سيدنا يوسف كان في سن صغيرة، عندما روي لأبيه سيدنا يعقوب عن حلمه بالشمس والقمر و 11 كوكب آخر معهم يسجدون له، الحلم الذي أدرك أبيه سيدنا يعقوب أنه رؤيا مصدقه من عند الله. أراد سيدنا يوسف أن يعرف من أبيه عن تفسير حلمه ليزيل الغموض من عليه، سيدنا يعقوب كان نبي يشتهر بالحكمة والعقل الراجح وكان يعلم تمام العلم أن هذا الحلم ليس مجرد حلم بينما هو علامة قوية وواضحة لتأكيد أن ابنه سيدنا يوسف سوف يكون له مستقبل عظيم ونبوة أيضاً .
فخاف الأب الحكيم ذو العقل الرشيد على ابنه سيدنا يوسف، وأراد إخفاء سرد هذه الرؤيا عن أخواته، سيدنا يعقوب كان متزوج من امرأة وأنجبت منه 10 أبناء، ثم تزوج من بعدها من امرأة أخري وأنجبت منه يوسف وأخاه الشقيق بنيامين.
وفي يوم من الأيام اجتمع أخوة يوسف ال 10 وقالوا بين بعضهم البعض، إحنا مجموعة قوية، نقدر ننفع نفسنا ونقدر نلحق الضرر، وأبونا ــ سيدنا يعقوب ــ لا يحق له تفضيل وإيثار يوسف وبنيامين علينا جميعا .. في قوله تعالي : ” إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين ..[ آية 8 : سورة يوسف]
الشيطان أعمي أعينهم حقد وكراهية لسيدنا يوسف وبنيامين أخوه، وأقنعهم الشيطان أن حل المشكلة هو قتل أخيهم سيدنا يوسف، أو تركه في مكان بعيد وحيد .. في قوله تعالي : ” اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاُ .. [آية 9 : سورة يوسف]
وبعد فترة سينسىى أبوهم سيدنا يعقوب فقد ابنه سيدنا يوسف، وسيكون لهم كامل الحب والعطف من أبيهم .. في قوله تعالي : ” يخلُ لكم وجه أبيكم ” [آية 9 : سورة يوسف]
ثم وسوس لهم الشيطان، بعد ارتكاب جريمة قتل النفس، إن يتوبوا من بعد ذلك، ويصبحوا أبناء بارين وصالحين .. في قوله تعالي : ” وتكونوا من بعده قوماً صالحين ” [آية 9 : سورة يوسف]
ولكن واحد من أخوة يوسف الغير شقيق أشفق عليه من هذه الجريمة الشنعاء، وخاف من قتل نفس بريئة، فاقترح عليهم أن نلقي به في بير مياه، فوافقوا جميعا على هذه الفكرة واستحسنوها.
وقالوا لأبيهم سوف نأخذ يوسف معانا للخارج للعب واستنشاق الهواء الطلق وقضاء وقت ممتع معهم.
سيدنا يعقوب كان يرتاب في أمرهم، ويدرك أنهم يحقدون عليه. فرفض ولكنهم أصروا وعاتبوه بلطف و لين أنهم أخوة ولا يجب عليه أن يقلق على أخيهم سيدنا يوسف و هو معهم.
فرد عليه الأب الحكيم والحنون سيدنا يعقوب، أنه يصعب عليه البعد عن أبنه الحبيب، و يخاف من الذئاب عليه، في حين انشغال أخوته الكبار عنه .. في قوله تعالي : ” إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ) .. [آية 13 : سورة يوسف]
فأجابوا على أبيهم، إنهم 10 رجال أشداء أقوياء، و يقدروا يحموه من أي مكروه و إلا يكونوا من الخاسرين .. فوافق سيدنا يعقوب تحت الضغط و الإلحاح من أبناءه، لتتحقق المشيئة الإلهية، وليبتدئ أحسن القصص
ذهبوا أخواته ال 10 به إلى الخارج ليبحثوا عن بئر يمر عليه الكثير من المارة ليتركوا أخاهم يوسف بداخله، و نزعوا عنه قميصه، و ذبحوا حيوان يُقال إنه أرنب و أغرقوا القميص بهذه الدماء، لتبدوا وكأنها دم سيدنا يوسف. ووصلوا البيت عند سيدنا يعقوب يتظاهرون بالألم و البكاء على فقد أخيهم الحبيب، و لفقوا حكاية أنهم تركوه عند الأمتعة و ذهبوا يتسابقوا، و جاد الذئب على حين غفلة منهم وأكله .. وقالوا له أيضا، إنك لن تصدق كلامنا و إننا نقول الصدق .. في قوله تعالي : “وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ” .. [آية 17 : سورة يوسف]