قرار فصل الرضيع عن الرضاعة قرار يجب ألا يكون مفاجئاً، إذ يلاحظ أن كثيراً من الأمهات عندما يتخذون القرار في فطام أطفالهن لا يعرفون كيف يجعلون هذا القرار غير مفاجئ، ولكي لا تكون عملية فطام الطفل غير مزعجة لحساسية الطفل، ولا تسبب مشاكل صحية للأم فالحل إذاً هو التدريج في الفطام، ومن هنا تكون الخطوة التالية للأم التمهيد إلى هذه العملية بشهور حتى تقدر على القيام بها، فتكون المشقة قليلة وقت إجراء الفصل بخلاف ما إذا قامت بها فجأة فسوف تصاب الأم أحياناً باضطرابات هضمية، وأيضاً تُصاب بألم في الثدي.
متى يفضل البدء في فطام الطفل؟
يمكن للأم فطام طفلها والاستعداد لهذه العملية بعد الستة أشهر الأولى، لأن جميع الأطباء ينصحون بتناول الأطعمة بعد الستة أشهر الأولى حتى يكون الطفل في هذه المرحلة قد نال فائدة لبن أمه الكاملة، وعند إدخال الطعام إليه يكون بذلك في حالة من الاستغناء عن لبن الأم.
تُنصح الأم بأطعمة طرية أو اللينة؛ ثم بعد ذلك تستخدم الأطعمة الصلبة، كما يوجب عليها اختيار الوقت المناسب لفطام طفلها وذلك عندما يكون الطقس معتدل، وأيضاً عندما يكون الطفل بصحة جيدة لا يوجد لديه أي مرض.
كيف تبدأ الأم أول خطوة في عملية فطام الطفل ؟
تمهد الأم لهذه العملية مثلاً في نهاية الشهر الخامس، تبدأ في إدخال الطعام اللين إلى الطفل، مثل ماء الأرز والخضار والفاكهة المسلوقة المهروسة، وتستخدم هذه الأطعمة دون إضافة سكر أو ملح أو أي نكهات أخرى، فيمكن للأم أن تجرب مع طفلها هذه الأطعمة كل طعام لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام متتالية، لكي تتعرف الأم على الطعام والوجبة المفضلة لدى الطفل في هذه المرحلة، فيجب في البداية أن تدخل مطهوات من اللبن مثل ماء البليلة أو ماء الأرز مع قليل من الحليب، أو النشا المطهي باللبن التي تعرف بالمهلبية.
بعد أن تتأكد من تقبله لما سبق تأخذ بعد ذلك مرحلة الخضراوات ثم الفاكهة، فيأخذ الطفل هذه الأطعمة الخارجية مرتين في اليوم على الأقل في البداية مرة صباحاً والأخرى مساءً، فعند تناول هذه الوجبة في المساء تجعل طفلك أو طفلتك تنام بعمق فلا تنزعجين أثناء الليل، ويتناول الطفل الأطعمة بعد حصوله على كمية اللبن المناسبة له، وبذلك تعطي له الأم القدرة في التذوق وتجريب النكهات المتنوعة، ويكون قد نال كل ما يحتاجه طفلك من مغذيات.
أيضاً من مراحل فطام الطفل في بداية الشهر السادس يلاحظ أن الطفل قد تعود على الأطعمة والوجبات، وحتى بعد أن تضاعف له الأم الوجبات من 5 إلي 6 وجبات، فيمكن للأم إدخال النكهات الأخرى مثل السيريلاك والوجبات المتوفرة في الصيدليات ومع تذوقه واستطعام هذه المنتجات من الأرز والقمح والفواكه، تتحفز أسنان الطفل في الظهور في فمه، فيقدر على أكل الطعام دون الحاجة إلى هرسه، وأيضاً هذا يعمل على تغير بول الطفل، وبذلك فإنه يعمل على هضم الطعام بطريقة سليمة ويستفيد من كل العناصر المقدمة له.
إذا تقدم الطفل مع الأم على نحو ما ذكرنا؛ فلتبدأ الأم بتقليل عملية الرضاعة تدريجياً؛ بسبب اكتفاء الطفل في هذه الحالة ويكون قد حصل على كل ما يحتاجه من عناصر غذائية تعمل على إشباعه بطريقة طبيعية، وبالنسبة للأم في هذه الفترة يكون ثديها بدأ في إدرار اللبن وهذا يكون رد فعل طبيعي، لأن طفلها لا يرضع إلا فترات قليلة على مدار اليوم عكس الفترة السابقة، وعندما تعمل الأم على فطامه يكون الطفل انتبه لهذا الأمر ويكون في حالة من الاستغناء عن ثدي أمه؛ وكذلك الأم تكون في حالة راحة ولا تشعر بأي ألم في ثديها، فهذه هي الطريقة الصحية في فطام الطفل، لأنه يكون على استعداد في تقبل الوضع الجديد في هدوء.
إذ أن العلاقة بين تناول الأطعمة الخارجية ولبن الأم علاقة متوازية.
وفي هذه المرحلة عندما يتناول الطفل الأطعمة المختلفة مع التقليل من عدد الرضاعة اليومية، يقوم بعد ذلك الطفل بفطام نفسه تدريجياً دون حاجة إلى الأم للقيام بهذه العملية، حيث يكون قد بلغ الشهر العاشر، وعندما يتم الطفل من العمر السنة الأولى، يجب على الأم أن تدخل له كل الأطعمة الصحية، منها اللحوم والأسماك والدواجن وتناول الزبادي بجميع أنواعه سواء فاكهة أو سادة، وبذلك يكون طفلك بصحة جيدة.