نبذة عن النبي شعيب:
هو شعيب بن ميكيل بن يَشجر بن مدين هو نبي من أنبياء الله سبحانه وتعالى وهو من ذرية سيدنا إبراهيم عليه السلام، ويُقال عنه أنه من أحفاد سيدنا لوط عليه السلام، كان يتميز النبي شعيب بفصاحة اللسان والحكمة والبلاغة وأيضاً كان له تأثير في قومه وقد ورد ذكره في القرآن الكريم عدة مرات.
من هم قوم شعيب:
قوم مدين ويطلق عليهم اسم »أصحاب الأيكة« لعبادتهم شجرة الأيك؛ هم القوم الذين بُعث إليهم النبي شعيب وهم من العرب ومدين هذه كانت مستقراً لهم وهي ركن من الحجاز تقع تحديداً بالقرب من مدينة تسمى معان بالمملكة الأردنية الهاشمية وبالقرب أيضاً من بحيرة لوط، وكان القوم على دين سيدنا إبراهيم ولكنهم انحرفوا عن العقيدة وابتعدوا عن عبادتهم لله وحده وأخذوا يعبدون »شجرة الأيك« وهي شجرة يلتف حولها غيضة، وينكرون الرسالة فاستدعى ذلك التكبر والطغيان عذاب الله لهم.
أهل مدين:
اعتاد أهل مدين أن يقطعوا السبيل ويخيفون الناس، أيضاً في تعاملاتهم في الأسواق كانوا أسوأ الناس خلقاً حيث كانوا يبخسون الميزان والمكيال ويطففون بها حتى يحصلون على مال زيادة عن حقهم، فكانوا يضللون الناس ويقللوا من شأن بضاعتهم ويبخسونها، فأرسل الله سبحانه وتعالى لهم النبي شعيب حتى يحثهم على عبادة الله سبحانه وتعالى لا شريك له وأن يتركوا كل الأفعال القبيحة التي يمارسونها واعتادوا عليها، وأن ينتهوا عن قطع الطريق عن الناس وألا يأخذوا أموالهم غصباً وسرقةً، وأمرهم كذلك بأن يكفوا عن ظلم الناس أيضاً، ودعاهم إلى أن يتقوا الله سبحانه في جميع تعاملاتهم وأن يتمسكوا بالقيم والمثل العليا وأن يحسنوا ويعدلوا.
كما دعاهم كذلك إلى أن الله سبحانه وتعالى يبارك في المال الحلال حتى ولو كان قليلاً وأن المال الحرام لا ينفعهم مهما كان كثيراً، وقدم لهم النصيحة والموعظة، كما بين لهم ما حل بالأمم السابقة قبلهم كقوم لوط وصالح وعاد والذين أهلكهم الله سبحانه وتعالى بذنوبهم حيث كانوا يكذبون ويعصون الرسل حتى يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى ويقبلون إليه بالتوبة، ومن كثرة جحود قوم مدين أنهم طلبوا من شعيب أن يطلب من الذين آمنوا بالله أن يتركوا العبادة وأن يتركوا الدين حتى يؤمنوا بالله ولكن نبي الله شعيب رفض ذلك، فهم لم يتوقفوا عن الجحود والتكبر والعصيان وإنكارهم لنعم الله سبحانه وتعالى وإيذائهم لشعيب عليه السلام فقط.
ذكر قوم مدين في القرآن الكريم:
جاء ذكر قوم مدين في القرآن الكريم في عدة آيات كريمات كانت توضح أن الله سبحانه وتعالى بعث النبي شعيب لقوم مدين لدعوتهم لما فيه الخير والصلاح لهم عبادة الله تعالى وحده لا شريك له وأن يتبعوا ما أمرهم به حتى يعيشون في نعم الله وفضله ورضاه عز وجل، وإن رفضوا ذلك فسينالهم عذاب عظيم في الآخرة وسيخسرون كل النعم.
عذاب قوم شعيب:
قوم مدين أيضاً لم يؤمن منهم الكثير بالنبي شعيب فكان القليل منهم فقط الذين آمنوا به والكثير منهم كفر، ولم يكتفوا بذلك بل هددوه بالقتل وتطاولوا عليه مما استوجب غضب الله عليهم سبحانه وتعالى، فبعث الله لهم أنواع كثيرة ومتعددة من العذاب، فأرسل عليهم الحر الشديد بالإضافة إلى ذلك أيضاً أن الله منع عنهم الرياح لمدة سبعة أيام متتالية، فكانوا يهربون إلى مساكنهم وإلى الظل والماء ولكن دون جدوى لم ينفعهم ذلك كله، فقرروا أن يهربوا ويفروا من بيوتهم ومتاجرهم إلى البرية، ووقتها ظهرت سحابة سوداء أظلتهم فاستظلوا بها وتجمعوا كلهم تحتها ولما اكتمل عددهم جميعاً جعلها الله ترميهم بشهب وشرر واهتزت الأرض بهم، وأرسل عليهم الله سبحانه وتعالى من السماء صيحة أهلكت الأرواح كلها وهلكوا جميعهم إلا شعيباً ومن آمن معه أنجاهم الله سبحانه من هذا العذاب الشديد وورثهم الله أرضهم من بعد هلاكهم جميعاً.