الصباح الباكر:
يكاد جمالها يخطف الأبصار في عند رؤيتها في صباح الباكر، وهي تحلق في السماء ذات اللون الأزرق الجميل، فضلاً عن أصواتها العالية المؤثرة في القلوب، والسماء هي عالمها، تلهو وتلعب وتمرح، وتلتقي ببعضها البعض، وتجد رزقها هناك، ثم تعود ليلاً متعبة ومرهقة لترتاح في عشها على الشجر، للطيور قوة غريبة تجعلك تتفاءل فقط بمجرد سماع صوتها، دائمة الحديث في جميع الحالات السعيدة منها والحزينة.
الهجرة:
ليست لسبب معيناً قد تكون بحثاً عن الرزق، وقد تكون للتزاوج، وأحياناً أكثر تكون تبحث عن العطف والحنان، على أمل أن تجده، عندما تنظر إليها وهي طائرة في السماء، تتمنى أن تكون مثلها، تعفو عن الزلات وتكون في مجموعة مثلها تحميك من المصائب، ولا يمكنك إلقاء اللون على أحد من تلك المجموعة، وفي صمت وصبر الطيور عِظة، فهي تتحمل في صمت وتتألم أيضاً في صمت، ولكنها لا تيأس، ولا تفقد الأمل، دائمة البحث عن كل ما هو جديد في المستقبل، بالرغم من أنها شجاعة، إلا أنها محبة، وللهجرة مكانة خاصة لديها.
مثل الطيور:
يتمنى الكثير منا أن يكون مثل الطيور، ولما لا، فهي دائمة الحركة، تحلق في السماء، وتسافر عبر البلاد والبحار، وتقطع الكثير من الصحاري، كما أنها لا تهتم بالأحزان، وكأن في طيرانها إلى السماء السلوى والنسيان، فهي بحاجة إلى هذه النعمة، نعمة النسيان عندما تعيش عذابها مع عقار الصيادين لها، عندما تفقد فلذات أكبادها، وتعود لتطير إلى السماء وترجو من الخالق العون والصبر على قضاءه.
لغة الحرية:
أنها لغة العصافير، وكأن في صوتها لغة الحرية، أنها تلك اللغة البعيدة عن لغات البشر لغة تعلمنا نحن بني البشر المودة والتسامح والتسبيح في ملك الله، حتى الرياح، ذات صوت صامت، ولكنه يكمن في زقزقة العصافير، ولكن تلك اللغة لا يفهما الكثيرون منا، فقط من هم مرهفي الإحساس والشعور، تلك الأصوات دائمة البحث عن مكان يؤويها بين تلك المخلوقات الصغيرة.
جمال العصفور:
ما أجمل رؤيته وهو يحلق في فضاء واسع يجلب لك الأمل والسعادة في النفس وينعش الإيمان ويجدده، فهي على إيمان قوياً وراسخ أنها ستغدو خماصاً وتروح بطاناً، لقد اعتمدت على الله في كل شيء، في رزقها وحياتها، وكل شيء، حتى أن الإنسان يتعلم منها الأنغام، ولكن لا يفهمها إلا القليلون، ليقع أسير هذا الفن مثلما وقعت أسير جمالها، وكثيراً ما كنا نصحو على ذلك الصوت الرائع وتلك الأنغام الجميلة.
زمن البراءة:
أنها تلك الليالي الماضية، أيام بسيطة وعادية، كل شيء فيها بسيط وأصيل، فيها يأتينا الحنين إلى من هو عزيز رحل وتركنا لنار الفراق، تجد فيها كل الطيور تلوذ بأوكارها، واعشاشها، إلا طيورنا، طيور الشرق التي تموت حزناً خارج الأوطان، بعيداً، خلف البحار، لما ترتويه من الهم والحزن، ولكن الطيور المهاجرة لها شريان نابض بالحياة والحب والسعادة، وكأنها شعور مستمر إلى الأبد,.
نسمة هواء:
هكذا يتمثل هذا الحب مثل نسمة هواء، يتخذ من الألوان الكثيرة ما يريد، حتى أنه يتلون بألوان قوس قزح، لنتذكر من نحب، من يتربع على عرش القلب، فقط عندما تقف على الحافة مغمض العينين تفرد جناحيك للعالم أجمع، منتظراً أن يجتمع بك الحلم لا تبدأ بالطيران فأنت طائر حر، ولكن لماذا يُصعب عليك الغناء، وكيف ذلك؟وأنت يمكنك الغناء، أنت قادر على أن تتخيل كلمات الأغنية التي قد يميزها هطول المطر لتهتز لها الأجنحة المبتلة.
الأرض والسماء:
نحسد الطيور على حالها، فهي تمتلك الأرض والسماء، إذا ما تعبت من الأرض وقسوتها طارت إلى السماء برقتها وغيومها ورقتها، هذه هي الحرية، كل ما عليه هو أن يفرد جناحيه، ويرتمي في أحضان السماء، بلا قوانين تقيد تلك الأحلام، بعيداً عن الغرباء ساكني الأرض، يطير عالياً عن الوطن، عن الديار، لتعيس حرة طليقة بلا سجان ولا أسوار