الإنترنت المظلم أو الإنترنت العميق كما يسميه البعض هو جانب من جوانب الإنترنت الذي يستخدمه بعض الأشخاص بصورة سيئة، فإذا اعتبرنا أن الجانب المضيء أو السطحي من الإنترنت يستخدمه الجانب الأكبر من المستخدمين فإن الجانب الخفي أو المظلم منه يأخذ نسبة 95% من نصيب مواقع الإنترنت الموجودة على الشبكة العنكبوتية.
الإنترنت السطحي أو الإنترنت المضيء هو أي موقع على شبكة الإنترنت معترف به من قبل محركات البحث الرئيسية مثل جوجل وياهو وبينج، حيث يمكنك الوصول إلى تلك المواقع من خلال هذه المحركات بسهولة يشمل بذلك جميع مواقع التواصل الاجتماعي وجميع المواقع الخدمية المتاحة وأيضاً يشمل المواقع الإخبارية والمعلوماتية.
أما الإنترنت الخفي فهو أي موقع على شبكة الإنترنت غير مدرج تحت قوائم محركات البحث وغير معترف به لدي هذه المحركات نظراً لعدة عوامل أهمها محتوى هذه المواقع الذي يخالف سياسات محركات البحث بشكل خاص وسياسة الإنترنت بشكل عام، والسبيل الوحيد الذي يتيح لك الوصول إلى هذه المواقع هو كتابة الرابط الخاص بالموقع في المتصفح، إذ يصعب الدخول إلى تلك المواقع من خلال كتابة الكلمة المفتاحية الخاصة بالموقع في محركات البحث.
من الطبيعي أن تجد محتوى هذه المواقع مخالف كما قلنا مثل المواقع الخاصة بالمخدرات وتجارة السلاح وأعمال القرصنة وما إلى ذلك، ولكن يكمن أن تجد بعض المواقع القانونية والشرعية ذات المحتوى المسموح به ولكن يريد أصحابها إخفاء هذه المواقع من أمام أعين الناس ولا تكون ظاهرة وسهلة الوصول للمستخدم للحفاظ عليها لسبب أو لأخر.
ويستطيع أصحاب هذه المواقع إخفائها عن طريق لوغريتمات وخوارزميات تمنع محركات البحث الوصول إليها، ويكمن سر الإنترنت المظلم في كون استخدام بعض الأشخاص في الأمور البشعة والغير مقبولة شرعاً ولا قانوناً مثل المواقع الخاصة بالاتجار بالسلاح ومواقع الاتجار بالأعضاء البشرية ومواقع القرصنة التي تخصص في إرسال فيروسات جاهزة إلى بعض المستخدمين وأيضاً المواقع الخاصة بالمنظمات الإرهابية وما شابه.
نظراً لعدم شرعية تلك المواقع فمن الطبيعي أن تكون وسيلة الدفع الإلكترونية المتاحة وسيلة غير شرعية أيضاً أو غير خاضعة لأي جهة رسمية، والسبيل الوحيد الذي يتم تداوله في هذه النقطة السوداء هي عملة “البيتكوين” حيث أن هذه العملة تتيح للمستخدمين الدفع بحرية دون اللجوء إلى وسائل الدفع الإلكترونية الأخرى والتي يمكن أن تسبب لهم بعض المتاعب والمشاكل.
وأيضاً المواقع التي تسلك مسلك غير شرعي لا تعتمد على نطاق موقع رسمي مثل: .com أو .org أو .net ولكن تعتمد على نطاقات أخرى خاصة بهم نظراً لعدم شرعية هذه المواقع والتي تصعب الاشتراك في النطاقات والشركات الرسمية، وأيضاً الدخول على مواقع الإنترنت المظلم يتم من خلال متصفحات إنترنت خاصة وغير رسمية غير الذي يستخدمها باقي الأشخاص مثل جوجل كروم وفايرفوكس وإنترنت إكسبلورو أو إيدج.
والخلاصة أن الإنترنت يوجد منه جانبين رئيسيين الإنترنت السطحي أو المضيء المتاح لجميع المستخدمين ويسهل الوصول إليه والجانب الأخر هو المنطقة السوداء أو الإنترنت الخفي الذي يغلب عليه طابع غير شرعي وغير قانوني ويصعب الوصول إليه بل أن بعض المواقع المخالفة إذا تم الدخول عليها يمكن أن تلاحق من قبل مباحث الإنترنت.