في بداية الأمر لا بد من معرفه من هو لقمان فهو أسم تردد على مسامعنا كثيراً ولكن لا نعرف من هو؟؟ ولماذا سميت سورة في القرآن باسمه؟؟،في هذا المقال سوف نتعرف على لقمان وبماذا اشتهر .
أولا: من هو لقمان :
بادئ ذي بدأ لابد أن نتعرف على أسمه وهل هو أسم عربي أم أعجمي؟ .
في القاموس كما وقع على الأذن، أكله سريعا، و التقمه أو أبتلعه .
حيث جاء في كتاب الأغاني وعون الأخبار أن أبا أسود الدؤلي جلس وأكل معه أعرابيا فرأى منه لقماً منكراً فقال له: ما أسمك؟ فقال: لقمان، قال: صدق أهلك أنك لقمان، فهذا من ذلك .
أما أعجمياً فمعناه بلع وكذلك بالعبرية، وقد يكون هذا هو معناها في سائر اللغات السامية.
ويمكن الجزم كذلك بأنه أسما عربياً ، فقد كان أسم لقمان معروف عند العرب قديماً، حيث أشتهر به أحدهم كان يدعى لقمان بن عاد الأكبر صاحب النسور، إذاً فهو أسم عربياً لأصل ولربما أشترك في هذا الأصل مع اللغات السامية .
أما بالنسبة لأسمه فهو لقمان أبن ياعور، كما قال أبن إسحاق أنه هو لقمان أبن ياعور أبن ناصور أبن تارخ، ويقال أنه إما أبن شقيقة النبي أيوب أو أبن خالته، وأختلف المفسرون على أصله فالبعض أجزم أنه من أصل مصري من النوبة وتحديداً من محافظة أسوان، والبعض الأخر قال أنه من الحبشة، إلا أنهم اتفقوا على أنه كان أسود البشرة، ذو قدمين مشققتين، و شعر مجعد .
كما اختلفت الأقوال حول مهنته وطبيعة عمله، فمنهم من قال أنه عمل كتاجر أو راعي أو خياط، كما أنه عاصر داوود عليه السلام .
ثانياً : صفات لقمان :
أما عن صفات لقمان فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن لقمان كان عبداً كثير التفكير، حسن الظن، كثير الصمت، أحب الله فأحبه الله تعالى، فمن عليه بالحكمة ) .
عندما قال له أحدهم: يا لقمان ما أقبح هذا الوجه ، فقال: أتعيب بهذا على النقش أم النقاش، فلقد عوضه الله ما فاته من جمال المظهر والشكل، وأنعم عليه بالحكمة وشرفه بالذكر في كتابه الكريم .
كما أتى ذكره على لسان أبو الدرداء فقال : ما أوتي من مال ولا حسب ولا خصال، ولكنه كان رجلاً صمصامة مسكيناً طويل التفكير، عميق النظر لم ينم نهاراً قط، ولم يره أحداً يبزق،ولا يتغوط، ولا يبول ولا يعبث، ولا يضمك .
ثالثاً : أما عن شهرة لقمان :
فقد عاش لقمان في نفس الحقبة التي عاش فيها سيدنا داوود عليه السلام، وقد أستزاد منه وتعلم الشيء الكثير، فقد تعلم من سيدنا داوود الحكمة والعلم الواسع ، حتى أنه أحبه الله فوهبه الحكمة وأفاض عليه من العلم الكثير، فكان جوابه لا ينافسه جواب وذلك لأنه يفكر في إجابته كثيراً قبل النطق بها، فعندما خيره الله أن يكون خليفة في الأرض يحكم فيها بالعدل والحق، فأجابه بذكاء أنت ربي فإن خيرتني قبلت العافية وتركت البلاء وإن أجبرتني فأنت ربي ولك الطاعة، ففرحت الملائكة بجوابه وحكمته في الجواب .
ومن شدة حكمته وقدرته على الفض في المنازعات سمي بلقمان الحكيم، حيث أشتهر بحكمته في تلك الأمور، حيث عمل قاضيا لبني إسرائيل، وسبحان الله فعلى الرغم من أنه كان أضعف الناس وقتها إلا أنه أصبح أقواهم بحكمته .
وقد أشتهر لقمان بقصصه المليئة بالحكمة التي سردها القرآن الكريم ، وأكثر ما أشتهر به لقمان هي وصاياه لأبنه التي تنم عن حكمته ، ومن أشهر هذه الحكم كما ذكر في القرآن الكريم : يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم .
وقد أشتهر بحكم عظيمة أخرى منها في النواحي الاجتماعية، فمثلا “يا بني أكثر من قول ربي أغفر لي فإن لله ساعة لا يرد فيها سائل، يا بني إياك والكذب فإنه شهي كلحم العصفور يقلي صاحبه، يا بني لا تأكل شبع على شبع فإنك إن تقذفه للكلب خير من أن تأكله، يا بني إياك والدين فإنه ذل في النهار وهم في الليل، يا بني أعلم أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، إياك وشدة الغضب فإن شدة الغضب ممحقة لفؤاد الحكيم وغيرها من الحكم الكثيرة التي أصبحت تدرس في المدراس لشدة أهميتها في مختلف جوانب الحياة” .
أما عن مكان دفنه ووفاته فقد اختلفت الأقاويل عن أسباب وفاته، ومكان دفنه فمنهم من يقول في طبريا، ومنهم من يقول في بيت لحم أو أليم، رحم الله لقمان وأملنا في هذه الحياة أن يكون لدينا أكثر من لقمان تستفيد به أمتنا في أمور ومراكب الحياة .