كيف يكون العمل صالح للعبد المسلم

خلق الله البشر لكي يعبدوا الله وهي الوظيفة والمراد الأصلي لكل عبد على وجه الأرض قال الله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فعبادة الله خلقنا لأجلها والعبادة تشمل جميع الأعمال الصالحة سواء فرض أو سنة، ولكي يقبل الله تعالى العمل الصالح من العبد المسلم يجب توافر شرطين هامين ألا وهما (الإخلاص والمتابعة) أو الإتباع وسنتكلم بشيء من التفصيل عن هاذين الشرطين الهامين لقبول العمل من رب العالمين.

الشرط الأول “الإخلاص”

الإخلاص من أول شروط قبول العمل الصالح للعبد المسلم، فيجب علينا كمسلمين أن نخلص العبادة لله وهي أن المسلم يعبد الله قاصداً بهذه العبادة رب العالمين وليس لأي سبب آخر، يكون فعل العمل الصالح لوجه الله لا غير حيث أن الله لا يقبل العبادة إلا إذا كانت له وحده عز وجل وفي الحديث القدسي الذي يوضح هذا الآمر وهو (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه مع غيري تركته وشركه) وهذا الحديث ترهيب من “الرياء” عافانا الله وإياكم من الرياء الذي يناقض الإخلاص وبالطبع فإن الشرك في العبادة من كبائر الذنوب.

والعبادة التي لا يوجد بها إخلاص تكون لأجل مصلحة دنيوية وهذا الآمر تلاعب بالشريعة ووضع الأمور في غير محلها وقد وعد الله الويل والهلاك للذين يراءون في صلاتهم قال الله تعالى (فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراءون * ويمنعون الماعون) وحث الله في آية أخرى عن الإخلاص في العبادة (وما أمورا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) والرياء كما عرفه بعض أهل العلم أن يقوم العبد بالعبادة لا يبتغي بها وجه الله وحده بل يريد بها عرضاً دنيوياً أيا كان هذا العرض والرياء هو العمل لرؤية الناس فهي متعلقة بحاسة السمع أما “السمعة” والتي هي موازية للرياء فهي العمل لأجل سماع الناس.

ويمكن أن يتوافر في هذا العمل الصالح الشرط الثاني “المتابعة” وهو إتباع النبي صلى الله عليه وسلم في العمل ولكن لا يتوافر الشرط الأول فلا يقبل منه رغم أن العبد تكون ظاهر عبادته صحيحة ولكن لا يريد بها وجه الله.

كيف يكون العمل صالح للعبد المسلم

الشرط الثاني “المتابعة”

إتباع النبي صلى الله عليه وسلم في العمل وهو أن يعمل العبد عملاً صالحاً موافق لسنة النبي المختار صلى الله عليه وسلم، فيمكن أن يتوافر الشرط الأول في هذا العمل وهو “الإخلاص” حيث بالفعل في هذا العمل يمكن أن يبتغي وجه الله بالفعل ولكن بعده عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا العمل يسقط الشرط الثاني ولا يقبل الله منه، وفي حديث السيدة عائشة رضي الله عنها (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي من يحدث شيء جديد في الدين فهو مردود عليه وهي “البدعة في دين الله” والتي ما أكثرها في هذه الأيام ومثال على ذلك الفرق التي وضحها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ‏”‏‏افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة‏”‏‏‏، فكل هذه الفرق على غير نهج النبي والتي فيها الهلاك كله لابتعادهم عن هدى النبي صلى الله عليه وسلم.

التعليقات (0)
اضف تعليق