التنمية الريفية من أهم القضايا التي تسعى إليها الدولة منذ زمن بعيد وتأخذ شكلاً متطوراً كل فترة حيث تحدد أهدافها نحو إيجاد حلول للكثير من المشاكل التي يعاني منها الريف، والريف من المناطق التي تعاني من الفقر وانتشار الأمراض الصحية والبطالة والجهل وذلك بسبب عدم توفر أماكن تعليمية وتأهيلية وعدم توفر نشاطات ومراكز طبية ورياضية إلى غير ذلك من الأنشطة والمؤسسات التي لا يستغنى عنها أي مجتمع أو موطن يعيش فيه بشر نريد أن نحقق منهم فائدة لهذا المجتمع ويفيدون أنفسهم ويحيون حياة كريمة مثل غيرهم.
مفهوم التنمية الريفية:
يشمل مفهوم التنمية الريفية وضع خطط محددة للقضاء على جميع المشاكل التي يعاني منها الريف بوجه عام وإيجاد حلول لتخطي العقبات التي تواجهه من مشاكل تعليمية وصحية وكيفية الاستفادة من إنتاج المحاصيل الزراعية وحلول مشاكل الصرف الصحي من أجل زيادة إنتاج صحي ومتكامل التغذية وبالتالي يؤدي إلى تنشيط العملية التجارية والصناعية ومن ثم سيتم القضاء على مشاكل الفقر التي يعاني منه جميع المناطق الريفية بلا استثناء؛ فقد أثبتت الأبحاث والإحصاءات الدولية أن نسبة الفقر والفقراء الذين يعيشون في المناطق الريفية يفوق عددهم عن المناطق الحضرية وذلك بسبب قلة توفر الخدمات الاجتماعية لديهم من خدمات مياه نظيفة، ونظافة صحية، ومراكز طبية وخدمات تعليمية.
مفهوم التنمية الريفية لديه علاقة وثيقة بالزراعة:
إن مفهوم التنمية الريفية يشمل ارتفاع شأن المناطق الريفية وتوفر جميع الخدمات والتركز على الزراعة على وجه الخصوص وذلك لأن الريف والمناطق القروية يتوفر لديها الأراضي الزراعية الخصبة بكثرة ولكن عدم توفر خدمات المياه النظيفة لديها يؤثر على المحاصيل الزراعية؛ كذلك قلة الترابط بين الأنشطة الزراعية وبين الأنشطة التجارية يقلل من استثمار وزيادة الإنتاج العام ولكن حينما يتم تسليط الضوء على الأراضي الزراعية وتوفر مفهوم التنمية لديها واستخلاص جهود العمالة فيها وإعطائهم كافة الحقوق الإنسانية سيتم القضاء على مشاكل الفقر وستنهض المناطق الريفية وتصبح جزء لا يتجزأ من زيادة نشاط واقتصاد المجتمع بدلاً ما كانت عائلة عليه.
التنمية الزراعية وأهميتها في القضاء على الفقر:
الريف من أكثر المناطق في جميع أنحاء العالم يواجه مشاكل الفقر بالإضافة إلى مشاكل التعليم لديه إلا أن الفقر يتواجد بكثرة في هذه المناطق وذلك بسبب عدم توفر الأنشطة الصناعية والتجارية لديهم وبما أننا قد تطرقنا إلى أن التنمية الريفية لديها علاقة بالتنمية الزراعية فمما لا شك فيه أن التنمية الزراعية ستقضي تماماً على معاناة سكان الريف من الفقر ومشاكله فعندما يتوفر الغذاء ويبقى فائض من الناتج الزراعي ستبدأ حركة الأنشطة التجارية وكلما ازداد ناتج لفائض عن الحاجة من المحاصيل والمواد الزراعية ستبدأ الحركة التجارية من نشاطها المحلي إلى نشاطها الدولي ومن ثم تزداد مرحلة التصدير شيئاً فشيئاً كلما ازدادت إنتاجية وجودة المحاصيل الزراعية وبالتالي سيعلو اقتصاد البلد ويتم تحقق الفائدة من التنمية بوجه عام؛ فالتنمية الزراعية لا تؤثر فقط على الريف وتنميته ولا على المجتمع المحلي بأكمله سواء كان ريفياً أم مدنياً بل سيتطرق تأثيرها على المجتمع الدولي وسنتخلص من جميع المشاكل والاستراتيجيات والقوانين الصارمة التي يتم فرضها علينا من قبل الدول المصدرة إلينا وإنما حينما يكون منتجاتنا من صنع أيدي عمالنا وينتج فائض عن حاجاتنا ونقوم بتصديره إلى الدول الأخرى سيتم تخفيف العبء الكثير على المجتمع وسنتخلص من مشاكل الفقر وستتواجد فرص عمل كثيرة للعديد من الشباب وسيتحقق مفهوم التنمية واقعياً في مجتمعنا وبالتالي سيتغير إلى الأفضل.