يحرص كثير من المسلمين على تقوية إيمانهم، ويجتهد كل منا لتحقيق القرب من الله جل وعلا، الذي بقربه يتحقق كل خير ويعيش الإنسان حياة هنيئة في الدنيا قبل الأخرة، وضعف الإيمان يجلب الحياة الكئيبة، وقسوة القلب، وغضب الرب، ولتقوية الإيمان سبل وطرق محددة سنذكرها في السطور القادمة.
قراءة القرآن الكريم بتدبر وتفكر وبقلب حاضر يعين العبد المسلم على تقوية إيمانه، ويفضل أن تجعل ورد قرآني تلتزم به يومياً، والمهم أن تقرأه بتفكر وتمعن، ويمكنك الاستعانة ببعض كتب التفسير لتيسير فهم القرآن الكريم.
مجالس الذكر التي تعقد في المساجد على أيدي العلماء الربانيين، حيث أن هذه الأجواء الإيمانية ترفع إيمان العبد وتُقويه، فتتعلم من العلماء وترى رفقاء صالحين تتعلم منهم وتقوى عزيمتك وإرادتك على فعل الخير.
المحافظة على الصلوات الخمس في المسجد في جماعة، لا في البيت لأنك ربما تتكاسل عن الصلاة في البيت، وإذا صليتها في البيت لا تكون بنفس الدرجة في المسجد، سواء في الثواب أو في رفع الإيمان، لإن المسجد يمتاز بروح إيمانية عالية.
العمرة من أسباب رفع وتقوية إيمان العبد المسلم، فتكفي الصلاة في الحرم أمام الكعبة المشرفة، لا أقصد الثواب فقط، بل الشعور بحلاوة إيمان، ولذة طاعة لا توصف، لا سيما زيارة المسجد النبويين والصلاة في الروضة الشريفة.
القضاء على عوامل ضعف الإيمان مثل الابتعاد عن البيئة الغير ملتزمة بتعاليم الإسلام، وعدم مجالسة أصحاب السوء، وعدم مشاهدة والنظر إلى ما يغضب الله، والبعد عن الذنوب والمعاصي، مثل الكذب، الغيبة، النميمة، عقوق الوالدين، التلفظ بألفاظ مخالفة لقواعد الإسلام، والبعد عن اللهو الباطل بصفة عامة.
المحافظة على أذكار الصباح والمساء، ففيها خير عظيم ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل الأذكار التي تحفظ وتقي من الوقوع في الذنوب والمعاصي، ودعاء سيد الاستغفار، وأذكار أخرى كثيرة تقوي إيمان العبد المسلم.
ذكر الله على كل حال من أسباب تقوية إيمان المسلم، فهي تعد من أيسر العبادات التي وردت في السنة، وقد وصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في السنة أذكار كثيرة تعد سبباً في تقوية الإيمان، مثل: الاستغفار، الباقيات الصالحات وهي قول (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) والكثير من الأذكار الأخرى.
الدعاء الذي هو العبادة كما جاء في السنة، ويعتبر من أقوى عوامل تقوية الإيمان، لأنه ورد في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة فضائل كثيرة تحث المسلم على الالتزام والمداومة على الدعاء، خاصة في أوقات مفضلة يرجى فيها قبول الدعاء، مثل الثلث الأخير من الليل، بين الأذان والإقامة، وقت نزول المطر، وقت السفر، الدعاء في رمضان وخاصة الليالي الوترية في العشر الأواخر، الدعاء في السجود.
قراءة سير الصالحين، من الأنبياء والرسل والصحابة، والتابعين، والسلف الصالح، فتطلع سيرهم وأحوال عبادتهم مع الله يكون سبباً مهماً في تقوية الإيمان، وسترى كيف هم كان همهم الأول والأخير رضا الله والتقرب إليه.
رمضان القادم! نعم لا تتعجب، فهذه فرصة عظيمة، شهر رمضان المبارك، فهو من أفضل شهور العام، لما فيه من خير عظيم، بل فيه الخير كله، وفرصة عظيمة للرجوع إلى الله، وتقوية الإيمان، وفتح باب التوبة، ويرجى فيه قبول الدعاء، فاسأل الله فيه أن يقوي إيمانك ويثبتك على دينه.