الصلاة ركن من أركان الإسلام:
عن عبد الله بن عمر _رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (بُني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً). فالصلاة هي ركن من أركان الإسلام الخمس، والصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين.
ما أجمل الصلاة: الصلاة هي العلاقة الوطيدة بين العبد وربه فمن أراد أن يسمع كلام الله فليقرأ القرآن ومن أراد أن يتحدث إلي الله فليصلي وكل تفاصيل الصلاة من النية حتى السلام كله خير وحتى القرآن الذي نقرأه في الصلاة.
الصلاة قسمت بين العبد وربه :
فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: يقول الله تعالى: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل إذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى عليّ عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال الله: مجدني عبدي، أو قال: فوض إليّ عبدي، وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين. قال الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال: هؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل). نعم فكل شيء نفعله في صلاتنا هو خشوعاً لله وتحدثاً إليه
الدعاء في الصلاة :
ويجب علي المسلم أن يستغل الصلاة وقربه من الله في الدعاء فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء في سجودكم). فلتجعل قلبك وعقلك وفكرك وكل حواسك مع الله ، فالصلاة ليست بالأداء الجسدي والركوع والسجود فحسب، بل هي عبادة وخضوع لملك الملوك خالق السماوات سبحانه الذي خلق الخلق ليعبدوه .
الله عز وجل يباهي ملائكته بصلاتك وعبادتك :
ما بالك إذا كنت في عبادتك لله تحدثه وتدعوه والله جل شأنه معك لا يلتفت عنك ويباهي بك الملائكة نعم فإن الله تعالى يباهي الملائكة بمن يُصلون قيام الليل الذين قاموا والناس نيام ليناجوا فالعزيز يباهى ملائكته بمن يصليها فكن مصلياً ومداوماً لقيام الليل وستشعر بلذة الصلاة .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (عجب ربنا تبارك وتعالى من رجلين: من رجل ثار من لحافه وفراشه من بين حبه وأهله إلى صلاته فيقول الله لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي هذا قام من بين فراشه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيها عندي وشفقة مما عندي).
لكل هذا أدعى أن نصلي لأجله ليس فقط الصلاة من أجل ما فرض ولا من أجل المظاهر والتباهي بالتدين فما أحب من صلاة ركعتين تسرح بهما بعيداً عن الواقع لتقف بين يدي الله تعالى تُحدثه وتدعوه وتبتهل له سبحانه والله تعالى ينظر إليك لا يلتفت عنك، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (إن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت). فوالله لو وضعنا في قلبنا يقيناً كل هذه الأمور لقمنا الليل ولا ننام ولظل العبد منا يصلي لله حتى تتوفاه الملائكة، نعم ففضل الصلاة كبير ونعم شرف الصلاة عظيم يعلم كلنا هذا ولكن هل تحول هذا العلم والمعرفة إلى واقعاً عملياً فنجد كلاً منا يصلي من أجل القرب من الله ومن أجل التلذذ بالوقوف بين يدي الله. لنقم بالأمر بالجانب العملي الآن وليرى كلاً من بنفسه تلك اللذة وذلك الإحساس الرائع عندما نُصلي لا للخوف من النار ولا لأداء الفريضة بل من أجل التقرب إلي الله سبحانه وتعالى.