أصوات الحيوانات والطيور وكيفية استخدامها في التواصل

خلق الله تعالى الخلق من كائنات مختلفة، وجعل لكل منهم صوته الذي يميزه عن غيره من المخلوقات، وهذا الصوت يعتبر هو وسيلة الاتصال وحلقة الوصل بين الكائنات، حيث تستخدمه الكائنات البحرية والبرية، سواء كانت الثديّات أو الزواحف أو الكائنات البحرية أو غيرها، جميعها تستخدم الأصوات التي تصدرها كحلقة الوصل التي تجعلهم على اتصال بأمثالهم وكذلك تبادل المعلومات عن طريق هذه الأصوات، فقد تكون هذه الأصوات وسيلة للتحذير أو التعبير عن الخوف أو للدلالة على مكان الطعام أو لتعليم الصغار أو التودد أو للسيطرة على منطقة معينة أو اجتذاب الشريك أو كطقس من طقوس التزاوج بينهم.

أصوات الحيوانات والطيور وكيفية استخدامها في التواصل

أصوات الحيوانات والطيور وكيفية استخدامها في التواصل

ومع أننا قد نجد أن الحيوانات لا تمتلك لغات قادرة على توصيل أفكار أو معلومات معقدة، إلا أنها تحتاج بشدة لوسيلة للتواصل البسيط فيما بينها، فحتى الحيوانات التي تعيش في عزلة وتقضي معظم أوقاتها بمفردها تحتاج أيضاً إلى التواصل والالتقاء ببن جنسها والتواصل معهم من حين لآخر، سواء كان التواصل لإبعادهم عن منطقتها أو لإيجاد شريك للتكاثر.

وقد نجد أن لا تعتمد جميع الحيوانات على الصوت كوسيلة وحيدة أو أساسية للتواصل فيما بينها، فهناك بعض الحيوانات تلجأ إلى الإشارات البصرية أو الكيميائية، وحتى الكائنات التي تصدر أصوات للتواصل، لا تعتمد هذه الحيوانات بالضرورة على الصوت الخارج من الحنجرة كوسيلة للتواصل، فهناك بعض أنواع الحيوانات والحشرات والمفصليات قد تحك رجليها أو أجزاء معينة من جسدها لإصدار أصوات تعمل كحلقة الوصل بينها وبين أشباهها، ونجد أن الصراصير والجراد بوجه خاص مشهورين بهذه الخاصية، وهناك أيضا الأفاعي وخاصة الأفعى ذات الجرس، تقوم هذه الأفاعي بهز ذيولها لإصدار أصوات تحذيرية، وأيضاً نجد الغوريلا تضرب على صدرها بقوة لتصدر أصوات لتوصيل نفس الرسالة.

أصوت الحيوانات:

نجد أن الحيوانات تستخدم أصواتها للقيام بوظائف مختلفة، فهناك مثلاً ذكور القاطور الأمريكي يعتمد على الصوت كوسيلة أساسية لجذب اهتمام الإناث وخاصة عندما يحين موسم التكاثر، وكذلك فإن القيّوط يعتبر واحداً من أكثر الحيوانات التي تحدث ضجيج عالياً في أمريكا الشمالية، ويرجع ذلك على أنه يعتمد على العواء كوسيلة لفرض هيمنته على منطقته، وكذلك لإبعاد الحيوانات الأخرى التي قد تنافسه.

ومن الممكن أن يكون الصوت أيضاً وسيلة مهمة في التحذير من خطر ما أو التحذير من المتطفلين المقتربين، ويعد هذا هو سبب الذي يجعل الكلاب تلجأ إلى النباح عند اقتراب أحداً من المنزل أو المكان التي تحرسه، وهذا غير العديد من أنواع الطيور والحيوانات والسناجب المختلفة، وغيرها التي تحرس مستعمراتها عن طريق هذه الطريقة، وتستخدم هذه الطريقة لتكون حلقة الوصل لها مع ذويها.

وهناك بعض الكائنات الحية ومن أشهرها الحيتان والدلافين، تلك التي تعتمد على أنواع معقدة من الأصوات للتواصل في أمور كثيرة ومتعددة فيما بينها، وهذا إلى درجة تجعل العلماء يقولون أن هذه الكائنات لها ما يقرب من لغة خاصة فيما بينها، فلكل واحد من الدلافين صوت صفير خاص به ومميز عن الآخر ويستفيد من هذا الصوت في التعرف على الدلافين الأخرى، وقد نجد أن أصوات الحيوانات تتفاوت وتختلف من مكان لآخر، فيمكن للكائنات التي تعيش في منطقة معينة أن تكتسب نمطاً معيناً من الصوت يختلف النمط الذي يكتسبه بني جنسها الذين يعيشون في مكان آخر أو في بيئة أخرى، حيث أن العلماء قاموا بتشبيه هذا التحول والتغير في صوت نفس الحيوان من مكان لآخر، بالتحول الذي يحدث في اللغات بين البشر، والتحول والطريقة التي تختلف فيها اللهجات واللكنات من شخص لشخص ومن منطقة لأخرى وذلك بدرجات مختلفة ومتفاوتة حسب الطابع الذي يغلب على المكان، فكما أن الإنسان له لغته التي تعمل حلقة الوصل بينه وبين الآخرين كذلك الحيوانات أيضاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *