الفطام هو منع الطفل عن الرضاعة لبلوغه سن معين والتخلي التام عن ثدي أمه أو الرضاعة الصناعية (الببرونه) ثم استبدال الرضاعة بمواد غذائية صلبة وبعد الأطعمة التي تناسب الطفل بعد الفطام، ثم تدريجياً يتم إدخال أطعمة وأغذية أخرى حسب عمر الطفل تحت إرشاد الطبيب، وأيضاً يجب إدخال بعد الأطعمة المحددة قبل بدأ الفطام لكي يتم التعود تدريجياً على ترك الرضاعة، وبالطبع تختلف حالة كل طفل عن الأخرى، وقد ذكر القرآن الكريم فطام الطفل ووضع أحكاماً شرعية تخص حالات الفطام.
ونقوم بالتنبيه مرة أخرى على أهمية التدريج بالنسبة لعملية الفطام، لكي لا يتأثر الطفل ببعض المخاطر والأضرار، فمثلاً إذا بلغ الطفل عامه الأول، يمكن إدخال بعض الأطعمة والأغذية للطفل، وفي هذه المرحلة قد تشعر الأم بحالة من الحزن لاقتراب ابتعاد طفلها عن ثديها، ولكن أيضاً على الأم أن تستعد لاسترجاع صحتها مرة أخرى بعد فترة ليست قصيرة كان الرضيع يؤثر على صحتها.
وقد حدد دين الإسلام الحنيف مدة الرضاعة والتي بعدها عملية الفطام، وهي مدة عامين كاملين، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز ( وفصاله في عامين)، ولكن يمكن فطام الطفل قبل هذه المدة ولا يلزم وجوباً عامين كاملين، وذلك عندما خفف الله تعالى في قوله (لمن أراد أن يتم الرضاعة)، والأمر يرجع أحياناً إلى حالة الطفل الصحية وحسب إرشادات ونصائح الطبيب المختص.
قد تحتاجين إلى تقليل الرضاعة قبل ميعاد الفطام بفترة، وإدخال بعض الأطعمة المحددة لكي نقوم بتهيئة الرضيع على عملية الفطام، مثل أن تعرضي على الطفل بعض النكهات والأغذية المناسبة وذلك بعد أن يتم رضعته المعتادة، وبعد فترة من التعود على هذه الحالة، يمكن تبديل الأغذية المناسبة أولاً ثم الرضاعة بعدها، فهنا قمنا بالاستبدال فقط، وفي هذه المرحلة يمكن استخدام ماء للشرب مع الطفل، بدل الرضاعة.
بالطبع لابد أن تكون صحة الطفل جيدة ومراجعة الطبيب المختص قبل إجراء أي تغيير على طفلك، لأن في هذه المرحلة العمرية من حياة الطفل، لا يمكن فعل أي شيء من أنفسنا لتأثره الشديد بأقل الأفعال، ويفضل عدم فطام الطفل في شهور الصيف لتجنب أي نزلات معوية، ويحذر أيضاً عدم التراجع في قرار فطام الطفل حتى لا يضر الطفل هذا التراجع في القرار وحتى لا تتأثر نفسية الطفل.
يجب اختيار أطعمة خفيفة لطفلك، خاصة في المراحل العمرية المتقدمة، والابتعاد عن الأطعمة الثقيلة ذات الدهون العالية، وتجنبي السوائل والعصائر التي يشربها الكبار لأن الطفل غير مجهز لمثل هذه الأشياء في الأول، وإذا وجدتي أي تغير قد طرأ على الطفل في هذه المرحلة يتوجب فوراً الذهاب إلى الطبيب واستشارته على الصواب، وتوجد إشارات ودلالات على استعداد الطفل للفطام، مثل أنه عندما يأكل الأطعمة العادية، ستشعرين بسعادة على وجهه، بل يريد طلب هذه الأغذية.
وإذا وجدتي صعوبة في فطامه فيمكن استخدام بعض الوسائل المساعدة على عملية الفطام مثل إذا كنتي تقومي بإرضاع الطفل في بعض الأحيان لتهدئته، فاقرئي له بعض آيات القرآن الكريم، أو أن تأجلي عملية الرضاعة لوقتاً أخر، مثل أن تشعريه أنك مشغولة وقتها وسيرضع في وقت لاحق، ويفضل وضع خطة زمنية وإستراتيجية لكي تسهل عليكِ وعلى طفلك عملية الفطام، حيث مثلاً يمكنكِ وضع شهراً كاملاً لإنهاء عملية الفطام، ولا تنسي الاستعانة بالله فهو من سيعينكِ على تخطي هذه المرحلة العصيبة.