مع تطور العالم و حركة الازدهار الكبيرة التي حصلت في العالم من حولنا انتشر معها العديد من السلوكيات والعادات الخاطئة التي أثرت بالسلب على صحة البشر وكان تباعاً لها انتشار العديد من الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان تهديداً مباشراً .
أظهرت بعض الإحصائيات التي أجريت في الفترة الأخيرة أن هناك ما يقارب 80 % من سكان الأرض ممن يتناولون الوجبات السريعة ويقبلون عليها على الأقل مرة واحدة شهرياً..ويقبل عليها العديد من الناس وذلك لمذاقها اللذيذ والخاص ولشكلها الشهي و المميز واختصاراً للوقت دون النظر إلى أضرارها الجسيمة التي تتركها في جسد متناوليها والمقبلين عليها بشراهة .
ففي الفترة الأخيرة شهد العالم طفرة كبيرة في مطاعم الوجبات السريعة فرأينا سلاسل مطاعم كبيرة وشهيرة تجوب شتى ومختلف البلدان والمدن ومن أشهرها ( سلسلة مطاعم : كنتا كي – ماكدونالد – بيتزا هت –هارديز ..وغيرهم الكثير ) والتي تشهد إقبالا يومياً كبيراً عليها من قبل المستهلكين الذين أغلبهم من فئة الشباب والأطفال.
ورغم الإقبال الشديد من قبل المستهلكين على تناول الوجبات السريعة إلا أن الدراسات التي قام بها مجموعه من خبراء التغذية أن 90% من تلك الوجبات لا تلتزم معايير الغذاء ولا تعطي للجسم حاجته الكاملة من الغذاء و تحرم جسم متناولها من العديد من الفوائد بل وتعرضه للخطر أيضاً.
للوجبات السريعة العديد من الأضرار والآثار السلبية منها السمنة المفرطة وداء السكري وأمراض القلب و تصلب و انسداد الشرايين كما تعرض الجسم للجلطات المفاجئة وذلك لما تحويه من كمية دهون كبيره.
وتجعل الوجبات السريعة من متناوليها أكثر عرضة لأمراض السرطان المختلفة وذلك يرجع إلى المواد والمساحيق والصبغات الكيميائية التي تستخدم في تلك الوجبات لتلوين الطعام و للقدرة على التحكم في شكله وقوامه.
وبالرغم من التطور الكبير الذي تشهده تلك المطاعم وكمية الأرباح الهائلة التي تجنى يومياً من المترددين على تلك المطاعم وبالرغم من النظافة الظاهرة أمامنا أثناء جلوسنا في تلك المطاعم والكافيهات لا تظهر الحقيقة كاملةً ويرونا ما يودوا أن نراه فقط .
ففي جانب آخر نرى أن القائمين على تلك المطاعم لا يتناولون من تلك الوجبات ويمتنعون عن تناولها أو أن يتناولها أحد أفراد أسرهم و أن مدراء ومشرفين تلك المطاعم أثناء العمل تقدم لهم وجبات خاصة غير تلك التي تقدم للمستهلكين بالرغم من التهافت الكبير من قبل أعداد كبير من المستهلكين عليها ، و ذلك يرجع لأن تلك المطاعم لا تلتزم بمعايير النظافة والأمان حيث أن جميع المطاعم والكافيهات لا يتم فيها التخلص من باقي المنتجات الفاسدة أو منتهية الصلاحية وإنما يعاد تدويرها بتاريخ صلاحية حديث حتى المتعفن منها يتم إرساله للمصانع لإعادة تدويرها.
غير أن الآلات المستخدمة في فرم تلك اللحوم تكون مكشوفة مما يجعلها مليئة بالجراثيم والبكتيريا وعرضه لسقوط الحشرات والفئران بها و يتم استخدامها بالرغم من علم القائمين والمسئولين على تلك المطاعم بعدم صلاحية تلك المنتجات للاستخدام الآدمي، لذلك لا تتناول تلك الفئات من هذا الطعام الذي تقدمه لزبائنها لعلمهم التام عن مصادر تلك الأطعمة.
وبسبب موت الضمير نرى تلك المطاعم تقدم لزبائنها كل يوم المزيد من الوجبات والوجبات دون الاهتمام بما سيتسبب لهم من آثار جانبيه سلبيه لأن هدفها الأول والرئيسي تحقيق الربح فقط، وبالرغم من وجود رقابه على تلك المطاعم إلا أن تخفيها في الزي القانوني و تدليسهم للحقائق والأحداث الجارية ما يمنع القائمين على الدولة من محاسبة أولئك المجرمين . وما نلبث يوم حتى نرى المزيد والمزيد من حالات التسمم أو إصابات مختلفة التي وصلت حد تسمم اُسرٍ بأكملها جرَاء تناول تلك الوجبات .