إن الزواج يعرف بأنه سُنة الحياة وهو سنة كونيه من سنن الله في الكون سواء بين البشر أو النباتات أو الحيوانات ، إن الزواج رباط مقدس وميثاق غليظ وبلغت عظم منزلة الزواج بأن أعد نصف الدين ولا يكتمل دين العبد إلا به ويعد بناء المنزل والعائلة أحد الأسباب الهادفة والمهمة في الحياة لدى كل فرد.
جعل الله الزواج وشرعه ليكون كل زوج مودةً و سكينةٍ ورحمةٍ لزوجه وليعين كلٍ منهما الآخر على مواجه مصاعب الحياة ويكونان سنداً لبعضهما في الحياة ومواجهة صعوباتها ليس هذا وفقط كذا الحال لدى أسرتيهما .
وللزواج فوائد كبيرة وعظيمه منها سكونٌ للنفس وطمأنينة للقلب ومتعة الحياة و إحصان للفرد فكما أنه نعمة وراحة وسنة فهو أيضاً ستر وصيانة وسبب لزيادة النسل والحصول على الذرية الصالحة التي تنفع الإنسان في حياته وبعد مماته، فيتعاظم دور الزواج وأهميته عند تكوين الأسرة وأن يرزق كلاهما بأطفال يملئون حياتهم .
غير أن التطور الحضاري قد ألقى بظلاله على بعض الأسر ، فلم تعد كما كانت سابقاً قويه ومتماسكة ، بل أصبحت متفككة ومدمره، والتفكك الأسري يعد أحد الظواهر التي لا يمكن أن نغمض أعيننا عنها، إذ أن أي خلل في البنيان الأسري لن تقع تبعاته السيئة على فرد واحد من الأسرة، بل على كل الأطراف المعنية التي تضمها مظلة العلاقات الأسرية، مما يعود على المجتمعات بالسلب والمساعدة في ظهور بعض الجرائم والظواهر الخطيرة جداً على مجتمعاتنا.
فتداخل الأدوار والمسئوليات وعدم فهم كل من الزوجين لنفسية وعقل وطباع الآخر وعدم نضوج عقلية الزوج أو الزوجة نضج كافي والعنف بين الزوجين مما ينعكس بالسلب على أبنائهم والطمع وحب المال وعدم تأدية كل منهما واجباته ومسئولياته تجاه أسرته كل تلك أسباب مؤدية إلى التفكك الأسري .
وينعكس ذلك التفكك على المجتمع والأسرة بالسلب وذلك لأنه يولد لدى الأبناء نزعة عدوانية متمثلةً في أشكال مختلفة منها خلق مشكلات مع الأطفال الذين من سنه ثم ظهور طبيعته العدوانية من خلال إفراغ غضبه في الضرب، ويتطور ذلك الأمر مع العمر حتى الوصول بذلك الابن بالانعزال والتوحد وإدمان المخدرات ودفعه للقتل ويكون ذلك الابن أكثر عرضةً عن غيره ليقع في مصيدة أصدقاء السوء و التأثير عليه بالسلب .
فليس على كل أسرة فقط تقديم الرعاية الاقتصادية والصحية والاجتماعية وإنما من دورها أيضا أن تقدم جواً من المحبة والمودة والعلاقة الحميمة بين كلٍ من الأم والأب وأبنائهم وعلى كل زوج وزوجه التفكير الجيد والصحيح لمصلحة أبنائهم وأن يبذلا قصار جهديهما لإسعاد أبنائهم وأن يعيشا حياتهم بود وتفاهم ومحبه ومراعاة عدم إدخال أبنائهم في أي مشكلة حتى لا تؤثر المشكلة في حالتهم النفسية والتأثير عليهم بالسلب وأن يخلقا بينهما طريقة حواريه جيده لحل جميع مشاكلهم ويجب عليهما تقديم التضحيات والعديد من التنازلات حتى لا تتفكك تلك الأسرة ويصبح الأبناء ضحية نتيجة لتصرفات وقرارات خاطئة .