الوضوء بمفهومه العام يعني الطهارة، فلا تقبل صلاة دون وضوء وهي الخطوة الأولى التي يجب عليك القيام بها قبل البدء بالصلاة ومقابلة الله تعالى.
وعلمياً أثبتت الدراسات أنّ الوضوء له آثار إيجابية على صحة الإنسان فإتقان الوضوء بالطريقة الصحيحة يعطي الإنسان طاقة إيجابية كبيرة تعيد التوازن إلى جسم الإنسان من خلال الماء الذي يحمل طاقة كبيرة ويحمي الجسم من الآثار الضّارة للأشعة الفوق بنفسجية وكل أضرار الشبكات والإشارات الناتجة عن التقدم التكنولوجي.
ليس الوضوء هو مجرد وضع الماء على البدن مهما كان وبأي ترتيب ولا يعني أبداً أن نقوم به بلا مبالاة صحته فهناك خطوات يجب إتباعها سواء عملياً أو بالنيّة.
خطوات الوضوء:
لقد علمنا الله تعالى كيفيّة الوضوء الصحيح حيث أخبرنا في كتابه الكريم:
قال الله تعالى في سورة المائدة: بسم الله الرحمن الرحيم﴿ يا أيّها الّذين آمنوا إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فاطّهروا وإن كنتم مرضى أو على سفرٍ أو جاء أحدٌ منكم من الغائط أو لامستم النّساء فلم تجدوا ماءً فتيمّموا صعيداً طيّباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد اللّه ليجعل عليكم من حرجٍ ولـكن يريد ليطهّركم وليتمّ نعمته عليكم لعلّكم تشكرون.)
ومن هذه الآية الكريمة نعرف خطوات الوضوء الصحيح
-استحضار النيّة: حيث ينوي في قلبه الوضوء ويبدأ (بسم الله الرحمن الرحيم).
-يبدأ الوضوء بغسل الكفين ثلاث مرات.
-ثم يبدأ بالمضمضة وهي وضع الماء في الفم وإخراجه ثلاث مرات وطبعاً يضعه بيده اليمنى. روى عبد الله بن زيد أن النبـي صلى الله عليه وسلم تمضمض واستنشق ثلاثاً بثلاث غرفات متفق عليه
وروى البخاري أن النبـي صلى الله عليه وسلم تمضمض واستنثر ثلاثاً ثلاثاً من غرفة واحدة
و المضمضة و الاستنشاق واجبان في الطهارتين الصغرى والكبرى ، لأن غسل الوجه فيهما واجب بغير خلاف
-الخطوة التي تليها هي الاستنشاق وهي أن تقوم بجلب الماء إلى أنفك وإخراجه ثلاثاً.
-نقوم بعدها بغسل الوجه ثلاث مرات وهي من الأعلى من حدود الشعر إلى نهاية الذقن من الأسفل.
-تقوم بعدها بغسل اليدين حتى المرفقين ثلاث مرات أيضاً.
-يمسح رأسه مرة واحدة.
-يمسح أذنيه أيضا مرة واحدة.
-وأخيراً يمسح رجليه إلا الكعبين ثلاث مرات ويبتدئ باليمنى ويجب أن يخلخل الماء بين أصابع القدمين. رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقواما ً يتوضئون وأعقابهم تلوح فقال :
) ويــــل للأعــــقـاب من الــــنار ( رواه مسلم
بعد أن ينتهي من الوضوء يستحب القول (أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله، اللهمّ اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين.)
هذه خطوات الوضوء الصحيح كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعني الزيادة فيها أو إضافة الخطوات والتكرار فيها أنّك تجعل وضوئك أفضل أو تزيد في الأجر فعلى العكس من ذلك فإن هذا يؤدي إلى جعل وضوئك غير مقبول فلا يستحب الزيادة عما علمنا عليه حبيبنا صلى الله عليه وسلم وقد جاء في رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال
جاء أعرابي إلى النبـي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الوضوء فأراه ثلاثا ً ثلاثا ً ثم قال :
( هذا الــوضـــــوء فمن زاد على هذا فقد أساء وظلــــم ) أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه.
ومن غير رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم نتعلم منه.