من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته

الثأر:

بعدما بعث الله محمد برسالته ودعوته إلى الإسلام، والتي ظلت في السر لمدة ثلاثة سنوات، ثم بعدها عرفها الجميع، وبدأت مضايقات الكفار للمسلمين، حتى أنهم قرروا قتل آخر الأنبياء انتقاماً منه ظناً منهم أنه جلب لهم العار، وأثر على هيبتهم بين القبائل، واجتمعت قريش واتفقت على أن يرسلوا من كل قبيلة رجلاً قوياً ليشارك في عميلة القتل، حتى تتفرق دماء محمد صلى الله عليه وسلم بين القبائل، ولا يمكن لأهله وعائلته المطالبة بالثأر.

من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته

الأمانات:

بعد أن اشتد الحصار على المسلمين في مكة، وكانت الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة، كان على آخر الأنبياء أن يرد الأمانات التي لديه إلى أهلها قبل الرحيل عن بلده مكة بالرغم من أن بعض من أصحاب تلك الأمانات يعادونه إلا أنه أصر على أن يسلم الأمانات إلى أصحابها بنفسه، وفي تلك الليلة التي قرر الكفار قتله، بعث الله له سيدنا جبريل يخبره بما خطط له الكفار، وأمره بعدم النوم في مضجعه في تلك الليلة، ونفذ آخر الأنبياء الأمر، ونام بدلاً منه ذلك الطفل الشجاع في ذلك الوقت ابن عمه على بن أبي طالب، دون أن يخاف من الموت على يد كفار مكة.

حفظ الله:

اعتمد آخر الأنبياء على حفظ الله له وخرج من بين الرجال المتربصين به على بابه دون أن يروه، ووصل هو ورفيقه أبو بكر إلى غار ثور، وبعد ثلاثة ليالي ذهب إليهم الدليل عبد الله بن أريقط والذي سيدلهم على طريق المدينة كما هو متفق عليه، وكانت المفاجأة للكفار عند دخولهم على آخر الأنبياء لتكون المفاجأة لهم هم وليس لرسول الله عندما يتأكدوا أن من في الفراش هو ابن عمه على بن أبي طالب، ولكنهم أفاقوا من الهشة بسرعة وأسرعوا للحاق بنبي الله محمد، وذهبوا إلى غار ثور ولكن حفظ الله لهما مازال قائماً، متمثلاً في خيوط العنكبوت التي بناها على بيت الغار وهذا ما أقنع الكفار بعدم وجود أحد في الغار، فكيف لإنسان أن يدخل إلى الغار دون أن يقطع تلك الخطوط الضعيفة، وكذلك وجود الحمامة الراقدة على بيضها، إذا كان هناك أحد ما كانت قد خافت وتركت المكان طارت بعيداً، ولكنها الآن مستقرة في أمان في عشها ترقد على بيضها.

قباء:

تحرك الصديقان يغادران الغار بعد رحيل الكفار عنهما، وبعد أن تأكدا أنهما في أمان فانطلقا في طريقهم إلى المدينة المنورة إلى أن وصلا إلى قباء، وظلا فيها أربعة أيام، تم تأسيس مسجد قباء وقتها، ثم واصلا الرحلة إلى المدينة المنورة، ودخلاها يوم الجمعة في الثاني عشر من ربيع الأول في السنة الثالثة عشر من بعثته,  وكان استقبالاً حافلاً للصديقين من أهل المدينة، والذين بدأوا بالأناشيد ولهم الأنشودة المشهورة إلى يومنا هذا (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع)، وسارع الكثير من المسلمين باستضافة سيدنا محمد في منزله، ولكن رسول الله قرر أن يعيش في المكان الذي ستختاره الناقة عندما تمشي وتقف ثم تبرك في ذلك المكان المختار، وظلت الناقة تمشي مأمورة من الله تعالى، والعيون معلقة بها، والكل يأكله الفضول لمعرفة المكان الذي سيقيم فيه رسولنا الكريم، إلى أن وصلت إلى أرض يمتلكها الأيتام، وتم بناء المسجد النبوي الشريف على هذه الأرض، بعد أن اشترى رسول الله تلك الأرض من الغلامين اليتيمين.

المسجد النبوي:

شارك رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد النبوي الشريف بنفسه وكانت القبلة حينئذٍ هي اتجاه المسجد الأقصى، ثم تحولت بعد ذلك إلى الكعبة الشريفة، وبُنيت حجرات زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً على هذه الأرض إلى جانب المسجد النبوي، وآخى بين الأنصار والمهاجرين، وبدأ المهاجر يقتسم ما يملكه الأنصاري الذي يتنازل عنه بلا مقابل.

الاماناتالمسجد النبويرسالة الاسلامرسالة محمد صلى الله عليه وسلمسيرة الرسولقباء
التعليقات (0)
اضف تعليق