يُعد الكبد من أهمّ الأعضاء في جسم المخلوق الحي وذلك لأنّه يعمل على عملية تنقية الدم من السموم، ويعتبر الفيروس سي من الفيروسات الخطيرة، لأنّ أعراضه تظهر بعد أن يكون المرض قد تمكّن من الكبد وسيطر عليه وتمكن من تدميره ووصل به إلى المرحلة النهائية.
وفيروس الكبد الوبائي هو أكثر الأمراض انتشاراً في شتى أنحاء العالم وهو عدوى تحدث نتيجة هجوم فيروسي على الكبد يؤدي إلى تدميره، ويمكن أن يؤدّي إلى مضاعفات خطيرة مثل الإصابة بتليف الكبد، وسرطان الكبد، وفشل الكبد، وقد يكتشف مريض الكبد المرض بالصدفة أثناء التبرع بالدم أو إجراء بعض الفحوصات الروتينية، وفيروس الكبد سي هو أحد أنواع الفيروسات التي تهاجم الكبد مثل فيروس A ،D ،E ولكن الفيروس سي هو أقواهم وأخطرهم على الكبد .
وترجع أسباب الإصابة بفيروس سي يرجع السبب الرئيسي للإصابة بالفيروس سي هي اختلاط دم شخص سليم بدم شخص مصاب وذلك من خلال عمليات نقل الدم التي لا تخضع للفحوصات والمعايير الصحية، واستخدام الإبر لأكثر من شخص والإدمان على الموادّ المخدرة واستعمال الحقن الملوّثة والمشتركة أيضاً بين أكثر من شخص، وسجلت أيضاً أعلى مسببات الإصابات بفيروس سي بمراكز الغسيل الكلوي، كذلك يمكن أن ينتقل عن طريق الإبر المستخدمة في الوشم من خلال إهمال التعقيم اللازم للإبر، التعرّض للدم الملوث بالفيروس وخصوصاً الأشخاص الذين يعملون في القطاع الصحيّ، الاتّصال الجنسيّ بالأشخاص الذين يحملون الفيروس، استخدام أدوات حلاقه خاصة بالمصاب أو استخدم أحد أدوات تقليم الأظافر وفراشي الأسنان الخاصة بالمصاب أو يكون الشخص معرضاً للإصابة بفيروس سي إذا كان مصاباً بمرض الإيدز أو عن طريق نقل الأم لجنينها أثناء فترة الحمل أو من خلال استخدام أياً من المعدات الغير معقمه.
لا تظهر أياً من أعراض الإصابة بفيروس سي خلال المراحل الأولية من المرض ولا تحدث هذه العلامات إلا في المراحل المتأخرة وتتمثل في التعب والإرهاق الشديد والإصابة بالحمى والصداع المستمر والمتواصل، اصفرار في العين والجلد وألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، فقدان الشهية بشكل ملحوظ، الآم مستمرة في العضلات والمفاصل وعدم القدرة على الحركة والقيام بأي مجهود وتورم ملحوظ في القدم وحدوث غثيان وقيء وارتفاع درجة حرارة الجسم، نقص الوزن وزيادة الرغبة للنوم، ألم أسفل البطن وحدوث إسهال وتغيير في لون البراز، وجود خلل في أنزيمات الكبد وكبر حجم الثدي لدى الرجال وضعف المناطق المحيطة بالكبد.
ويكون علاج فيروس سي من خلال وصف الطبيب للمريض علاجاً يرفع من قدرة مناعته على مواجهة الفيروس والقضاء عليه وذلك من خلال وصف العديد من المكملات الغذائية أو من خلال علاج الإنترفيرون أو من خلال إجراء تدخل جراحي بإجراء عملية زراعة كبد التي يصف بعدها الطبيب وصفه للمريض حتى لا يلفظ العضو المزروع أو يهاجمه الجسم باعتباره جسم غريب، وتوصلت الدراسات والأبحاث إلى وجود جيل جديد ومتطور من الأدوية لمكافحة مرض الفيروس سي ويسمى بالسوفالدي والذي أثبت شفاء العديد ممن تناولوه ويقوم العلماء على تطويره لعلاج الأشخاص الذين تعرضوا لانتكاسة بعد تناوله.