لا شك أن الإنسان يحب ما يسمعه من حكايات، خاصة تلك الحكايات التي تنتهي نهايات سعيدة، حتى التي تنتهي نهايات حزينة لا يقتنع بها، يفضل أن يجعلها حكاية سعيدة عدما يقرر أن يتدخل في أحداثها ويغير فيها حتى تنتهي مثلما يريد هو، ذلك لأن طبيعة الإنسان متفائلة، لا يحب الحزن أو القسوة أو حتى الظلم.
القصص أنواع:
القصص أنواع منها ما هو حدث بالفعل وتناقلته الناس من عصر إلى آخر، ومنها ما هو يُؤلف من الخيال، حتى أن قصص الأنبياء ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم القرآن، وهذا يؤكد على تأثير القصص والحكايات على البشر، ليس هذا فقط بل أنها تخبرنا عن نصيحة ما أو حِكمة أو حتى معلومة لم نكن نعلمها من قبل، أي أنها ليست مجرد حكاية نسمعها للقضاء على الملل ووقت الفراغ.
الأميرة:
يُحكى في قديم الزمان حكاية عن قصر جميل، يعيش فيه ملك وملكة، والسعادة والفرح والهناء يعيشون معهم في هذا القصر، ولكن بدون أطفال في هذا القصر يجعل الملكة حزينة، فكثيراً ما تمنت طفل أو طفلة صغيرة، فهي تملك كل شيء إلا الأطفال، وفي أحد الأيام بينما كانت الملكة ترفه عن نفسها، رأت ضفدع يخرج من الماء، وبدأ هذا الضفدع في الكلام مع الأميرة، وأخبرها بشارة سعيدة، وهي أنها ستُرزق بطفلة جميلة قريباً، ولا تتخيل كم كانت فرحة الملكة، فهذا هو كل ما تتمناه في حياتها، وبسرعة ذهبت إلى زوجها الملك لتخبره بما سمعته من الضفدع، وسرعان ما تحول الحلم إلى حقيقة، وحدث بالفعل ما أخبرها به الضفدع، فقد أصبحت الملكة أماً لطفلة جميلة كانت سبباً في سعادة الملك والملكة أكثر وأكثر.
حفلة:
قرر الملك أن يقيم حفلة كبيرة بمناسبة إنجابه لهذه الطفلة الجميلة، صغيرة الحجم، رائعة الجمال، كل من يراها يندهش من روعتها ورقتها، وبدأت الحفلة ووصل المدعوين أصدقاء الملك من الملوك وزوجاتهم الملكات، والأمراء والأميرات، إلا أن الملك فكر في حكاية غريبة بعض الشيء وهو أن يدعو جنيات المملكة ليحضروا حفلة أبنته الصغيرة، وكان في المملكة حوالي ثلاثة عشر جنية.
الجنية العجوز:
هي جنية عجوز تعيش بمفردها، ليس لها ونيس يعيش معها في منزلها، ولم ترى أو يراها أحد، وللملك أثنا عشر طبقاً ذهبياً، وهذا السبب هو ما جعله يدعو فقط الأثنى عشر جنية دون أن يدعو تلك الجنية العجوز على الحفلة، وبعد أن انتهت الحفلة تقدمت الأثنى عشر جنية من مهد الطفلة ليقدمن لها الهدايا السحرية.
هدايا الجنيات:
وبدأت حكاية الهدايا، فقالت الأولى: “سيكون لك وجهاً جميلاً”، وقالت الثانية: “أما أفكارك فستكون أفكاراً رائعة”، وقالت الثالثة: “أما هديتي لك فهي اللطف والمحبة”، وجاءت الرابعة فقالت: “مثلما ترقص الجنيات رقصاً جميلاً سيكون لك ذلك الرقص الجميل”، وقالت الخامسة: “وأنا سأهديك الغناء، سيكون غناءك مثلما يغني البلبل، وتوالت الهدايا من الجنيات الأخريات.
الجنية الشريرة:
وجاء دور الجنية الحادية عشرة، وقالت ما هي الهدية التي أهدتها للأميرة الصغيرة، وفجأة فُتح الباب، ونظر الجميع إلى القادم ودخل من الباب، فإذا هي الجنية التي لم يدعوها الملك للحفلة، تدخل عليهم وهي تشير إلى الطفلة بيدها صارخة بصوت يرتجف لما به من غضب، “هديتي للأميرة الصغيرة عندما تصل إلى سن الخامسة عشرة، تنخز أصبعها بمغزل وتقع”، بعد أن قالت كلماتها سارعت بالخروج من القصر، ومازالت تشعر بالغضب لإهمال الملك لها.
خوف ورعب:
بعد خروج الجنية الثانية عشر سيطر الخوف والرعب على كل الموجدين بالحفل، فكلماتها قوية ومؤثرة حتى أنها تبعث الخوف والرعب في القلوب، حتى أن الملكة شعرت بالخوف الشديد على ابنتها التي جاءتها بعد صبر وطول انتظار حتى أنها بدأت بالبكاء والنحيب خوفاً من أن يحدث لها مكروه مثلما تنبأت لها العجوز الشريرة، وفشل الملك في أن يهدئ من روعها.
الجنية الثانية عشر:
لم تكن الجنية الحادية عشر قد تقدمت لتقديم هديتها إلى الأميرة الصغيرة بعد، وبعد أن رأت الملكة تبكى تقربت إليها وقالت: (لا تبكي أيتها الملكة فأنا لدي القدرة على المساعدة، ولكن لا تأملي كثيراً، فأنا لست قادرة على إبطال مفعول سحر الجنية الشريرة إلا أنني أستطيع أن أخفف من تأثيره، وأجعله خفيفاً)، وعندنا علم الملك والملكة بذلك زال خوفهما، ولكن الملك لم يوافق على أن تنام ابنته مئة سنة، وحتى يطمئن قلبه قرر أن يحرق كل ما له علاقة بالمغازل في المملكة، حتى أنه أرسل جنوده إلى جميع الأماكن في المملكة ليتأكدوا من عمليات الحرق.