القراءة كالطعام والشراب من أهملها شحبَ عقلُه وتعثَّر فكرُ وإذا كان تركُ الطعام والشراب فيه الهلاك والموت لا محالة فإنَّ هجران القراءة يجعل المرء وكأنما بهيمة بشرية بين البشر تسعى، أليس الله قد كرَّم بني آدم بالعقل فما وقوده؟
القراءة تطيل العمر
فالمرء إذا قرأ أو تعلم أن النار تحرق لا يضعُ فيها يدَه، وقصة حي بن يقظان التي أخبر بها ابن طفيل في أحد كتبه وهي قصةٌ فلسفية ليست بالحقيقة في شيء، حيث كان حي بن يقظان هذا ولِدَ كما زعم ابن طفيل في غابة و من تجارب مخابرة كل ما هو جديد أنه لما اتفقت عوامل الطبيعة فانقدحت نارٌ عفوية ولم يكن من قبل يدري ما النار ؟ فأراد أن يختبرها فمد يده يريدُ أن يقتبس منها فأحرقته فهو لم يتعلم بالقراءة ولكن تعلم أن اليدَ لا تجتمعُ مع النار سليمةٌ تعلَّم بالتجربة .
والقراءة تطوي لك السنين وتطيلُ عمرك إن جاز التعبير، وربما أسنَّتك وأنت شاب فأكبرتك في نفسِك وأكبرتْ نفسَك عند غيرِك.
ماذا تقرأ ؟!
وإن القراءة لا تكون لكل كتابٍ منشور، أو صحيفة متداولة وإلا فذاك ضياع الوقت وشتات الهمِّ.
فكيف ينشغل المرءُ بقراءة رواية سينمائية أو قصة محبوكة من الخيال أو كتابٍ في علم من العلوم الفاسدة كعلوم الطاقة الروحية، والأرواح السفلية وهو لم يُحصِّل الأساس (الخرسانة) الذي يجعل بها أقدامَه ثقيلة أمام أرياح التغريب واللافائدة ؟
فاعلم أخي أن أول الكتب هي كتاب الله أم الكتب بل هو الكتاب المهيمن على كل كتاب فيه التاريخ للعبرة وفيه الاجتماع للمعاش وفيه الجيولوجيا وفيه الفلك وفيه قصة الحقيقة وكل ما خالفه فهو باطل.
فعلى المرء المسلم الذي يريد أن يعتلي صهوات الوعي ليصرع عليها صولات البغي عليه أن يتحلى بهذا الكتاب ويتعاهده ثم ينطلق ويقرأ ما هو نافع من كتب البشر فسيفهمها في نطاقِ أنها كتابات بشرية وسينزع عنها صفات العصمة أو الحقيقة العلمية المطلقة رغم مخالفتها للقرآن كما يحدث في زماننا اليوم إذ أن أغلب العلوم اليوم ملفَّقة، تكذبُ على الله و رسوله في مسائل العلوم الحديثة وكذلك في كتابة التاريخ.
أمثلة على النهضة العلمية الحديثة
و إليك أمثلة دون تفصيل : في باب العلم والمسائل العلمية :
1- يعتقد علماء الفلك بدوران الأرض حول الشمس ولم يقدموا دليلاً على ذلك رغم أن قبل القرن السادس عشر كانت الكنيسة تقول بثبوتها وقد أجمع العلماء السلف على ثبوت الأرض وعدم دورانها .
2- ينفي علماء النفس حالات المس الجني حفظكم الله ويدَّعون أنه مرض نفسي وهذا مخالف للمنقول والمعقول من الكتاب والسنة ومن المعقول دون المنقول أن هناك حالات عصية في أوروبا نفسها ومن أشهر الحالات أناليس ميشيل الألمانية .
و في باب التاريخ :
فحدث ولا حرج فقد جعلوا هارون الرشيد لا يذكر اسمه إلا في مجالس الزنا والخنا، وسليمان القانوني صار عربيداً صاحبَ نساء و في العصر العباسي يسمي المؤرخين حركات القرامطة بالحركات الثورية و لقبوا دولة عبيد الله المهدي بالدولة الفاطمية.. إلخ .
فإن كان لك من شغلٍ في القراءة؛ فعليك بكتاب الله ، يجعل قلباً واعياً بما يلقيه أئمة الإلحاد في رَحِمِ الأُمم الضعيفة.