القدماء:
يعيش الإنسان مراحل حياته لتكون في البداية حاضره وأحداثه متتالية وتمر في حياته لتصبح ماضياً أما اليوم التالي فهو بالنسبة له المستقبل، مجهولاً له في كل شيء، في أحداثه، ووقائعه وحتى قصص الغد عندما يعيشها تصبح ماضياً، وهكذا هي الحياة، حاضر يتحول إلى ماضي ومستقبل يتحول إلى حاضر، وتجعل من الجيل الحالي جيلاً سابقاً، وهكذا تمر الحياة، ليصبح الحديث قديم، ولكن القصص تتوالى مع توالى الأجيال وإنهاء جيل ليظهر غيره، وهكذا تصلنا الحِكَم والمواعظ من القدماء، وعن طريقها تنتقل إلينا خبراتهم إلينا لنتعلم منها، ونتعامل بها.
خبرات:
هي نهاية قصص حدثت في حياتنا فيما مضى لنخرج منها ببعض الخبرات والدروس المستفادة في الحياة، حتى القصص تتلخص في بعض الأقوال المأثورة التي بها خلاصة المواقف ونتائجها، تلك الأقوال أصلها حدث معين حدث لغيرنا من البشر، أو حدث لنا أنفسنا، وفي جميع الأحوال هو شرح مبسط لذلك الحدث وتلك القصة، وهذه الأقاويل كثيرة، ولا يمكن جمعها في كتاب واحد مثلاً، فلكل بلد أقوالها المأثورة، وهي تختلف عن غيرها من البلاد الأخرى، وتلك الأقوال تكون ناطقة عن حال أهل هذه البلد، وعاداتهم وتقاليدهم, ومنها:
على الشباب الإسراع بالزواج، فهذا أفضل حل أمر به الله تعالى، لحماية الشباب من عمل المحرمات، وإتيان الفرائض.
إلى أصحاب الأقلام، من يقف على المنبر ليعلم الناس، عليكم بعمل كل ما هو ممكن لتيسير أمر الزواج، ليكون ثوابكم أكبر عند الله.
جميع المسلمين يؤمنون أن المسجد هو وطناً لهم.
الإيمان والحب يعيشان معاً في منزلهما المقدس، وهو القلب.
التوبة لها روح وجسد، أما عن الروح فهو معرفة مدى قبح المعصية، أما الجسد فهو الامتناع عنها.
الوعد أهم شيء في الإسلام، وكم من قصص تخبرنا عن أن إخلاف الوعد يُعد من علامات النفاق في حياتنا.
هو شهيد مجهول لا يعلمه الكثير من الناس وقد يعيش ويموت دون أن يشعر به أحد، مع أنه له تأثير قوى وفعال على حياة الناس، وعندما يموت فقط يتذكرونه بما أخبرهم به من قصص في حياته، أنه المعلم.
عّرف طابور الجمال بأنه الإخلاص.
على الإنسان أن يعلم أنه في الدنيا مجرد ضيف، وسينتهي وجوده بها ليذهب إلى الموت، لأن الحياة بعدها موتاً، ولابد للإنسان أن يتعلم كيف يُعد نفسه لذلك الموقف العظيم عندما يقف للحساب، ويمشي على الصراط، لذلك سارع بالتوبة ولا تؤجلها إلى وقت آخر.
من عمل ذنب وتاب عنه، يغفر له الله، ولكن عند عودته لنفس الذنب فهذا يعنى أنه يستهزئ بربه والعياذ بالله.
أصل توالي القصص في حياتنا يبدأ بالهجرة، لأنه لو لم تكن الهجرة لما كانت المدينة، ولو لم تكن المدينة لما كانت دمشق، ولو لم تكن دمشق لم تكن بغداد، ولا حتى قرطبة، ولولا قرطبة وطليطلة لما كانت باريس ولا لندن ولا مدينة نيويورك الأمريكية، ولو في شيء من الإنصاف لكان على هؤلاء المتمدنون أن يحتفلوا معنا بذكرى الهجرة.
هناك من يدعوه دينه إلى الجهاد لنشر الرسالة في جميع أنحاء العالم، وهداية البشر إلى ذلك الدين، ولكن لم يحدث ذلك بل أنهم تباطؤا وقعدوا إلى أن جاء عدوهم ليفتح بلادهم، ويفتنهم عن دينهم.
إلى من حكم أجداده معظم بلاد الأرض، ولكن للأسف حُكموا هم وفي داخل بلادهم وديارهم بالباطل والظلم، إلى من باع أجداده نفسه واستقبل الموت بصدر رحب تاركاً لذات الحياة وفرحاً بالوصول إلى الجنة، بعد الموت، ولكن أنت لم تفعل مثل الأجداد، بل بالعكس لقد ترك الجنة م أجل لذات الدنيا الزائلة، وبنفوس ضعيفة تتحكم في مصيره.
قد جعل الله العزة لرسوله وللمؤمنين معه، ولكن معظم الناس نسوا دينهم وتركوا عزتهم وكرامتهم وتوقفوا عن نصر الله فلم ينصرهم، واعتقدوا أن العزة للمشركين.
للوالدين حقوقاً لا يمكن نسيانها أو إنكارها، بل أن عقوق الوالدين من أكبر الذنوب التي يعاقبنا عليها الله، وأن صلة الرحم من أهم الواجبات في حياتنا، وأن من أهم أسباب غضب الله علينا هو الغش والظلم والعدوان، ولكننا ومع الأسف لا نعمل بما نعلمه ونتعلمه من ديننا.