جدول للقراءة هي عبارة عن قيام شخص باستخلاص المعنى الرئيسي للمادة المكتوبة ووضعها في ذهنه بطريقة جزئية أو كلية بطريقة مجدولة، ومن ثم العمل على تفسير رموزها، وتعتمد القراءة على عدّة مقومات وخصائص كالانتباه والإدراك والفهم والتذكر والمطالعة والتذوق والانفعال والتركيز وغيرها من المقومات الأساسية، وهي التي تقوم على فهم القارئ لما أمامه من محتوى مكتوب والتعبير عنه بطريقةٍ مؤثّرة في الآخرين، بالإضافة إلى كونها طريقة للاسترجاع العقلي في الذاكرة للمعلومات والبيانات المخزّنة داخل الدماغ.
تُعد القِراءة من أهمّ المهارات والأنشطة والهوايات التي يتعلمها المَرْء في مراحل الدِّراسة الأولية، فهي مرتكزة بطريقة أساسية كي يستمر المرء في التعلُّم وتلقِّي المعلومات من مختلف المصادر، وهي الجُزء المُكمِّل لِحياة الفرد من النَّاحية الشّخصيَّة والعمليَّة، وهي المِفتاح الّذي يوصلنا إلى العِلم والمعرِفة المُتنوعة، وتختلف مواضيع القِراءة لدى الأفراد بمختلف اهتماماتهم، فهُناك من يَعتبِر القِراءة هي وسيلة لِكي يسد أوقات فراغه ويستمتع بِوقته، وهناك من يعتبرها ضرورة يومية ومنهج لِلحياة، وسنتعرَّف في هذا المقال على مفهوم القِراءة وأهدافها، بالإضافة إلى أننا سنتعرّف أيضًا على الفرق بينها وبين المُطالعة.
مهارات القراءة الصامتة:
هي فهم معاني الكلمات والتراكيب وتحديد أهداف الكاتب وموضوعه وتحديد الأفكار الرئيسية والفرعية والتمييز بينهما، أيضًا اختيار عنوان مناسب للمادة المقروءة بالإضافة إلى المحفزات التي تحبب القراءة إلى النفس واتخاذ الوضع الصحيح للقراءة، حيث ينبغي أن لا تخلط القراءة بالاستماع إلى الأصوات الأخرى فإن القلب واحد ويصعب على المرء الجمع بين أمرين، واستخدام القلم أثناء القراءة وكذلك أقلام التلوين كي يسهل للإنسان العودة إلى الجزء المراد فهمه مرة أخرى، أيضًا اختيار المكان المناسب للقراءة من الأهمية بمكان بأن يكون القارئ في مكان جيد وهادئ بعيد عن الضجيج والأصوات المزعجة والمرتفعة، أيضًا اختيار الأوقات المناسبة للقراءة بحيث لا تكون وقت النوم أو عند سماع الأخبار أو الجلوس على الحاسوب، فإن انشغال السمع أو النظر يفقد التركيز عن القراءة، وأفضل الأوقات عن تجربة شخصية هو بعد صلاة الفجر.
من المهم أيضًا أخذ قسط من الراحة كلما شعر القارئ بالإرهاق أو تغيير المكان إن كان مملاً أو كانت الإضاءة أو درجة الحرارة فيه غير مناسبة سواء مرتفعة أو منخفضة، أيضًا صحح الأخطاء المطبعية إن وجدت واعتمد على سرعة مناسبة في القراءة بحيث تكون العبرة بالفهم والاستيعاب لا بكثرة قراءة ما أنجزته من صفحات التي تقرأها مع قلة الفهم وذلك لأن السرعة المفرطة لها نتيجةً سيئة، أيضًأ لخص الموضوع أو ما احتوى الكتاب عليه من معاني وقم بكتابة التعليقات الهامشية ورقم الصفحات الخاصة بها، فإن كل ذلك يؤدي إلى استيعاب الموضوع والوصول إلى المراد فهمه بسرعة عند المراجعة من اكتشاف الأفكار الرئيسية من الصفحة أو الفقرة، أيضًا عمل جدول للقراءة من الأهمية بمكان.
صعوبة القراءة:
بعض الأشخاص يواجهون صعوبةً في القيام بعملية القراءة خاصّةً في ظل تواجد التطورات التكنولوجيا الحديثة، والتي أدّت إلى ابتعاد الناس عن قراءة الكتب والمطالعة، ويعود ذلك إلى قلة إدراك الناس بأهميّة القراءة في جميع مجالات الحياة، وقلة وجود التشجيع على هذه الهواية الرائعة، وبالتالي قلة أو انعدام القراءة من قبل الآخرين، بالإضافة إلى شعور القارئ بالملل وعدم صبره عند قيامه بعملية القراءة، وطول الكتب أو المرجعيات التي تتضمّنها، وانشغال القراء بالقراءة أو الاستماع من خلال شبكة الإنترنت، وعدم عمل جدول للقراءة وغيرها من الأسباب.
كيف أحب القراءة:
في هذا الزمان وهذه الأيام قلّما نجد شخص يقرأ من أجل المتعة، حيث أصبحت شبكة الإنترنت أو الحاسوب بشكل عام أو التلفاز من الوسائل الترفيهية الرئيسية التي يعتمد عليها كثيرًا، أما القراءة فقد أصبحت وللأسف الشديد شيئاً من الماضي، ربما البعض يعلّل ذلك بشعوره بضيق الوقت أو عدم الشعور بالمتعة أثناء القراءة، لذا سنذكر بعض الطرق التي ستجعل من القراءة شيئًا رائعًا بالنسبة لكل شخص، فمثلاً قم بالبحث عما تحبه فالكثير من الأشخاص يفضلون القراءة في مجالات محددة، فتجد من يحب القصص الإسلامية وتجد آخر يحب مطالعة كتب الأدب والشعر والقصص، وآخر يحب معرفة الصناعات والإلكترونيات وكيف تعمل وآخر يحب البحوث والعلوم والكيمياء والفيزياء وآخر يحب علوم الفضاء والكون والأجرام السماوية، وهكذا يتنوع الناس في رغباتهم تجاه القراءة لذا حاول أن تبدأ في قراءة الأشياء التي تحبها وترغب في مطالعتها.
تخصص بصورة أكبر فبفرض أن شخص يحب قراءة القصص فسيجد نفسه أمام كتب كثيرة جدًا لا تعد ولا تحصى في هذا المجال، لذلك من الأفضل أن يخصص الشخص أو القارئ الأشياء التي يرغبها داخل هذا القسم، فمثلاً هناك القصص الإسلامية أو قصص الخيال العلمي أو قصص العلوم وهكذا بالنسبة لباقي أبواب القراءة.
نوّع أماكن القراءة حيث قم بزيارة المكتبات المحلية المتاحة بالقرب من محل سكنك حيث ستغير الروتين الخاص بالقراءة لديك وستشعر باندماج أكبر مع الكتب الأخرى، كما سيوفر لك زيارة المكتبات فرصة للتعرف على المزيد من المجالات التي قد تجد بها ضالتك، بالإضافة إلى التعرف على كتب جديدة في نفس مجال تخصصك أو المجال الذي تحب القراءة فيه.
اهتم بالمكان فقم بخلق بيئة مناسبة لك للقراءة في المنزل أو أي مكان آخر ترغب فيه، فابحث عن مكان هادئ بعيد عن الإزعاج وبه إضاءة بشكل جيد وتشعر به بالراحة، أيضًا خصص الأوقات المناسبة للقراءة، لأنها من الأشياء التي تساعد على الإستمرار والرغبة في القراءة والطالعة، لأن اختيار الأوقات المناسبة للقراءة، يزيد نسبة التركيز لأن العقل قد قام ببرمجة والتعود على هذا الوقت، فبعض الناس يفضلوا القراءة في آخر الليل والبعض الآخر في وسط النهار وذلك يرجع إلى طبيعة الشخص ونشاطه وعمله، فمن الجيد لو قام القارئ بتخصيص وقت محدد للقراءة تلتزم به دوريًا قدر الإمكان.
جدول للقراءة قم بتحديد الكتب التي ترغب في قراءتها خلال فترة محددة سواء كانت يومية أو أسبوعية أو شهرية أو سنوية، وضع ذلك في حدود طاقتك وقدرتك وبدون حد زائد ومبالغ فيه، كما أنه من المهم تحديد زمن معين للإنتهاء من قراءة تلك الكتب، وسيشجعك ذلك على الاستمرار أكثر في القراءة والمطالعة وسيشعرك بتحقيق الإنجاز والفائدة المرغوب فيها.
أيضًا ملخص القراءة مهمة جدًا في حياتنا لما يزيد من تركيز ولما لها من أثر إيجابي على الفرد والمجتمع، كما أن القراءة يمكن للإنسان من خلالها أن يتطور نفسيًا واجتماعيًا وعلميًا وثقافيًا، كما أن في السابق كانت القراءة وسيلة ترفيه ومتعة للكثير من الناس، فقد كانوا يستغلون معظم أوقاتهم في القراءة والطالعة، لهذا السبب نجد من هم في العصور الماضية أكثر ثقافة وفهم للعديد من إدراك المعرفة والمحتويات والأمور، لكن في هذه الأيام أصبحت وسائل الترفيه العديدة والمتنوعة مثل التلفاز والانترنت وغيرها وسائل بديلة للقراءة.
ولكي تجعل القراءة شيء ممتع ومفيد تقيد بالعديد من الأشياء منها البحث عن ما تحب قراءته من شتى المجالات والعلوم، مع عدم التوقف عن القراءة وعمل جدول للقراءة واختر مكان جيد ومناسب للقراءة، بالإضافة الى اختيار الأوقات المناسبة للقراءة، ويفضل عادة وضع خطط لإنهاء وقراءة العديد من الكتب بشكل متتالي ومتتابع دون تقطيع.