أختار الجار قبل الدار.
- تعريف الجار .
- واجب الجار تجاه الجار .
- أختار الجار قبل الدار :
أختار الجار قبل الدار مثل شعبي شائع يدل على أهمية اختيار الجار قبل المنزل الذي نسكنه لما يمثله الأمر من ضرورة حسن اختيار الجار، وذلك لأن الجار هو المطلع على حال البيت وأسراره، والمعاملات اليومية لا تكون إلا معه، فيصل الأمر إلى ائتمان الجار على أهل البيت في غياب صاحبه، لذلك أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالجار في الكثير من الأحاديث النبوية فعن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه } صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ظن الرسول صلى الله عليه وسلم أن جاره سيرث من تركته وكأنه أبنه أو أخاه أو أقرب الأقربين، هذا وأن دل فإنما يدل على مكانة الجار وقربه، فقد قال صلى الله عليه وسلم { من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، ومن حارب جاره فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله } صدق رسولنا الكريم، فجعل الرسول صلي الله عليه وسلم أذية الجار مرتبطة بأذيته وبغضب الله سبحانه وتعالى، وهل هناك أبشع من غضب الله على عباده، فهلاك السابقين كان سببه غضب الله عليهم .
- تعريف الجار :
كلمة الجار مشتقه من لفظ الجوار أي الملاصق، ومعنى ذلك أن الجار هو ذلك الشخص الذي يسكن قريباً منك فيجاورك في منزلك أو في عملك ويشاركك أصغر الأمور قبل أكبرها، فيهب لنجدتك في المصاعب، ويقف بجانبك في الشدائد، ويواسيك في الأحزان كما أنه يفرح لفرحك كأن الفرحة دخلت منزله قبلك منزلك، فيصبح بذلك الجار الأخ والصديق والحبيب، فربما تجد أن جارك أشد قرباً من أقرباء لا يعرفون عنك شيء من أمور حياتك ولا يسألون عنك، قد تمر بضائقة مالية لا يساعدك على تخطيها إلا جارك، فيعطيك من قوت يومه ويساعدك بكل طاقته فلا يشعر بك أحد ولا تصغر في عيون الناس بل جارك من يكبر في نظرك وتشعر بقيمته وضرورة وجوده في حياتك .
- واجب الجار تجاه الجار :
جارك الذي ربما تراه يومياً ويطلع على كثير من أمورك ويساندك في أصعب الأوقات فربما جار قريب خير من أخ بعيد، ومن هذا المنطلق كان للجيرة حقوق فحق الجار على الجار يتمثل في :
- الابتسام في وجهه عند رؤيته، فالابتسامة تكسر الحواجز وتقرب المسافات وتسعد القلوب .
- ألقاء التحية عليه عند رؤيته والتوقف لمصافحته والسؤال عن حاله فربما يكون واقع في مشكله ما وأنت تستطيع حلها وتقديم المساعدة .
- غض البصر عن عوراته وعن بيته وعن أهل بيته .
- عدم التعالي والتكبر عليه حتى وأن أساء إليك فربما يتدخل الشيطان ليوقع العداوة والبغضاء فيجب عدم السماح بحدوث أي خلاف بين الجيران .
- عدم فعل ما يضايق الجار ويسبب له الأذى كرمي القاذورات في طريقه أو إزعاجه بأي ضوضاء تؤذى سمعه .
- التصنت عادة سيئة، فلا تتصنت على جارك لتعرف أسراره فتشعره بالإحراج، فربما لا يريد أن تعرف عنه أمر ما من الأمور حتى لا تسبب له الحرج والضيق وربما تسمع ما لا يرضيك فيحزن قلبك أيضاً.
- المبادرة للمساعدة والوقوف بجانب الجار في الأحزان قبل الأفراح وتقديم النصح والإرشاد له حتى وأن كان الجار من ديانة أخرى .
- عدم إفشاء أسراره، فإذا ائتمنك جارك على سر لا يجوز البوح به لأي أحد وذلك حتى لا تنعدم الثقة بين الجيران بعضهم البعض، كما أنها عاده سيئة تُحقر صاحبها في عيون الناس .
- عدم التقليل من الجار ومن قيمته أمام الناس أو التحدث عنه بسوء في غيابه، بل يجب الدفاع عنه ورد غيبته وكأنه حاضر يدافع عن نفسه، فتزداد المحبة والمودة بين الناس ويتعاونون على الخير فيما بينهم لأن الرحمة تنبع من داخلهم .