من أشهر المدن التي تقع على البحر الأبيض المتوسط، لها سحرها الخاص الذي يجذب عشاقها من جميع بلدان العالم، كما أنه يجذب أيضاً الغزاة على مر الأزمان، فقد كان لموقعها على البحر المتوسط مرسى لمعظم السفن التجارية والحربية منها أيضاً، وإن كانت الحربية أكثر تحمل الطامعين فيها والعاقدين العزم على غزوها، ليس فقط من أجل موقعها المميز ولكن لجمالها وعراقتها، فهي حقاً عروس بمعنى الكلمة، الإسكندرية هي مدينة قديمة في مصر، وهي العاصمة الثانية لها سواء قديماً أو حديثاً.
حدودها:
تقع على البحر الأبيض المتوسط من الناحية الشمالية، كما أنها تطل على بحيرة “مريزط” من الناحية الجنوبية، ومن الشرق يقع خليج “أبو قير” ومدينة “إدكو المصرية”، وسيدي كرير من الغرب، الإسكندرية لها شهرتها الخاصة بها سواء التاريخية أو الأثرية، فقد تحتوى على أضخم مكتبة فى العالم وهي مكتبة الإسكندرية، وكذلك بها قلعة قايتباي، وعمود السواري، هذا غير القصور المعمارية ذات الطابع التراثي فائق الروعة والجمال، مثل قصر “المنتزه”.
جزيرة فاروس:
تقع في الميناء الشرقي في الإسكندرية حول قلعة قايتباي، تلك القلعة الأثرية الشهيرة باحتوائها على العديد والعديد من القطع الأثرية قد تصل إلى خمسة آلاف قطعة أثرية، ما بين الآثار اليونانية والرومانية والفرعونية، ولكن ومع الأسف حدث زلزال مدمر قضى على تلك الآثار وكانت نهايتها في قاع البحر منذ زمن طويل ويصعب الوصول إليها وإعادتها مرة أخرى إلى المتحف.
المنارة والجزيرة:
منارة الإسكندرية هي الأثر الوحيد الذي مازال على قيد الحياة في المدينة، نظراً لأنها تحفة أثرية ومعمارية نادرة الوجود، ومن يأتي لزيارة الإسكندرية يجب أن يرى منارتها الشهيرة، فهي من أشهر المعالم السياحية هناك، أما عن جزيرتنا فهي لها تاريخ قديم لا يمكن نسيانه، خاصة بعد أن وقع في هواها الإسكندر العاشق المقدوني أشهر شخصيات التاريخ، والذي جاءها عبر البحر ليقرر الاستقرار بها ومحاولة اكتشافها في عام 332 قبل الميلاد، حتى أنه رأى ذلك الساحل المنخفض المسمى بقرية “راقودة”، وهي جزيرة صغيرة لا يعيش فيها سوى مجموعة صغيرة من صيادين السمك، إلى أن قرر المهندس المقدوني “دينواكراتس” تصميم وبناء مدن هيلانية فيها، بعد أن يمد جسر ليكون رابطاً بين الإسكندرية، وقرية “راقودة” والتي تغير اسمها فيما بعد ليكون “جزيرة فاروس”، حتى أنه قام بإنشاء فنار الإسكندرية عليها، ليكون خير دليل للسفن في البحر، حتى أنه صُنف كمعجزة العصر أو أحد عجائب الدنيا العالم القديم.
الفنار:
هو المعنى المطابق لكلمة منارة، وهو من أهم العلامات المميزة التي تشتهر بها تلك الجزيرة، وقد تم إنشاء ذلك الفنار في الناحية الشرقية لجزيرة فاروس، وبالتحديد ما بين الشمال الشرقي لجزيرة فاوس والطرف الشمال الغربي للشريط الصخري، وكان من أهم أسباب المهندس المعماري “البطليموس الأول سوتير” لإنشاء تلك المنارة أن المسافة ضيقة مما يسبب مشكلة للسفن التي تعبر من خلالها قد تؤدى إلى هلاكها، وهذا المنار سيساعد تلك السفن في الرؤية بوضوح، فهي بالنسبة له علاج لمشكلة الملاحة في البحر، ولم يكن يفكر أنها ستكون أعجوبة يتذكرها التاريخ على مر العصور.
أهميتها:
يعرفها الكثير من السياح بأنها من أهم المعالم السياحية في مدينة الإسكندرية، خاصة بعد ذلك الجسر الذي يربط بين تلك الجزيرة وشواطئ الإسكندرية، ويُسمى بـ “الهيباستاديوم”، بالإضافة إلى المنار أيضاً يجعل من الإسكندرية مدينة تزدحم بالزوار سواء من داخل البلاد أو من خارجها، كما أن لها الطابع الخاص الذي تتميز به عن دون مدن العالم ودوله، وبضائعها المميزة في جميع المجالات، كتذكار يتذكرها بها الزائر بعد الرحيل عنها.