فن النحت هو نوع من أنواع الفنون التشكيلية التي تجسد الأفكار على هيئة مجسمات ثنائية أو ثلاثية الأبعاد، ويعد فن النحت من أقدم الفنون التي كانت هواية لدى الأمم السابقة مثل قوم عاد، قال الله تعالى “وتنحتون من الجبال بُيُوتًا فارهين” واشتهر به أيضًا المصريين القدماء ويظهر هذا الفن على الكثير من الآثار الفرعونية القديمة، وقاموا بنحت العديد من جدران المعابد والتمثايل التي وصلت إلينا إلى يومنا هذا، كما أنهم اهتموا بعلم التصوير، وكانوا ينحتون الملوك والحيوانات والمعابد والزراعة والصناعة والحروب والأشياء الثمينة من حولهم.
كما أن الكثير من النماذج المنحوتة من الآثار القديمة منذ القدم تمثل عنوانًا للحضارات القديمة التي كانت منتشرة، خاصة في عهد قوم عاد الذين ذكرهم الله تعالى بهذا الفن في القرآن الكريم، كما أن أكثر من اشتهروا بعلم النحت هم القدماء المصريين والرومانيون واليونانيون، كما أن الأشكال التي كانت تُنحت على الصخور قديمًا هي عبارة عن الأشياء والأفعال المحيطة بهم، فكانوا مثلاً ينحتون التماثيل والأصنام والشمس التي كانوا يعبدوها، أو للملوك الذين كانوا يحكموهم أو للمركبات الذين كانوا ينتقلوا من خلالها، كما أنهم كانوا يستخدمون مواد مثل الصلصال و الجبس لتساعد على النحت.
والنحت من أحد أسبابه هو إيصال فكرة معينة للناس من حولهم ومن بعد موتهم، فما هو سبب معرفة الحضارات القديمة في مصر إلا عن طريق النحت، ونحت حضاراتهم قد وضع أيدينا على معرفة الكثير من أمور حياتهم وماذا كانوا يأكلون وماذا كانوا يشربون، وكيف بنوا معابدهم وما هي الأدوات التي كانت تستخدم في الزراعة والصناعة والحروب، ومن هم الأعداء وما هي نوع المركبات التي كانوا يستخدمونها والكثير من الأمور الأخرى.
ودعونا نتفق على أن فن النحت قديمًا كان القدماء في مختلف الحضارات بارعين فيه سواء حضارة قوم عاد أو حضارة قوم فرعون، بالإضافة إلى أنهم كانوا بارعين في أمور وعلوم أخرى مثل علم الفلك والنجوم والكواكب، ولكن يستند فن النحت على علوم أخرى مثل فن الرسم، فلا يمكن أن ينحت الشخص إلى إذا قام برسم رسومات في مكان النحت، أيضًا التخطيط الهندسي من الأبعاد والمسافات وما إلى ذلك من الأمور التي تساعد النحت، والتصوير الذي يصور الفنان رسمته في ذهنه قبل أن ينحتها.