بدأت وكالة الفضاء “ناسا” في الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتهاء مهلة برنامج أبولو الشهير بدراسة أخرى لمكوك فضائي قابل لإعادة الاستخدام تطلق على أنها صاروخ وتهبط على أنها طائرة والتي تحل محل الصواريخ الأخرى التي تعد عالية التكلفة ووحيدة الاستخدام.
ففي عام 1972 قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالإعلان عن مركبة فضاء قابلة لإعادة الاستخدام وقد تعاقدت وكالة الفضاء الأمريكية مع شركة روكويل بإنشاء مركبة فضاء مدارية معززة بصواريخ مساعدة على الانطلاق ومزودة بخزان وقود خارجي وبالفعل تم بناء تجربة ديناميكية هوائية سميت “إنتربرايز” حيث كان يطلق من على طائرة بوينج وكان يهبط في قاعدة عسكري أمريكية تسمى”إدواردز”.
وبعد فترة طويلة من الاختبار سواء المكوك نفسه أو المعززات الصاروخية أو خزان الوقود الصلب الرئيسي أصبح المكوك جاهز للعمل والانطلاق وبعدها تم صنع أربع مركبات فضائية مدارية وهم: (كولومبيا- أتلانتس- ديسكفري- تشالنجر) ويعتبر المكوك الفضائي “كولومبيا” أول مركبة فضائية مكتملة الصنع وقد سلمت لمركز كينيدي الفضائي في شهر مارس من عام 1979 لينطلق لأول رحلة فضائية له في شهر إبريل من عام 1981.
وبالفعل انطلق المكوك الفضائي وعاد بسلام وتحقق النجاح لأول مكوك فضائي متعدد الاستخدام وبعدها توالت الرحلات الفضائية لباقي المركبات الفضائية الأخرى، حيث تم تسليم المكوك الفضائي تشالنجر في عام 1982 وديسكفري في عام 1983 أما المكوك الفضائي أتلانتس فقد تسلم لمركز كينيدي في عام 1985، ولكن في شهر يناير عام 1986 انفجر المكوك الفضائي تشالنجر أثناء قيامه برحلة فضائية وفقد سبعة من أعضاء طاقمه.
وبعدها أوقفت وكالة ناسا البرنامج الفضائي الخاص بالمركبة لعدة سنوات للتحقيق في الأمر وتعديل العيوب، وبعدها تم بناء مكوك فضائي جديد وبديل للمكوك تشالنجر وهو المكوك “إنديفرو” ليحل محله وتم تسليمه لمركز الفضاء كينيدي في عام 1991، وفي عام 2003 تكررت المأساة مرة أخرى وانفجر المكوك الفضائي كولومبيا عند دخوله للغلاف الجوي في سماء مدينة تكساس الأمريكية وتوقف مرة أخرى البرنامج الفضائي لعدة سنوات للتحقيق في الحادث والوصول إلى العيوب وزيادة أمان المركبة الفضائية ولكن لم يصنع مركبة فضائية بديلة للمركبة “كولومبيا”.
مما يتشكل المكوك الفضائي
يبدأ المكوك الفضائي عند لحظة الانطلاق بشكل عمودي مثل الصاروخ التقليدي وبعد الانطلاق يتشكل من الأتي:
– خزان وقود خارجي صلب يأخذ اللون البرتقالي ويشتمل على غاز الأكسجين في المقدمة والهيدروجين في المؤخرة وبعد الانطلاق بوقت 8 دقائق تقريباً يتم التخلي عن الخزان تماماً حيث يكون المكوك قد أخذ مساره ويسقط الخزان في المحيط منفجراً.
– عدد 2 صاروخ مساعدان للدفع والانطلاق للمكوك الفضائي ويتم التخلي أيضاً عن الصاروخين بعد الانطلاق بدقيقتين تقريباً ويتم إعادة استخدام هاذين الصاروخين بعد سقوطهما في المحيط معززين بمظلات وقت السقوط حتى يقل التصادم.
– المركبة المدارية أو المكوك الفضائي نفسه وهي تشبه إلى حد ما الطائرة وهي ذات أجنحة ولونها أبيض حيث يمكنها نقل الأجهزة الثقيلة إلى الفضاء كما يمكنها حمل الأشياء الأخرى من الفضاء إلى الأرض حيث يصعد المكوك الفضائي وحده دون خزان الوقود والصاروخين، وتصل سرعة المكوك الفضائي بعد ما يتم التخلي عن الجاذبية الأرضية 11.93 كم في الثانية.