تحتل الهستيريا مكانا بارزا بين الاضطرابات النفسية كما أن لها تاريخ هام في علم النفس المرضي لما تحتويه من أعراض درامية، ومن أشهر أنواع الهستيريا العمى الهستيري، والشلل، وفقدان الذاكرة والصمم والبكم.
تعريف الهستيريا: هي مرض عصابي أولي يتميز بظهور أعراض مرضية لا شعورية ويكون الدافع منها الهروب من موقف أو الحصول على مكاسب أو كسب التعاطف من الآخرين وحماية الفرد من الشعور بالألم النفسي تجاه ما يواجهه من مشكلات.
ينتشر هذا الاضطراب بين الإناث بنسبة 2: 5عنه بين
الذكور كما يزداد هذا الاضطراب انتشارا في فترة المراهقة والشباب وبين المستويات الفقيرة والمنحدرة اقتصاديا، كما يظهر في المناطق الريفية أكثر من المناطق الحضرية، وينتشر بنسبة كبيرة لدى الأميين .
تنقسم الأعراض الهستيرية إلى نوعين:
الهستيريا التحولية: وفيها يتحول الصراع النفسي الداخلي عند كبته إلى أعراض عضوية أو جسدية ذات معنى رمزي، ويتم ذلك بطريقة لا شعورية ولا يستطيع المريض الربط بين هذه الأعراض وبين ظروفه البيئية، وأكثر أعراضه وضوحا هو الشلل أو احتباس الصوت واضطراب حركي وتشنجات ويمكن تشخيصه كما يلي:
اضطراب عضوي ناتج عن فقد وظيفة جسمانية.
ترجع هذه الأعراض إلى عوامل نفسية عضوية.
لا يقصد الفرد هذه الأعراض بل هو يشعر بها فعلا.
لا ترجع هذه الأعراض لمرض جسمي بعد إتمام الفحوصات.
تؤدي هذه الأعراض إلى اختلال في أداء العمل والعلاقات الاجتماعية.
كما يقال أن هذه الهستيريا التحولية لها فائدتان:
يحتفظ الشخص بالصراع الداخلي بعيدا عن وعيه.
يكسب بها المريض تعاطف وإشفاق الآخرين عليه.
الهستيريا الانشقاقية: ومعناها أن ينشق الفرد من شخصيته الأصلية ويتقمص شخصيات أخرى مرضية، ويتصرف تصرفات غريبة وقد يفقد الذاكرة لجلب اهتمام الآخرين ورعايتهم له.
وهذا النوع من الهستيريا يفوق قدرة الفرد على التحمل، ومن أهم أعراضه:
فقدان الذاكرة الهستيري: وهو فقدان مفاجئ يصحبه اضطراب في التفكير فيها لا يستطيع الفرد تذكر أي شيء عن حياته وقد يصاب به الفرد لمدة ساعة أو ساعتين وقد يمتد لعدة سنوات، وعندما تعود للفرد ذاكرته يتذكر بعض الأشياء التي مر بها خلال فقدانه للذاكرة.
كما هناك شكل آخر لفقدان الذاكرة وهو السرحان والشرود هروبا من موقف ما.
ازدواج الشخصية: أو ما يطلق عليه تعدد الشخصيات وفيها يتقمص الفرد شخصية أخرى بفعل ما تعرض له من ضغط نفسي شديد وأثناء تقمصه لهذه الشخصية لا يتذكر الفرد أي شيء عن شخصيته الحقيقية.
أسباب الهستيريا:
أشار فرويد إلى أن الهستيريا ترجع إلى كبت الرغبة الجنسية في مراحل سابقة.
كما أن العقدة الأوديبية وعدم القدرة على حلها تسبب الإصابة بالهستيريا.
الاضطراب العاطفي وكثرة المشكلات الأسرية أمام الطفل.
التفكك الأسري والانفصال بين الزوجين يصيب الأبناء أحيانا بالهستيريا.
التسلط من الوالدين وفرض القيود المتعسفة قد تجعل الابن أحيانا يهرب من الموقف ويصاب بالهستيريا.
التدليل الزائد والحماية من الوالدين وشدة الاهتمام بالطفل أثناء الإصابة ببعض الأمراض البسيطة.
علاج الهستيريا:
هناك العلاجات الكيميائية التي تخفف من مشاعر الاكتئاب والتوتر المصاحب لأعراض الهستيريا.
العلاج بالتحليل النفسي: وفيها يقوم المعالج بالبحث عن الصراع الداخلي للفرد والصراعات اللاشعورية التي تدفع المريض للهستيريا.
علاج المعتقدات الخاطئة لدى المريض.