التركيز:
العدو الأول له هو التوتر، ويظهر ذلك في عدم انسجام الفرد مع مجتمعه أو مع حاله، مما يعني عدم التركيز في عمله وحياته، مما يتيح الفرصة للتوتر بالسيطرة أكثر والتغلغل في حياة الفرد أكثر، ثم يحدث التشتت للإنسان وعدم انتظام أفكاره، وعدم قدرته على التفكير السليم وإدراك الحقائق، وتظل نظرته إلى الأمور من خلال نافذة واحدة لا تتغير، غير مرنه، ولا يفكر في الأمور من جميع الزوايا كما كان يفعل في الماضي قبل إصابته بالتوتر والقلق، ويصل به الأمر إلى أنه لا يقتنع سوى بفكرة واحدة وليس سواها.
مشكلة:
العدو الأول للإنسان هو التوتر، لأنه يجعله يخسر الكثير سواء في عمله أو في حياته الشخصية، فهو يغيب العقل، ويشعر الإنسان وكأنه مخمور، لأنه مع الأسف يكون كل ما يهمه في هذه المرحلة هو أن يعثر على الطريقة التي تجعله يصرف فيها كل ما لديه من شحنات التوتر والقلق، مما يجعله لا يفكر في مشكلته أو الأمر الذي يحيره بشكل سليم، ويصبح في حالة من عدم التركيز، وهنا المشكلة الأكبر، عندما يحاول أن يعالج مشكلته يهاجمه التوتر ويسيطر عليه، أصبح الآن يحتاج إلى أن يكون لديه تركيز أكبر ليمكنه أن يحل مشكلة التوتر وبالتالي يصبح متاح له أن يحل مشكلته الأصلية.
الطالب والتوتر:
هو أكثر شخص يعاني من التوتر وخاصةً في فترة الامتحانات ومن قبلها يكون قد عاش التجربة بكامل فصولها مع التوتر والمذاكرة، فترة ما قبل الامتحانات والتحضير جيداً لها يجعل الطالب يُصاب بعدم التركيز من كثرة الخوف والقلق، وهذا يؤثر بالسلب على ما اختزنه من معلومات في عقله وقد حفظها بالفعل، حينها ستنقص قدرته على التركيز، وبالتالي تتدهور قدرته الإيجابية على المذاكرة والتحصيل، ويصبح المجال واسع ومتاح وبشكل كبير لظهور الأفكار السلبية وسيطرتها الكاملة عليه، وحلها الوحيد هو النوم مبكراً والالتزام بالهدوء على قدر المستطاع، وبالتأكيد يجب الابتعاد عن كل شيء يتسبب في التوتر وعدم التركيز والقلق في نفس الطالب، وهذا يعني عدم متابعة نشرات الأخبار بما فيها من أخبار صادمة، وعدم التفكير نهائياً في احتمال الفشل، أو الوصول إلى مستوى أقل في الدرجات، ويفعل كل ما في وسعه ليكون كل تركيزه على المذاكرة فقط، ويعمل على تقوية قوة الإرادة بداخله وزيادة إيمانه وتوكله على الله.
التخلص من التوتر:
هي خطوات إذا التزمنا بها جميعاً سوف نتخلص من التوتر إلى الأبد، هي سهلة وبسيطة، يجب أولاً التخلص من الأثر السلبي للتوتر وبعدها تكون لدينا القدرة على تجاوز أثره، والقضاء على عدم التركيز، وحينئذٍ نبدأ في التقدم وبخطوات ثابتة وسريعة نحو العمل لتحقيق النجاح، لذلك يجب أولاً أن تتغير نظرتك السلبية للحياة، وتتخلص من طبيعتك العصبية والتي تظهر عندما تشعر بالتوتر العصبي أو بالضغط عليك، ويحدث ذلك عن طريق أن تغير من وضع جلوسك، فمثلاً لو كنت واقفاً عليك أن تغير وضع وقوفك وتجلس وتستريح، وإذا كنت تتحدث بعصبية وأنت تجلس، عليك أن تقف وتتمشي قليلاً في الخارج، قليلاً من الهواء قد يفيد أحياناً، تغير الوضع سيعمل على التقليل من التوتر كثيراً.
البيئة:
إذا كنت تعيش في بيئة عصبية، يجب عليك تغيرها وأن تغير المكان نفسه، وتغادره، وتفكر في موضوع آخر غير ذلك الموضوع الذي كنت تتحدث عنه، وتسبب في حالتك العصبية هذه، والأفضل أن تتحدث مع أشخاص آخرين، لأن تغيير المكان والأشخاص والحديث في موضوع آخر يجعل كل المثيرات العصبية التي تشعر بها وتعيشها في وقت التوتر والضيق تتغير أمام الحواس الخمس، طبقاً لآخر الأبحاث التي وصلنا إليها، ولهذا يبدأ المخ في تلقى إشارات جديدة متغيرة تماماً عن الإشارات الأولى، وكالعادة يبدأ في الترجمة وتكون النتيجة مختلفة وتتناسب مع الحالة الجديدة، والمكان الجديد الذي يُفضل أن يكون فيه أشياء تشرح النفس، مثل وجودك أمام بحيرة أو منظر رائع، أو حديقة خضراء، وهذا ما يفسر لنا شعور الإنسان بالهدوء عند وجوده في هذه الأماكن.