رزقنا الله بحواسنا الخمس ..ومن ضمنها حاسة السمع ..والتي لها فوائد لا تعد ولا تحصى..ويثبت ذلك ذكرها في القرآن الكريم كثيراً وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَ اللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَل لكم السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.
لحاسة السمع فوائد كثيرة فهي تستطيع استقبال الأصوات من كل الاتجاهات وهي تساعده على التعلم والتواصل مع الناس والمجتمع.. وحتى أن حاسة السمع هي من توقظ الإنسان عندما تصدر أصواتً قوية..ولذلك قال الله تعالى في سورة الكهف: “فضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا”، وهي أول حاسة تعمل في الإنسان وآخر حاسة تموت فيه..فسبحان الله على نعمه الكثيرة وآلائه العظيمة، ولذلك فعلى الإنسان أن يحمد الله على هذه النعمة الكبيرة ويستغلها فيما يرضيه ويحفظها من كل حرامٍ ويبتعد عنه..فكيف يتم حفظ حاسة السمع؟! وبماذا يجب علينا أن نستغلها فيما يرضي الله تعالى؟!
لنتعرف على ذلك..
طرق لحفظ حاسة السمع
لقد ذكر الله تعالى ما لا يجوز لنا سماعه وبهذا نحفظ حاسة السمع لدينا..فقد قال في كتابه الكريم: (ولا تجسسوا) سورة الحجرات 17 ،فيجب علينا ألا نتجسس على كلام الناس ونحفظ سمعنا فيما يرضي الله ،ولا يجب أن نتدخل فيما لا يعنينا ،وقال تعالى أيضاً: (إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً) سورة الإسراء ،الآية 36 ،إذاً فالإنسان مسئول عن كل حواسه وسو تشهد عليه يوم القيامة بما فعل بها أو ستشهد لها بما حفظها ،وبيّن لنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الكثير من الأمور التي لا يجب أن نفعلها فمثلاً لا يجب أن نستمع إلى الموسيقى والأغاني وذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استمع إلى قينة صب في أذنيه الآنك يوم القيامة .والآنك هو الرصاص المذاب!
ولا يجب أن يستمع الإنسان إلى الغيبة والنميمة وينصح الناس بالتوقف فإن لم يستجيبوا فلا يجلس معهم ..وأما اللغو وهو الحديث الذي لا فائدة منه فلا يستمعوا له أيضاً وذلك في قوله تعالى: ﴿وَ ِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَ لَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾. سورة القصص، الآية 55.
ولا يجب الجلوس في مجالس الأشرار حتى لا يسمع ما يؤثر على قلبه وما لا يجوز سماعه كما أنه لا يجب الجلوس مع من يخوضون في آيات الله وذلك في قول الله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) سورة النساء.
يجب أن نحفظ سمعنا عن كل حرام ونستغله فيما يرضي الله.. فبمَ نستطيع استغلاله؟! لنتعرف على ذلك..
طرق للاستماع إلى ما يرضي الله تعالى
قال الله تعالى:” وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” (الأعراف: 204)، إذاً فيجب أن نستمع إلى القرآن ونتدبر آياته ،وذلك يجب أن يكون بشكلٍ دائم فالقرآن هو شفاءٌ للقلوب ،ويجب أن يستعمل حاسة السمع بسماع الأحاديث والدروس الدينية للتعلم والتقرب إلى الله تعالى وبذلك ينال رضاه ويتقرب منه وكلما تقرب العبد من الله تقرب الله منه ،والاستماع إلى الطيب من القول في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم مثلاً أو في ذكر الله والكلام الطيب وهكذا.. فعلى الإنسان أن يفكر بكل شيء فإن وجده منكراً يتركه وإن وجده صالحاً ومفيداً يقوم به.
وبهذا نحفظ حاسة سمعنا ونستعملها فيما يرضي الله تعالى ووفقنا الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى.