كيف تكون اقوى من خصمك ربما نواجه بعض الأشخاص في حياتنا يتبين لنا منهم عوامل الحقد والغيرة والحسد، وقد يصلُ بنا الأمر لاعتباره من أحد أعدائنا بسبب تصرُفاته السيئة والأذى الذّي يُسببهُ لنا عن طريق نقل الكلام المزيف ونشر الإشاعات المزيفة والإيقاع بيننا وبين أعز الأصدقاء والأقارب، وغيرها من التصرُفات الطفولية والهمجيّة التّي قد تعمل على التأثير بالسلب على حياتنا بشكلٍ أو بآخر، لذلِكَ يجب معرفة كيفيّة التعامُل مع تلك الفئة من الناس وجعلهم يخافُون مِنّا بدون بذل أي مجهود يُذكر ويعملون لنا حساب، ولكن قبل الخوض في معرفة تلك الأمور يتوجد علينا التفرقة بين الصديق والعدو.
كيف تكون اقوى من خصمك وتعرف الصديق الحق؟
إذا عرفت صديقك فبالتالي يستحيل أن يكون عدوك إلا ما ندر، حيث يرتبط الناس فيما بينهم بالعديد من العلاقات والصلات والأمور المشتركة التي تجمعهم سويًا في كيان أو مكان اجتماعيّ مشترك، فهُناك الصلات المتصّلة بالنسب وصلة الرحم مثل علاقة الأب بابنه والأم بابنتها وما يتصل بهم من أعمام وأخوال وأبنائهم وبناتهم وهكذا، فهذهِ علاقات أساسها ترابط النسب والعصب، وهُناك روابط تجمع بين الناس دون نسب أو قرابة كعلاقات الزملاء في العمل بحكم الوظيفة وقد ترتقي مع الزمن لتتعدّى خارج حدود الوظيفة لتكون صداقة حقيقيّة، فضلاً عن الصداقة القديمة التي تبدأ من مرحلة الطفولة في المراحل الدراسية، أو علاقة الجيران ببعضهم أيضًا.
أهميّة الصداقة:
في الحقيقة ما يميز الصداقة الحقيقيّة هو أنها البيئة المناسبة للترويح عن النفس وما يسمى بالفضفضة إن صح التعبير ومحاولة إيجاد الحلول لها من قبل الصديق المستمع، كما أن لها دور في الاستفادة من وجهات النظر المتبادلة والخبرات الحياتية وتقوية نوازع الخير وتأصيل العمل الخيريّ، وهذا يتمّ من خلال الصحبة الحقيقية الصالحة التي تهدف إلى الاستقامة على الطريق الصحيح وتضبط المسار عليها، فالإنسان ربما إذا واجه الظروف بمفرده تعتريه موجات الضعف تجاه ما يحيط به من شرور ومشاكل، ولكن مع وجود الصحبة الصالحة فإنّها بمثابة القوة الدافعة التي تعين على العمل المثمر الصالح، الصداقة الحقيقية تنجي صاحبها من الأزمات بجميع أنواعها مثل الأزمات المالية والعاطفية وأزمات العمل.
كيف أعلم صديقي من عدوي؟
الميزان الواضح هام تقوم بعرض الناس عليه حتّى لا تؤذي إليهم من خلال الحٌكم عليهم من خلال أهوائك الشخصيّة فقط، فأحيانا قد نحكم على الآخرين بأحكام ظالمة بمجرّد أنّهم خالفوا ما نريد فعله، بل يجب أن نقيس ما يفعلون بناءً على ميزان الدين الميزان المجتمع السائد وميزان المنطق وأيضًا من خلال بعض الظروف التي تُحيط بالشخص، والصديق الحق هوَ الذي يدلّك على الخير ولو كانَ على خلاف شهواتك ورغباتك، فلا تغضب أو تتضايق من شخص يدلّك على خير، حتّى لو كانَ أسلوبه غليظ بعض الشيء فصديقك ليس هو الذي يضحك أمامك ويجاملك، وإنّما الصديق هو الذي يصارحك ويضع الحقيقة نصب عينيك، وعدوّك هوَ الذي يزيّن لكَ الباطل والشرّ ولا يهتم بالنتائج والعواقب التي ستحل عليك.
الصديق الحقيقي هوَ من تجدهُ حين تحتاج إليه، فيقولون دائمًا الصديق وقت الضيق، وهو الذي يقدم لك يد المساعدة إن وقعت في مأزق ما، ولا نقول أنَّ الذي يتراخى في عونك هوَ عدوّ لكَ ولكن ربما تكون قد منعته عنك ظروف تمنعه من عونك، ولكن من كانَ معك دائمًا يراك متعلق في مشاكل ومآزق ويستطيع مساعدتك ولا يساعدك ولا يعينك فثق تمام الثقة أنّهُ ليس بصديق وإنّما بصاحب مصلحةٍ وقد يكون عدوّاً بغيضاً وأنت لا تعلم.
كيف تكون اقوى من خصمك:
الاستعانة بالله من أهم الأشياء التي يجب أن يهتم المرء بها في جميع أحواله وحياته، سواء مع الصديق أو مع العدو، ولأن العدو شيء ليس سهلاً في تصرفاته وأفعاله فيجب أن يستعان بالله عليه، والاستعانة بالله لها العديد من الأمور مثل: الدعاء أن ينصرك الله على هذا العدو وأن يبعد أذيته عنك، ويجب أن يتصيد المسلم الأوقات الفاضلة في الدعاء مثل جوف الليل في الثلث الأخير وأيضًا حال سجود العبد وبين الأذان والإقامة وغيرها من الأوقات الفاضلة.
أيضًا الاستعانة بالله من خلال الصلاة حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، فقم وصلي والجأ إلى الله في تلك النازلة التي لا أحد سينجيك منها إلى الله، وربما فعلى الخيرات في المجمل وترك المنكرات والتقرب إلى الله من الأمور الضرورية لكل مسلم سواء في أوقات المشاكل والنوازل أو في أي وقت.
معرفة الشخص حسب نوعيّة عدوّه من الأمور الضرورية، فهُناك عِدّةُ أنواعٍ من الأعداء منهُم من يغارُ لتفوّق الشخص في حياته الدراسية والعملية وحصوله على كُل ما يُريد، ومنهُم من يكرههُ بدون أي سبب يمكن يُذكر، ومنهُم من يتعرّضَ للأذية من قبل الشخص بقصد أو بدون قصد، لذلِكَ يجبِ معرفة نوعيّة العدو وما هو سبب العداوة فيما بينهم، وإبقاء العدو قريب فمن المقولات المشهورة “أجعل صديقك قريبًا وعدوّك أقرب”، فإذا أرادَ الشخص جعل عدوّهُ يخاف منه، فعليهِ معرفة كُل شيء عنهُ من نقاط الضعف والقوة، لذلِكَ يجب أن يُحافظ على العلاقة فيما بينهما ليعرف كيفَ يتصرّف بعد ذلك معه.
أيضًا مُراقبة العدو حيث يُقال بأنَّ الاهتمام ليسَ جيد بالأعداء والكارهين؛ لأنَّ ذلِكَ سيجعلهم يشعرونَ بثقة غير مرغوبة لك في أنفسهم، وهذا لا يعني عدم أخذ عوامل الاحتياط والحذر عن طريق المُراقبة من بعيد، فعلى الشخص أن يعرف جميع حركات عدوّه حتّى يستطيع التعامُل معهُ باحترافية.
كيف تكون قوي العزيمة؟
من الأمور التّي قد تبث القلق والخوف والرهبة في نفس الكارهين والأعداء هيَ التصرُف بثقة كاملة، حيث أن التصرف بثقة وعدم إظهار أي توتُّر أو انزعاج أو رهبة لدى رؤيتهم يقوي موقفك، فالعدو دائماً ما يرغبُ بمُشاهدة ردّة فعل الشخص لرؤيته تكون ضعيفة وهزيلة حتى يستطيع التغلب عليه، أيضًا عدم إظهار أي تغيير في السلوك أو إبداء أي اهتمام، ففي حال رؤية العدو في مكانٍ عام أو مُناسبة اجتماعيّة عليك أن تتعامل معهُ وكأنّهُ شخصٌ عادي لا قيمةَ لوجوده وليس بين الحضور، وتجنُّب الارتباك أو حتّى مُغادرة المكان بسُرعة، لأنَّ ذلِكَ سيمنحهُ شعوراً باللذة والانتصار.
محاولة الحصول على مجموعة من الأصدقاء الموثوقين من الأمور الهامة أيضًا، فتواجد الشخص بالقُرب من جمع من الأشخاص أثناء مُقابلته لذلك العدو سيجعلهُ يخاف ويرتبك، لأنَّ الأعداء والكارهين في العادة يتلذذونَ بإيذاء الشخص ويجعله يشعُر بعدم الراحة عندما يكونُ وحيد لأنه فريسةٌ سهلة بنظرهم، لذلِكَ على الشخص الاستمتاع بوقته مع أصدقائه وعدم الاهتمام الزائد بالعدو، أيضًا الذكاء والاجتهاد من الأمور الضرورية وهذهِ النُقطة خاصّة بالأعداء الذّينَ يتواجدونَ مع الشخص في مكان العمل أو مكان الدراسة، فبِمُجرّد ما أن يرو الشخص مُجتهد ومُتفوق في مجال عمله أو دراسته سيشعرونَ بالغضب والحقد على ذلِك الشخص، مِمّا سيجعل موقفهُ قوي للغاية.
تلك كانت الإجابة على سؤال كيف تكون اقوى من خصمك ونرجوا أن نكون قد وفقنا في هذا الموضوع.
الكلمات المفتاحية:
كيف تتعامل مع خصمك في العمل,كيف تسقط خصمك بضربة واحدة,كيف تكون اقوى من خصمك,كيف تكون قوي امام خصمك,كيف تجعل خصمك يخاف منك