لقد أكدت بعض الدراسات والأبحاث الحديثة أن تعرض الطفل إلى صدمة نفسية في مرحلة الطفولة خصوصًا قبل سن 11 عام، يزيد من فرص إصابته بأمراض نفسية قوية، وخصوصًا إن لم يجد الطفل الاهتمام المناسب، حيث قد يتطور الأمر لمرض نفسي مزمن مثل فقدان النطق بسبب الصدمة، قد يحدث هذا لأي سبب من الأسباب مثل فقدان أحد أفراد عائلته، أو مشاهدة مشهد عنف، المرور بأحداث مؤلمة مثل حالات الحرب مثل حرب سوريا وما يراه الأطفال هناك، وفي هذه الحالة يجب متابعة الطفل وتقديم الدعم النفسي له حتى يستطيع تخطي هذه المرحلة بأقل خسائر، وقبل أن نتعرف على الخطوات التي تساعد بها طفلك عند تعرضه إلى صدمة نفسية سنعرف الصدمة النفسية الشديدة أولا.
الصدمة النفسية الشديدة
تُعرف على أنها اختلال في التوازن النفسي للفرد بسبب تعرضه لحادث مخيف هدد حياته بطريقة مباشرة، وفي أغلب الأوقات يكون نتيجة لبعض الأحداث العصيبة مثل حوادث الطرق، أو الكوارث الطبيعية، سوء معاملة جسديًا أو لفظيًا، أو التعرض للتحرش الجنسي أو الاغتصاب، كل هذه الأشياء تتسبب في حدوث صدمة نفسية شديدة للطفل، وقد تصيب الطفل أيضًا إذا كان أحد الوالدين يعاني من نفس المرض، أو كان الطفل ينتمي لأسرة غير مستقرة بسبب الخلافات التي تصل إلى حد العنف بين الوالدين سواء اللفظي أو الجسدي.
الأعراض الجسدية للصدمة النفسية عند الأطفال
المرض النفسي يؤثر بشكل مباشر على وظائف وأعضاء الجسم، بالتالي تظهر بعض الأعراض التي تساعد في تشخيص المرض بصورة واضحة، من الأعراض الجسدية للصدمة النفسية؛ تغيرات كثيرة في المزاج مصحوبة ببكاء شديد لأبسط الأسباب، ظهور بعض التصرفات الطفولية مثل مص الإصبع أو التبول اللاإرادي، تصرفات عدوانية اتجاه الآخرين، أو الدخول في نوبات غضب بصورة مفاجئة.
أعراض مرضية دون سبب
التعب والإرهاق الشديد، صداع وارتفاع درجة الحرارة، دوخة وقيئ متكرر، كما تزداد هذه الأعراض بشكل كبير إذا طلب من الطفل القيام بشيء ما له علاقة بسبب الصدمة، مثل العودة إلى المدرسة بعد التعرض لأذى شديد فيها.
الأعراض النفسية للصدمة النفسية عند الأطفال؛ الغضب عند فقدان بعض الأشياء التي تعتبر تافهة، مثل غطائه المفضل أو لعبته وغيرها من الأشياء، تغيرات كبيرة في الشخصية مثل تحوله إلى شخص عدواني يتعمد إيذاء ذاته أو إيذاء الآخرين، أو ربما تحوله إلى شخص خجول أو سعيه بصفة مستمرة لإرضاء الآخرين.
كيف تتصرف إذا أصيب طفلك بصدمة نفسية
ينبغي عليك أن تتأكد أولًا من خضوع الطفل إلى فحص نفسي بعد مروره بفترة صعبة، حتى لو لم تظهر عليه أي من الأعراض السابق ذكرها، ففي أغلب الأوقات يسعى الطفل لإخفاء مشاعره، كما يتظاهر بالقوة لدعم من حوله.
وفر له أكبر قدر ممكن من الاهتمام والعناية حتى يشعر بالأمان مرة أخرى، ولا تجبره للتعبير عن مشاعره إذا لم يرغب في ذلك، وقد يتطلب الأمر عدة أسابيع قبل أن يبدأ في التعبير عن مشاعر الحزن والغضب التي بداخله.
في حال تعرضه لأي صدمة نفسية اذهب به للطبيب النفسي في أسرع وقت ممكن، فكلما تلقى مساعدة عاجلة كلما كان أقدر على تخطي صدمته بشكل أسرع.
تحدث مع طفلك بهدوء واسأله عما يزعجه، ولا تجبره على التحدث، وأخبره بأنك ستكون بجواره في أي وقت يحتاج لك فيه. اطلب المساعدة من أي شخص مقرب إليك، ولا تحاول التظاهر بالقوة أكثر من اللازم من أجل طفلك.