من منا لا يتساءل في قرارة نفسه كيف أبدأ صفحة جديدة في حياتي وكيف أبدأ حياتي من جديد مع الله أو كيف أبدأ حياتي من الصفر ؟
خلق الله تعالى الإنسان بكامل صورته وجعل له العقل الذي يميز به الخير من الشر ووضع له طريقين ليختار أيهما شاء وهما طريق الصواب وطريق الضلال حيث قال الله تعالى:(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ )، [البلد:10]، والمقصود بالنجدين أي الطريق، طريق الخير وطريق الشر، لأن الله -جل وعلى- بين لعباده الطريقين طريق الشر؛ الشرك والمعاصي ونهاهم عن ذلك، وطريق الخير وهو طريق التوحيد والطاعات ودعاهم إليه على أيدي الرسل وكم منا في هذا الزمان المليء بالفتن بعيد عن الله تعالى مع علمنا بطريقه الصحيح وأن الذي يحيد عن طريقه بعيد عن جنانه التي عرضها السماوات والأرض, كم منا من ذاق حلاوة القرب من الله ولذته وحاد عن هذه اللذة بمتاع زائف وزائل في الدنيا, كم منا من تؤنبه نفسه ببعده عن الله تعالى ويتمنى حياة السعداء في الدنيا والآخرة, لذا في هذا الموضوع أضع بين أيديكم عدداً من الأفكار والإجابات لعدد من الأسئلة التي يمكن أن تدور في أذهان العديد منا مثل كيف أغير حياتي وأبدأ من الصفر؟ كيف أبدأ حياتي من جديد؟ كيف أبدأ حياتي مع الله ؟
مهما كان الإنسان المؤمن تائهاً في ملذات الحياة الدنيا وزينتها الزائلة يعتريه أوقات فيها يشعر بقبضة صدره وضيق نفسه لبعدها عن خالقها وبارئها وإحساسه بالتقصير في حق ربه خصوصاً إذا مر بمشكلة أو هم أو غم أو صعوبة في حياته, وغالباً ما تذكرنا الصعوبات إلى الالتجاء لرب البرايا الرحيم الودود بعباده, عندها لابد أن يتخذ الإنسان قراره في البدء من جديد والعودة إلى الله تعالى فحينها يسأل نفسه كيف أبدأ صفحة جديدة في حياتي؟ أو كيف أبدأ حياتي مع الله؟ كيف أبدأ حياتي من جديد؟ أو حتى يرغب في فتح صفحة جديدة في حياته فيتساءل كيف أبدأ حياتي من جديد مع الله؟ وكيف أبني حياتي من الصفر؟
تتخلل تلك التساؤلات ذهنه ولا يعرف كيف ذلك ومن أين يبدأ, لكن من الواجب أن تعلم أن الله تعالى يقبل توبة العبد بل ويحب التائبين المنيبين إليه ويسامحهم ويغفر لهم ويتقبل عودتهم وأوبتهم مع ما كانوا عليه من معاصي وإعراض عن ذكره ومبارزته بالذنوب وهو الغني عنا أجمعين بل فوق كل هذا يبدل هذه السيئات بالحسنات عند توبة عبده.. أرأيت رحمة أكبر من هذه !! سبحانه جل وعلى.
وعندما يعلم العبد برحمة خالقه لابد وأن يسرع في التوبة والإنابة إليه وبدأ صفحة جديدة مع ربه ومع نفسه ولا يكون ذلك إلا بعدة نقاط أوضحها في هذه السطور.
فإذا تسائل الإنسان في قرارة نفسه كيف أبني حياتي من الصفر لابد له من إتباع هذه الخطوات ليضمن حياة جديدة:
أولاً:- لابد من العزيمة الصادقة والنية الصادقة داخل النفس في العودة لله تعالى والبعد عن كل ما يغضبه وتذكر جزائه للمتقين لترغيب النفس في بدء حياة جديدة مع الله والاستعانة بالله تعالى على فعل ذلك لأن الله إذا إطلع على صدق نيته أعانه وساعده وتقبل منه.
ثانياً:- لابد للإنسان الذي يريد تغيير حياته والبدء من الصفر أن يغير بيئته أو الأشخاص الذين كانوا السبب في بعده عن ربه مثل الأصدقاء فالصديق إما أن يكون صالحاً فيجره إلى طاعة الله وإما أن يكون طالحاً فيحثه على كل ما يغضب الله تعالى وحينها لابد له من مصادقة الأناس الصالحين ليعينوه ويساعدوه على تلك الخطوة.
ثالثاً:- التوبة الصادقه لله تعالى واستغفاره عما مضى من ذنوب أنت تعلمها أو لا تعلمها صغيرها وكبيرها وكل ما اقترفته نفسك في حق الله وأن ترد المظالم إلى أهلها.
رابعاً:- الإهتمام بما فرضه الله عليك من الفرائض والواجبات والسعي وراء كل ما يرضيه منك وما يحبه من عبده المؤمن من السنن والصدقات.
خامساً:- التقرب إلى الله تعالى بكل ما يحبه من الأقوال والأفعال مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعطف على المساكين ورعاية الأيتام وغيرها من الأعمال التي يحبها الله ورسوله لتكون سبباً وشافعة للقرب منه تعالى.
فلا يوجد أسمى من القرب من الله تعالى والسعي على بدء حياة جديدة مع الله ومع النفس فيما يرضي الله تعالى وما يكون سبباً في السعادة والطمأنينة في الدنيا والفوز بالجنان يوم القيامة مع عباده المؤمنين المتقين.