إن العنوسة أصبحت ظاهرة تنتشر في وقتنا الحاضر بشكل كبير للغاية ويرجع السبب في ذلك إلى عدة أمور، ولكن الواقع يفرض علينا العلم، بأن لن تستطيع كل الفتيات أن تتزوج، فوجود العنوسة هو أمر حتمي، ولكن هل يعني ذلك أن تتوقف الحياة بالنسبة للفتاة التي تأخرت في الزواج والتي قد لا تستطيع الزواج نهائياً، كلا، فتلك الفتاة يجب عليها مواجهة العنوسة والتأقلم معها حتى تستمر الحياة بشكل أفضل ودون معاناة قدر المستطاع.
ما هو السن الذي يحكم من خلاله على عنوسة الفتاة؟
طالما أن العنوسة يتم تفسيرها على أنها فوات الفتاة سن الزواج وعدم إدراكه، فيصبح لا يوجد سن من خلاله تستطيع الفتاة أن تحكم على نفسها بأنها قد فاتها سن الزواج، ولا يكون للمجتمع حق أن يفرض سن معينة، لأن الزواج من الممكن أن يتم في أي وقت، فنجد أحياناً امرأة تتزوج وهي في الستين من عمرها، وبهذا فأمر فوات الزواج أمر غير صحيح، بينما الأصح قولاً هو تأخر الفتاة في الزواج.
السن الذي من خلاله يمكن الحكم على الفتاة أنها تأخرت في الزواج ليس سناً محدداً لأنه يختلف من بلد لآخر ومن جيل لآخر بل ومن أسرة لأسرة، فبعض المجتمعات ترى أن الفتاة التي قد وصلت إلى سن العشرين ولم تتزوج، فهي قد فاتها قطار الزواج، ومجتمعات أخرى ترى أنه لا يجب أن تقل الفتاة عن عمر الثلاثين عندما تتزوج، بينما كان الأمر قديماً مغايراً فقد وصل سن الزواج إلى خمسة عشر عاماً على الأكثر.
مواجهة العنوسة والتأقلم معها
على كل فتاة لم تتزوج وتأخرت في سن الزواج ألا تجعل من هذا الأمر شبحاً يلاحقها حتى لا تفسد حياتها بل أنه لزاماً عليها التصدي لهذا الشبح ومواجهة العنوسة بكل ما تستطيع من قوى حتى تشعر بحياتها، ولكن كيف يمكن أن يكون ذلك؟ وكيف تستطيع الفتاة مواجهة العنوسة؟
أمر خارج عن الإرادة
من أكثر الأشياء التي تجعل الفتاة قادرة على مواجهة العنوسة علمها بأن هذا الأمر ليس بيد أي شخص في الكون، إنما الأمر هنا للمولى عز وجل، فمن كانت مقدراً لها أن تتزوج، فستفعل، ومن كانت غير ذلك فلن يحدث مهما حاولت.
العريس المنتظر
على كل فتاة سواء تأخر سنها أم لا، ألا تجمد حياتها وتنتظر العريس القادم، فالحياة يجب أن تستمر بالزواج أو بعدمه، فعلى الفتيات جميعاً أن تدير حياتهن بالشكل السليم الذي يكفل لهن الحياة السعيدة، فمن كانت محبة للعمل، فعليها أن تتفوق في عملها وتنمي قدراتها وخبراتها، ومن كانت لها هواية فعليها ممارستها وتنميتها بالتعليم المناسب لها، أما من كانت متفوقة في تعليمها، فعليها البحث عن المزيد، فعلى كل فتاة أن تستثمر وقتها بالكيفية السليمة وألا تجلس في منزلها تنتظر الزوج المستقبلي، وتبدأ في البحث عن استثمار وقتها بعد إدراكها أنها تأخرت في سن الزواج.
النفع العام
ولكن ما الأمر بعد أن تعمل الفتاة وتتعلم وتصل إلى كل ما تتمناه، فقد استثمرت وقتها فعلا، ولكن لكل شيء نهاية، هذا الأمر وإن لم يكن حقيقياً بشكل قوي، إلا أن نفع النفس والمجتمع ليس له نهاية، فإذا كنتِ أخذتي القدر اللازم من التعليم وقمتِ باستغلال وقتك حقاً بالشكل السليم، فقومي بمحاولة نفع مجتمعك قدر الاستطاعة.
التقرب من الله
وأخيراً يجب محاولة التقرب من الله، لأن هذا التقرب سيجعلكِ على يقين بأن لله حكمة في أمره هذا، وهذا التقرب سيجعلكِ قادرة على تحمل كل شيء.