الكثير منا يقع في متاهة حلف اليمين وخاصة أوقات الغضب , ونقول المتاهة لأننا غالبا ما نحلف ولا نستطيع الوفاء باليمين لأسباب كثيرة, كأن يحلف الزوج على زوجته ولا تبر يمينه فيجب عليه الكفارة أو أن يحلف أي شخص على أحد أن يفعل كذا ولا يفعل فيجب عليه كفارة اليمين, ويكفر اليمين بطرق معينه أجملها القران الكريم وفصلها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه وكفارات اليمين قد لا يستطيع الشخص القيام بها لذلك يجب علينا توخي الحذر والتفكير جيدا قبل الحلف حتى لا نضطر أن نكفر على اليمين .
كفارة اليمين في القران الكريم :
وضح الله في كتابه الكريم حكم اليمين كما وضح ما هي كفارته وذلك في السورة المائدة في قوله تعالى (( لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))
ما هي كفارة اليمين ؟
كفارة اليمين تكون بإحدى هذه الأمور الثلاثة .
الأمر الأول: كفارة اليمين بإطعام عشرة مساكين.
وذلك بإطعامهم من أوسط ما يطعم الشخص أهله, فإذا كان الرجل يطعم أهله بصاع من الأرز فعليه أن يطعم كل مسكين بنصف صاع من الأرز ويقاس على ذلك غيره من المأكولات, والصاع يعادل في زمننا هذا حوالي كيلو ونصف, وإذا كان الشخص معتاد على تناول الأرز مع الإدام أي الطبيخ بلغتنا فكفارته تكون بإطعام المساكين أرز مع لحم مع الإيدام, كما يكفي الشخص في كفارته أن يجمع عشرة مساكين ويقدم لهم وجبة غداء ووجبة عشاء .
الأمر الثاني : كفارة اليمين بكسوة عشرة من المساكين .
حيث يقوم الشخص الذي يريد كفارة يمينه بكسوة كل مسكين من المساكين العشرة كسوة تصلح لأدائه الصلاة, وكسوة الرجل تكون ثوب, أو إزار ورداء, وكسوة المرأة تكون ثوب ساتر لها مع خمار.
الأمر الثالث: كفارة اليمين بتحرير رقبة مؤمن .
إذا لم يستطع الشخص الذي يريد كفارة يمينه أن يطعم عشرة مساكين, أو أن يكسو عشرة مساكين, فعليه أن يحرر رقبة مؤمن, ولكن هذا الأمر غير موجود في زمننا هذا لأنه لا يوجد عبيد .
الأمر الرابع : كفارة اليمين بصيام ثلاثة أيام متتالية .
إذا لم يستطيع الشخص الذي يريد كفارة يمينه أن يطعم عشرة مساكين أو أن يكسو عشرة مساكين, أو أن يحرر رقبة مؤمن, فقد شرع الله له أن يصوم ثلاثة أيام متتالية من أجل الكفارة , وهذه الاختيارات هي من رحمة الله تعالى بعباده ولطفه بهم حتى لا يشق عليم شيء ومن سماحة الإسلام ووسطيه أيضا حتى لا يتهمه أعدائه بالتشدد .
وقد ضح الشيخ أبن عثيمن ذلك فقال (( (( فإن لم يجد الإنسان لا رقبة ولا كسوة ولا طعاماً فإنه يصوم ثلاثة أيام ، وتكون متتابعة لا يفطر بينهما )) .
هل يجوز إخراج كفارة اليمين نقدا ؟
1 : قد وضح أهل الدين والعلم أن كفارة اليمين لا يجوز أن تخرج نقدا, وفي هذه المسألة قال الشيخ ابن قدامة رحمه الله (( لا يُجْزِئُ في الكفارة إِخراج قيمة الطعام ولا الكسوة ، لأن الله ذكر الطعام فلا يحصل التكفير بغيره ، ولأن الله خَيَّرَ بين الثلاثة أشياء ولو جاز دفع القيمة لم يكن التَخْيِيرُ منحصراً في هذه الثلاث )) .
2 : وقال الشيخ ابن باز رحمه الله (( على أن تكون الكفارة طعاما لا نقودا، لأن ذلك هو الذي جاء به القرآن الكريم والسنة المطهرة، والواجب في ذلك نصف صاع من قوت البلد ، من تمر أو بر أو غيرهما ، ومقداره كيلو ونصف تقريبا ، وإن غديتهم أو عشيتهم أو كسوتهم كسوة تجزئهم في الصلاة كفي ذلك ، وهي قميص أو إزار ورداء )) .