إن الإنسان المتميز والناجح هو الذي يغلق فمه قبل أن يغلق الأخرين أذانهم، ويفتح أذنيه قبل أن يتكلم الأخرين، لأنه أثناء الحديث يتعرف الإنسان على طباع الشخص المتحدث، وكما يقول الإمام على بن أبي طالب تكلم يا رجل حتى أعرفك، وعلى الشخص المُتحدث الاهتمام بطريقة كلامه وكيفية التعبير عن ما يقول بوضوح، فاللباقة عند التحدث أمام الأخرين من أهم الصفات التي يجب توفرها لدى أي شخص، لأنه من خلال ذلك سوف يحصل على قدر كبير من التقدير والاحترام، لأن الشخص اللبق يكون قادر على جذب الأخرين وكسب احترامهم بطلاقة لسانه وبلاغة لفظه.
كيفيّة التحدث بلباقة
حتى يكون الإنسان متحدث لبق ينبغي عليه أن يطور من شخصيته أولًا، وذلك عن طريق التخلص من نقاط الضعف والعيوب الموجودة لديه، وخصوصًا المتعلقة بكلامه، وهناك اعتقاد منتشر بين الناس أن اللباقة في الكلام مقصورة على ببيئة العمل فقط، لكن هذا الاعتقاد خاطئ، فينبغي على أي شخص أن يكون لبقًا في كلامه في جميع الأماكن والأوقات، وعليه أيضًا تعويد نفسه على التحدث بلباقة حتى تصبح جزء من شخصيته، كما يجب عليه أن يتحكم ويسيطر على غضبه وانفعالاته، وألا يلوم نفسه على أخطائه كثيرًا، وخصوصًا التي يقع بها أثناء تحدثه، لكن عليه أن يتعلم من أخطائه حتى لا يكررها مرة أخرى، وحتى تكون متحدث لبق عليك أن تلقي السلام على كل الحضور عند دخولك أي مكان، وترتب أفكارك قبل الحديث، وتتحدث فقط بالأشياء التي تعرف بها، لأن ذلك يمنحك ثقة أكبر بالذات.
ومن إتيكيت التحدث بلباقة
لا تقاطع كلام الأخرين، ويمكنك التعقيب على كلام الأخرين بعد أخذ الإذن منهم وبعد انتهائهم من الحديث.
النظر مباشرة إلى من تتحدث معه، فعدم النظر إليه يعتبر عدم احترام وتقدير له.
مراعاة شعور الأخرين خلال الحديث معهم.
الابتعاد عن تصويب أخطاء الأخرين خاصة أمام الموجودين، كي لا تتسبب بالإحراج له.
الابتعاد عن مناداة الأخرين بصوت عالي، سواء في العمل، أو في الأماكن العامة.
الحرص على عدم تجاهل الأقل مرتبة منك، وابتعد الحديث المصطنع، ولا تتحدث عن نفسك كثيرًا.
لا يجب عليك التحدث مع أكثر من شخص في نفس الوقت.
حاول أن يكون كلامك واضح ومتزن وأن تكون هادئ.
يجب عليك احترام من هو أكبر منك سنًا وأهل التخصص، ووجه الحديث إليهم.
ومن قواعد اللباقة في الكلام عدم التزام الصمت، بل مشاركة كل من حولك بالكلام، والاستماع لهم بإنصات.
لا تكون سبب في حدوث المشاكل، وتعامل بدبلوماسية مع الأخرين، ولا تترك لأحد مجال لاستفزازك مهما حدث.
الابتعاد عن التطرق للكلام عن مواضيع تثير الاشمئزاز خاصة خلال تناول الطعام، وحاول اختيار المواضيع الفكاهية.
حاول التحدث بصوت هادئ، حتى يكون كلامك قريب من القلب، وابتعد عن رفع الصوت في حال شدة النقاش، لأن هذا الأسلوب غير لائق، ويدل على ضعف شخصية المتحدث، فصوتك العالي دليل على ضعف موقفك أيضا.
ومن إتكيت التحدث بلباقة إعطاء رأيك بالأمور الإيجابية أولًا ثم عن السلبية، عند التعليق على أي موضوع.
تجنب مضغ اللبان خلال الحديث، خصوصًا مع من هم أكبر في السن.
استعمال كلمات مثل بعد إذنك عند طلب أي شيء من الأخرين.
تجنب تشتيت انتباه الأخرين خلال الحديث، مثل اللعب بالمفاتيح.
تجنب استخدام المصطلحات لا يفهمها الأخرين.
قل أسف عندما يظهر منك أي خطأ، فكل بني أدم خطاء وخير الخطائين التوابين، كما أن الاعتذار يزيل غبار القلوب.