-
لله سبحانه وتعالى قدرة عالية في بديع خلقه فالجبال منها الأبيض والأحمر والأسود كما جاء في جزء من الآية الكريمة، (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألونها وغرابيب سود) أي شديد السواد حيث أن القرآن الكريم أوضح لنا سراً جيولوجياً من أسرار الأرض وبين لنا أسرار الجبال بل وسهل علينا مجال البحث في هذا العلم.
وقد صنف علماء الجيولوجيا أنواع الجبال إلى ثلاثة أنواع حسب تركيبها وتبعاً للصخور التي بها:
- جبال طبقية رسوبية وهي المقصودة في الآية الكريمة (جدد بيض)
- جبال متبلورة قاعدية وهي المقصودة في الآية الكريمة (وحمر مختلف ألونها)
- جبال نارية بركانية وهي المقصودة في الآية الكريمة (غرابيب سود) و(جدد بيض)
ومعنى جدد بيض أي الجبال التي تكونت من الطبقات الرسوبية وأيضاً كلمة جدد تدل على الشيء المتجدد وقد استدل العلماء بهذا القول أن جبال الثلج المتجمدة منذ ألاف السنين تشكل نسبة كبيرة جداً تصل إلى 90% من نسبة الماء المخزن في كوكب الأرض.
وأيضاً استدل العلماء بأن كلمة (جدد) تعني الثروة الثمينة وهذا المعنى قد فسره العلماء بأن الجبال بالفعل تحتوي على الكثير من المعادن النفيسة من الذهب والفضة والأحجار الكريمة وما إلى ذلك من الأشياء النفيسة والألوان المختلفة الأخرى.
ويوضح لنا علماء الجيولوجيا بأن الجبال تتجدد ببطء مع مرور الوقت رغم ما يستهلك منها من معادن وثروات يحتاج إليها الإنسان أو عن طريق العوامل الطبيعية مثل عوامل التعرية، حيث أنه إذا استنزفت أعلى قمة الجبل يتجدد مرة أخرى عن طريق ارتفاع معادن وأشياء نفيسة أخرى من الجذور والقاع، وأيضاً لون اللب الخاص بالجبال يغلب عليه اللون الأبيض لذلك سميت بـ (بيض).
أما عن اللون الأحمر فيتبين لنا بأن الجبال غنية بعنصر الحديد والذي يعطي اللون الأحمر عندما يتأكسد ويظهر لنا الصخر باللون الأحمر، كما أن الحديد يدخل عليه معادن أخرى مثل الرصاص والنحاس مما يعطي له اللون الأحمر بدرجات متفاوتة حسب نسب المعادن التي تحتويه، أما اللون الأسود للجبال فيرجع إلى أنها الجبال البركانية النارية والسبب في ذلك أنه يغلب على هذه الجبال (حجر البازلت) وهو صخر ناري لونه أسود.
وفي الآية الكريمة (ألم نجعل الأرض مهاداً والجبال أوتاداً) ويتضح لنا هنا بأن الجبال مثبتة بطريقة قوية لتثبيت سطح الكرة الأرضية، حيث أن أغلب الجبل تحت سطح الكرة الأرضية، ولولا تلك الجبال لكانت الزلازل والأرض مهتزة بصفة مستمرة، لأن داخل القشرة الأرضية مواد معدنية مضطربة وملتهبة وأيضاً من حكمة خلق الجبال أنها تجري من خلالها الأنهار التي تصب في البحار والمحيطات.
وأيضاً من فوائد الجبال أن يتخذها النحل بيوتاً ومسكناً لها حيث قال الله تعالى (وأوحى ربك إلى النحل أن أتخذي من الجبال بيوتاً) ويستفيد الإنسان من الثروة المعدنية الصادرة من الجبال سواء ذهب أو فضة أو نحاس أو رصاص يستخدمه الناس في احتياجاتهم اليومية أو حتى للزينة مثل الذهب، وقد يختلف كل جبل عن الآخر من حيث الكثافة والارتفاع والحجم والوعرة ويجب أن يكون الجبل مرتفعاً عن سطح البحر والأرض لكي يسمى جبلاً.