم ” من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من نحن أظفاره ” رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم ” ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط ” رواه مسلم.