في هذه الحياة يحتاج الإنسان المسلم إلى بعض الأمور التي تقربه إلى الله تعالى وأيضاً تكون سبباً في لذة وحلاوة الإيمان وتصبره على ابتلاءات الدنيا ومصائبها ومن هذه الأمور التي يحتاج ويميل إليها المسلم والتي تسبب له السعادة في الدنيا هي الحب في الله، والأخوة أو الحب في الله كانت من شيم وصفات السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين.
وفي الحديث المرفوع عن أحد الصحابة الذي قال فيه ( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان) والحب والبغض بصفة عامة من صفات الإنسان وليس المسلم فقط وهي من الصفات الأصيلة التي تكمن بداخله ولا فرار منها وهي عاطفة قلبية تتوافر في الشخص ذو الفطرة السوية والسليمة والصحيحة، وإن الحب في الله تتجه لمن يحب شخص أخر بسبب التزامه وتقربه إلى الله وطاعته والتي لا يشوبها أي مصلحه.
ثمرات الحب في الله
توجد الأحاديث الكثيرة التي تدل على عظمة الحب في الله جل وعلى والتي تكون سبباً في حلاوة الإيمان في الدنيا ودخول الجنة في الآخرة، وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله و رسوله أحبّ إليه مما سواهما ، وأن يحبّ المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه ، كما يكره أن يلقى في النار ” (متفق عليه)
أما في الآخرة فلها ثواب عظيم حيث يظل الله تعالى المتحابين في الله تحت ظل عرشه يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله، ففي جزء من الحديث الشريف أنه قال (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظلّ إلا ظله) ومنهم (ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه و تفرّقا عليه)
ضوابط الحب في الله
في كثير من الآثار عن السلف الصالح أنهم يصفون صفات الشخص المسلم الذي يستحق المحبة في الله لأن بالطبع ليس أي شخص مؤهل أن يُحَب في الله، وأن للحب في الله ضوابط يجب معرفتها حتى تتأكد أنك تحب شخص ما في الله وهما ضابطين:
أولاً: أنك تحبه وتزيد محبتك له إذا زادت طاعة والتزام الشخص في دينه وتقربه إلى الله، وأن تنقص محبتك له إذا فرط في جنب الله وقلت عبادته وطاعته وابتعد عن الله، فإن العاطفة القلبية لا تتأثر بقدر ما يتأثر علاقة الشخص بالله.
ثانياً: إذا وجد تعارض بين أوامر الله جل وعلى ولزوم طاعته وعبادته وبين محبوب الشخص فإنك تقدم محبوب الله على محبوب ذلك الشخص، ولكن إذا وجدت نفسك تقدم محبوب الشخص كأن مثلاً تطيعه في معصية الله عز وجل فذلك لا يكون حب في الله.
وأحذر أنه لا يوجد حب في الله بين رجل وامرأة لأن الحب في الله يكون بين الرجال وبعضهم وبين النساء وبعضهن، ولكن الحب في الله بين الرجال والنساء يكون على سبيل العموم لا الخصوص أي أن الرجال يحبون النساء الطائعات المؤمنات كلهن في الله والنساء كذلك المرأة تحب كل الرجال الطائعين لأوامر الله في الله.