كيف تحفظ القران في مدة قصيرة؟ سؤال يهتم به الكثير من المسلمين حيث نزل القرآن الكريم الكريم على سيّدنا محمد “صلى الله عليه وسلم” ليصبح النور الذي يهدي جميع الخلق بإذن الله، وليكون طريق الهداية إلى الصّراط المستقيم لكل من يريد اتباع الهدى حيث أن القرآن الكريم يتناول في محتوياته جميع الأمور الفقهية والعقائدية والمعاملات، وفيه إجابات مجملة ومفصلة للمسائل الفقهية التي تواجه المسلمين سواء وتأتي السنة لتفسر الكثير من آيات كتاب الله، وبهذه الطريقة حمى الله سبحانه وتعالى الدّين الإسلامي من التحريف والضياع عكس ما حدث في الكتب السماوية الأخرى لحكمة يعلمها الله عز وجل، وإذا أراد أي شخص أن يتعرف على دين الله الدين الإسلامي فليقرأ كتاب الله ففيه العقيدة والتوحيد الصحيحين.
كيف أحفظ كتاب الله مَع مرور الأزمان وتبدُّل الأحوال يبقى القرآن مَحفوظ بحفظ الله، يَستحيل الاعتداء عليه بتحريف آياته أو تبديل معانيه بأي شكل من الأشكال إلى يوم الدين، وحينما كانت للقرآن الكريم كلُّ هذه القيمة والمَنزلة العظيمة، اهتمَّ المسلمون به من أول يوم بالحرص على تلاوة سوره وآياته وفهمه وحفظه وتدبُّر معانيه والعمل بأحكامه، والتَّخلُّق بأخلاقه، وفي هذا الموضوع نتحدث عن حِفظ القرآن الكريم وبيانٌ لفضل حفظه، وتفصيلٌ لكيفيّة حفظه لمن أراد حفظه بطريقة سريعة.
حثّ النبي “صلى الله عليه وسلم” على حفظ كتاب الله، وأمر أصحابه بذلك، وكان على الدوام يتحدّث عن فضل حفظ القرآن الكريم لأصحابه، فأنشؤوا ما يعرف باسم الكتاب من أجل تعليم الأطفال الصغار حفظ القرآن الكريم، وكان الصحابة يتعلموا القرآن في “دار الأرقم” بن أبي الأرقم يحشر حفظة القرآن الكريم يوم القيامة مع السفرة البررة الكرام، كما يحشر مع الأنبياء والمرسلين، فيأتي يوم القيامة لينادي منادي أن رتل وارتقي، بمعنى على قدر ما تحفظ من القرآن الكريم ستنال منزلة عالية في الجنة.
كيف احفظ القرآن الكريم وفي الغزوات وعند دفن جثث الصحابة الفضلاء الصالحين الذين هم أطهر الخلق على الإطلاق بعد الأنبياء والرسل كان يقدم النبي صلى الله عليه وسلم شهداء الصحابة في القبر الذين هم أكثرهم حفظًا لكتاب الله وكان يسأل ويقول من يحفظ القرآن أكثر يقولون له الصحابة فلان فيقدمه في اللحد، وهذا فل عظيم ومنزلة لمن يحفظ كتاب الله في الدنيا، فما بالكم في الآخرة.
حفظ القرآن الكريم هو فرض كفاية على الأمة الإسلامية، أي أنه إذا حفظ بعض الأشخاص القرآن سقط ذلك عن باقي الناس، والأولى المسارعة على حفظ القرآن وتعلمه والعمل به، حيث يأتي القرآن يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، فتأتي السور تدافع عن صاحبها يوم القيامة، كما يلبس على رأسه تاج الوقار ويلبسه لوالديه اللذان حثاه على حفظ القرآن كذلك أيضًا، وليس من المنصف حفظ القرآن دون العمل به، فيجب العمل بما نحفظ عن ظهر قلب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قرآن يمشي على الأرض، وكان خلقه القرآن.
التلاوة مع الحفظ:
تلاوة القرآن كل يوم مع الحفظ من الأهمية بمكان حيث أنها تعد مصدر القوة والنشاط الذي يحفز على الحفظ، ويجب ألا يغفل الحافظ للقرآن أو الذي يحفظ كتاب الله أن يترك القراءة والتلاوة في المصحف الشريف، ويجب أن يكون له ورد يومي للقراءة مثل جزء مثلاً، ولا شك أن كثرة القراءة تساعد وتعين على الحفظ مثلما يحدث مع الغالبية العظمى الذين يحافظون على قراءة سورة الكهف كل جمعة فتجدهم أقرب سورة إلى الحفظ هي سورة الكهف وذلك من كثرة قراءتها كل يوم جمعة في الأسبوع، وهذا دليل على أن كثرة القراءة هي شعلة الحفظ إن صح التعبير.
كيف تحفظ القران في مدة قصيرة؟
- إخلاص النِّيَّة لله تعالى وقَصد وَجهه الكَريم في حفظ كتاب الله هو أوَّل أمْرٍ يجبُ على من يقدم على حفظ القرآن الكريم أو أيّ عملٍ آخر أن يفعله على وجه الوجوب وإلا فالأمر سيعتبر كالسراب لا وجود له، كما روى سيدنا عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: (إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنّما لكلِّ امرئٍ ما نوى) فالصحيح أن ينوي الشخص النية الصالحة لحفظ كتاب الله.
- تصحيح النُّطق والقراءة وتعلم أحكام التجويد على يد متقن وحافظ وقارئ جيد لكتاب الله، ليتمكَّن من قراءة القرآن الكريم وتلاوته تِلاوةً سليمةً بالتالي الشُّروع في الحِفظ وإتمامه بطريقة سليمة، وتصحيح القراءة والتِّلاوة السَّليمة لا يتحقَّق إلا بالتَلقّي والسَّماع من المُتقنين وحضور حلقات تعلم أحكام التجويد والقراءة وتحفيظ القرآن.
- حفظ القرآن الكريم من نسخة واحدة فقط ولا يقرأ أو يحفظ إلا من تلك النسخة، كي لا يتغيَّر عليه رسم المصحف وأماكن وضع الآيات، لأنَّ رسم الآيات ومواضعها تبقى في ذاكرة الحافظ، وأن العقل يأخذ صورة ضوئية من الصفحة يستذكر منها أماكن الأيات وقراءتها حينما يقرأ المسلم من حفظه، وأنصحكم بالمحافظة على نسخة مصحف المدينة المنورة.
- تحديد جدول للحفظ ومقدار مقرَّر يوميّ للحفظ قبل الشُّروع في الحفظ، فيُحدِّد من يُريد حفظ القرآن الكريم مِقدار محدد يوميًا من الآيات أو الصَّفحات التي يودُّ إتمام حفظها في اليوم، حيث أن وضع خطة وجدول حفظ يومي وهدف مثلاً ختم الحفظ بعد 6 أشهر أو عام أو عامين من الأهمية بمكان.
- فهم وتَّدبُّر معاني الآيات تساعد على الحِفظ وتعين عليه، فقد يَصعب على الإنسان حفظُ ما لا يفهمه أو على الأقل ينسى ما حفظه بدون فهم بسرعة ولا يثبت، كما أنَّ الفهم يساعد على ربط الآيات وموضوعاتها حيث يسهل هذا الأمر على الحفظ بسرعة.
- المراجعة على ما تم حفظه من الأمور الهامة للغاية واستذكار المقرَّر الذي حَفظه الشخص في يومه وعدم تجاوزه إلا بعد التَمكُّن من الجزء الفائت، وسبيل التَمكُّن منه بتكرار تلاوته وقراءته في الفرائض والنَّوافل وأثناء سيره إلى العمل أو الجامعة مثلاً وفي أوقات فراغه.
- عدم تجاوز الجزء الذي تمَّ حفظه إلا بعد التَمكُّن التَّام من هذا الجزأ، وإجادة قراءته عن ظهر قلب دون خطأ أو نسيانٍ، وربط أوّل السُّورة بآخرها بقراءتها متواصلةً دون توقف يذكر.
- المتابعة الدَّائمة من الأشياء التي يجب ألا يغفل عنها الحافظ لكتاب الله بعد إتمام الحفظ؛ لأنَّ القرآن الكريم سريع التَفلّت والنِّسيان، فلا بُدَّ من تَعهُّد ما تم حفظه بالمراجعة والتَّكرار، كما روي عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف (إنما مَثَلُ صاحبِ القرآنِ كمثلِ الإبلِ المعَقَّلَةِ، إن عاهد عليها أمسكَها، وإن أطلقها ذهبَت).
- عدم الالتفات للشيطان الذي سيقوم بإحباطك لأنه يسعى لعدم السير في هذا الطريق المستنير، وأنك لن تستطيع حفظ القرآن في مدة قصيرة، فلا تدع هذا الشعور يسيطر عليك ولا تدع للشيطان سبيلاً في هذا الأمر، لأن مصدره هو الشيطان، وإن أول محاولات التقاعس هي أولى محاولات الشيطان لإبعادك عن حفظ كتاب الله.
- لا تنسى أيضًا بعد إتمام حفظ كتاب الله أن تسعى لتحفيظ غيرك من المسلمين كتاب الله ليكون لك الثواب الكبير عند الله.
الكلمات المفتاحية:
كيف احفظ القران في اقصر مدة,كيف تحفظ القران في مدة قصيرة,كيف تحفظ القرآن في فترة قصيرة,كيف تحفظ القرآن في أقصر مدة,كيف تحفظ القران الكريم في مدة قصيرة