عرف العلماء الإحسان بأنه: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وذكروا أن أعلى مقامات الإحسان هو مقام الرضا وهو أن ترضى على الله لك يرضى الله عنك
ولكي نستحق رضا الله لابد أن نمتثل أوامره ونجتنب نواهيه , ونصبر على ما يلحقه بنا من مصائب ومحن وشدائد حتى نفوز بجنته وننجو من النار كما قال الله تعالى في محكم آياته (( وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم )) .
والرضا بالله ورضا الله على العبد هو سبب سعادة المسلم في الدنيا والآخرة كما بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم , فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلمهن من يعمل بهن؟)، فقال أبو هريرة: فقلت أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعدّ خمسا، وقال: ((اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب)) . فوضح الحديث الشريف أن سبب سعادة المسلم تتمثل في الرضا بقضاء الله وقدره والرضا بأن قضاء الله كليه خير سواء علم ذلك العبد أم لم يعلم .
كيف أعرف أن الله راضى عنى ؟
هناك علامات تدل على رضا الله على العبد كما ورد في القران الكريم وفي السنة النبوية المطهرة منها :
1 : محبة الناس للعبد من علامات رضا الله على عبده, فإذا كنت محبوب بين الناس فهنيئة لك رضا الله عليك والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( إذا أحب الله عبداً نادى جبريل فقال : إني أحب عبدي فأحبوه ، فينوه بها جبريل في حملة العرش فيسمع أهل السماء لفظ حملة العرش ، فيحبه أهل السماء السابعة ، ثم سماء، حتى ينزل إلى السماء الدنيا ، ثم يهبط إلى الأرض ، فيحبه أهل الأرض )) .والعكس إذا كنت غير محبوب بين الناس .
2 : كثرة المصائب والمحن والشدائد والإبتلائات من علامات رضى الله على العبد,فإن الله سبحانه وتعالى إذا أراد بعبده الخير عجل له العقوبة على ذنوبه في الدنيا وجعل هذه العقوبة سببا في تكفير ذنوبه وسيئاته, وإذا أرد به الشر أمهله و استدرجه حتى يوافي به يوم القيامة وأشد الناس ابتلاء هما الأنبياء, فابتلاء المؤمن يكون على قدر إيمانه .
3 : من علامات رضى الله على عبده, أن يهديه إلى القيام بالأعمال الصالحة ويهديه إلى طاعته على أكمل وجه, فلا يقدم العبد على عمل يغضب الله بل يهديه الله إلى فعل ما يقربه منه وما يجعله راضى عنه فتزيد طاعات العبد بهذه الهداية فينتقل من ذكر إلى ذكر ومن طاعة إلى طاعة فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله، فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت )) . اللهم استعملنا ولا تستبدلنا وارضي عنا ووفقنا لما تحب وترضى.
4: الانشغال بطاعة الله تعالى وبذكره وبالقيام بالأعمال الصالحة, والبعد عن المحرمات والمعاصي من علامات رضى الله على العبد و لدليل على ذلك قوله تعالى (( والذين جاهدوا فينا لتهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )).
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار.