تعد تربية دودة القز من المشاريع البسيطة جداً والتي تلائم الشباب ؛ وذلك بسبب أن تكلفتها بسيطة وغير مكلفة وخاصة إذا وجد المكان الذي تتم فيه عملية تربية دودة القز ، كما أن التكلفة الحقيقية للمشروع تكمن في فهمه وإتقان تنفيذ مراحله الإنتاجية بدقة ، وذلك بداية من الرعاية الجيدة حتى لا تصاب دودة القز بالأمراض التي تخل من عملية الإنتاج ، نهايتاً بمعرفة طريقة تسويقه.
وترجع أهمية تربية دودة القز إلى أنها تفرز مادة طبيعية مشهورة تسمى (الحرير) ، والتي يُصنع منها الأقمشة والملابس الفاخرة ، وتستخدم في أغراض عديدة أخرى ، مثل صناعة الخيوط الجراحية التي تستخدم في الطب وغيره.
والحرير الطبيعي له إقبال كبير من قبل المستهلكين في جميع دول العالم ، وتعد الصين هي أكبر دولة منتجة للحرير ،حيث أنه يصل إنتاجها إلى ما يقارب 65% من إنتاج العالم من الحرير ، أما بالنسبة للمنطقة العربية ، فإن هناك فجوة كبيرة بين إنتاج واستهلاك الحرير في غالبية الدول ، فعلى سبيل المثال وليس الحصر :
فإن إنتاج الحرير في دولة مصر لا يتعدى عن الـ 4 أطنان من الحرير الخام في السنة ، بينما يستهلك السوق المصري ما يقارب الـ 250 طنًّاً سنويًّا.
وتنقسم عملية إنتاج الحرير الطبيعي إلى قسمين ، وهما القسم الأول هو القسم الزراعي ويتعلق بزراعة التوت وإنتاج بيض المائدة وتربية ديدان القز وإنتاج شرانقها وحل الحرير الذي ينتج منها. والقسم الآخر هو الجانب الصناعي ، ويشتمل على تجهيز الخيوط وحياكة الأقمشة وكذلك المنسوجات منها.
وتمر دودة القز في حياتها بعدة مراحل وهي :
البيضة : تضع الفراشة الواحدة ما يقارب من ( 300-400 ) بيضة في المرة الواحدة، وتفقس البيوض بعد أن تمر عليها 10 أيّام ، ومن ثم تخرج منها اليرقات ، ويصل تقريباً طول اليرقة إلى 7،5 سم بعد عمر 6 أسابيع .
الشرنقة : تنسج اليرقة نسيجاً حول نفسها يسمى الشرنقة وتكون مصنوعة من الحرير، وتعيش الدودة خاملة داخل الشرنقة لمدة 14 يوماً ، ومن ثم تتحوّل بعدها إلى فراشة .
الفراشة : تخرج الفراشة من الشرنقة، وتعيش لمدّة قصيرة ، وفي هذه المدة تضع خلالها الفراشة البيوض ثم بعد ذلك تموت .
التخلّص من الفراشة : وبما أن عمليّة خروج الفراشة من الشرنقة تؤدي إلى تمزق الشرنقة نفسها ، وبالتالي إلى تقطع خيط الحرير الذي يصل طوله من (300- 900 متراً )، لذا يتعمد المربون على قتل الفراشة بداخل شرنقتها وذلك بإحدى هذه الطرق
غمس الشرنقات في الماء المغلي ثم تجفيفها بعد ذلك .
وضع الشرنقات في أفران ساخنة وذلك لوقت قصير.
تعريض الشرنقات لبخار الماء الساخن جداً .
تعريض الشرانق لأشعّة الشمس نهاراً ثم تقليبها لعدّة أيّام تحت الشمس .
طريقة تغذية اليرقات :
من المعروف أن اليرقات التي تتغذى على أوراق شجرة التوت الأبيض هي التي تعطي أفضل الأنواع من الحرير ، ويمكن أيضاً أن تتغذى اليرقات على كل من أوراق نبتة الخس أو أوراق شجرة البرتقال .
ويقدم لها أي لليرقات أوراق شجرة التوت على 4 مرّات في اليوم الواحد وكل يوم ، ولابد أن يكون شكل الأوراق على شكل شرائح حيث يتم فرمها بالسكين أو باستخدام الفرّامات الآليّة ، ويزيد حجم هذه الشرائح وراق التوت نسبياً بازدياد عمر اليرقات ، وكما تزداد أيضاً الكمية المعدة لوجبة العشاء .
صوم اليرقات :
لليرقة خمسة أعمار وفيها أربع مرات صيام ويكون بين كل عمرين ، وتمتنع في هذه الفترة أي فترة الصيام اليرقة عن الطعام والحركة لمدة 1-2 يوم.
انسلاخ جلد اليرقة :
بعد كل فترة صيام لليرقات هناك انسلاخ يحدث في جلد اليرقة ، ويتكون بدلاً منه جلداً جديداً بحجم أكبر ليلائم حجم اليرقة المتزايد.