المحيط الهادي واسع وكبير بل أنه أكبر المحيطات، مع أنه هادئ الاسم والطبع، ومساحته تصل إلى ثلث مساحة الأرض تقريباً، وفي نفس الوقت هو يعادل نصف مساحة المحيطات مجتمعة والمنتشرة في أنحاء الأرض، وأطلق الإنجليز عليه اسم (Pacific) وتعني الهادئ، لم يكن معروف لدى العالم إلى أن تم اكتشافه عن طريق المستكشف والبحارة فاسكو نوانيز دي بالبوا، وهو أسباني، وأكتشفه عند مروره ببرزخ بنما، وعند رؤيته للمحيط الهادئ سماه مار ديل سور وتعنى بحر الجنوب وكان ذلك في عام 1513م.
موقعه:
يحيط به من الشرق أمريكا الجنوبية وأمريكا الشرقية، وآسيا وأستراليا من الغرب، ويُصور في بعض الخرائط وهو بالقرب من خط الاستواء إلى المحيط الهادي الشمالي والمحيط الهادي الجنوبي، كما أن تلك المساحة الشاسعة تجعله متعدد المناخ، فهو من الناحية الشمالية يمثل شتاء بارد، وصيف قصير معتدل البرودة، أما الجنوب فهو شديد البرودة في الشتاء، وتظهر بعض فوق سطح الماء في فصل الصيف الكثير من الكتل الجليدية.
رحلة إلى الفلبين:
لم يكن المستكشف الإسباني يبحث عن شيء محدد عندما التقى بالمحيط الهادي أو أكبر المحيطات كما يصفه البعض، إلا أنه كان في رحلة إلى بلد الفلبين، وقد أبحر في المحيط الباسيفيكس كما يسميه لمدة أسابيع، باندفاع خفيف من رياحه الخفيفة الهادئة، وقد اسماه (Mae Pacificum) وتعني باللغة اللاتينية الهدوء أو السلام، وكانت رحلته غاية في الهدوء في وسط أكبر المحيطات حتى أنه استمتع برقص الدلافين في المياه الدافئة، واندهش أكثر عند مشاهدته للأسماك الطائرة، كما ينمو العشب البحري في المياه الضحلة عند قاع المحيط.
عواصف:
عالم المحيطات ليس دائم الاستقرار على حال، وإن كان أحياناً يكون وضعه هادئ، وأحياناً أخرى يكون تحدث عواصف شديدة، تجعله يتحول إلى محيط ثائر، وقد تصل شدة العواصف إلى حدوث تدمير في سطح الأرض، ويظهر ذلك أكثر في الجزر المطلة على أكبر المحيطات، ولكن هذا لم يمنع السفن من المخاطرة والإبحار فيه، بالرغم مما تتعرض له من عواصف تدمرها وتقضى على طاقمها، وليس فقط العواصف التي تحدث فوق سطح الماء، ولكن التدمير يصل إلى أبعد من ذلك إلى أعماق المحيطات، حيث تحدث الظواهر الطبيعية وهي الزلازل والبراكين في الأعماق.
دمار:
هناك الكثير من البلدان تتعرض لدمار شامل، وهي ثورة تؤدي إلى التلف والدمار لكل من يعترض طريقها، مثل التسونامي الذي يحصل فيه تحت الماء، وما فعله من أذى بالغ لكل من يعيش على أرض منطقة التسونامي، ويتميز قاع المحيط الهادئ بأنه غير مستوي نظراً لوجود الكثير من النتوءات الجبلية، ويصل عمقه إلى حوالي 4300م، ويخرج منه بعض البحار الصغيرة مثل بحر المرجان، بحر اليابان، بحر الصين الجنوبي، بحر سولو، بحر الفلبين وبر الصين الشرقي، وقد استفادت شركات التعدين من عمق المحيط الهادئ في استخراج النفط والاستفادة من الثروة البترولية المخبأة بداخل مياهه العميقة، لأن صخوره تحتوي على الكثير من معدن النحاس والمنجنيز والنيكل، وبالرغم من أن المحاولات مستمرة في استخراج ما هو أهم من ذلك إلا أن الكمية المستخرجة تُعد كمية قليلة نسبياً.
جزر:
هناك الكثير من الجزر المطلة على أكبر المحيطات، قد تصل إلى 25000 جزيرة، وتكوينها في الغالب من أصول بركانية، وهي ممتلئة بالشعاب المرجانية، في شكل أرخبيلات، ومعظمها يتركز حول خط الاستواء من الناحية الجنوبية، مثل اليابان، والفلبين، ولكن هذا لا يمنع من أن تعيش الآلاف من السماك بداخله.
كثير الأملاح:
الأملاح في مياه المحيط الهادي تختلف عن غيرها من المحيطات والبحار، بل أنها أكثر من ذلك تختلف من مكان لآخر في المحيط الهادي نفسه، فهي تزداد وبشدة كلما اقتربنا من خطوط العرض، وذلك بسبب هطول الأمطار الغزيرة الاستوائية طوال العام، ولكن الجزء المائي القريب من خط الاستواء تكون قليل الأملاح.