كل يوم تواجهنا في هذه الحياة الكثير من المشاكل، والتي يتطلب بعضها التمهل والتروي عند التعامل معها حتى نتمكن من اتخاذ القرار الصحيح، وأحيانًا تضعنا الحياة أمام عقبات ومشكلات تتطلب منا أحيانًا اتخاذ قرار سريع ونحن واقفين عاجزين عن اتخاذ القرار، إن عملية اتخاذ القرار مرتبطة بشكل واضح بمشكلة موجودة، فعادةً تتخذ القرارات لحل المشكلات بالرغم اختلافها، وكل إنسان معرض في الوقوع في المشكلات سواء كانت في المدرسة أو الجامعة أو مكان العمل، لذلك ينبغي علينا أن نمتلك الحكمة حتى نستطيع اتخاذ القرار الصائب الذي لا يتسبب في ضرر أنفسنا ولا يتسبب في الضرر بغيرنا أيضًا.
كما أن اتخاذ القرار يكون أحيانًا في أشياء مصيرية في حياتنا وتتعلق بمستقبلنا وقد يكون في أشياء هامشية لا تشكل خطر على حياتنا ومستقبلنا، كما ينبغي علينا أن نحرص في اتخاذ قراراتنا المصيرية والهامة مثل الطلاق أو الزواج، اختيار التخصص في الجامعة، السفر للعمل في الخارج، وهذه الأشياء الهامة وغيرها لا تتم إلا وفق مجموعة من الخطوات المتقاربة، التي نسير عليها في للوصول إلى القرار المناسب والصحيح.
والقرارات المصيرية في حياتنا عامة تحتاج منا حكمة وتروي حتى لا نظلم أنفسنا أو غيرنا معنا، لذلك قبل اتخاذ القرار ينبغي أن يكون ذلك في جو من الهدوء لا تحت أي ضغط، أي تفكر بعقلانية وهدوء بعيدًا عن أي مشكلة قد تعكر عليك تفكيرك، لأن ذلك سينعكس بالسلب على قرارك، ولا تتخذ أي قرار في حالتين ألا وهما الغضب الشديد والفرح، لذلك ينبغي أن يكون مزاجك خالي من التوتر والقلق حتى تصل إلى القرار الصحيح، وحتى تتخذ القرار الصائب ابتعد عن التعصب لحظة اتخاذ القرار أو عند التفكير.
وعند اتخاذك للقرار خاصة القرارات المصيرية في حياتك ينبغي عليك الابتعاد عن الاستعجال، وأن تتأنى في التفكير لأن العجلة من الشيطان، وما من شخص تعجل في قراره إلا وندم عليه في النهاية، وكي لا تندم على قرارك لا تستعجل في عند اتخاذه، وفكر مليا في الآثار التي يمكن أن تتبع قرارك سواء كانت إيجابية أو سلبية.
كما يجب عليك فهم الموضوع جيدًا قبل اتخاذ القرار ، حتى لا تقع في أخطاء تكون ناتجة عن سوء فهم الموضوع، وهناك الكثير من القصص التي يشهدها التاريخ، والعديد من الأحلام التي تحطمت بسب قرار خاطئ أصدره دون فهم الموضوع وبعد اتخاذه تبين له أنه خاطئ، ولكن ماذا يفيد الندم، كما يجب أن تعلم أن هناك الكثير من القرارات التي لا يمكنك التراجع عنها، لذلك أكرر مرة أخرى بالتنويه فهم الموضوع أكثر من مرة، ومن أطراف عديدة إذا كان هذا القرار متعلق بمصير أرواح أو أشخاص حتى لا تقع في الكثير من الأخطاء التي لا يمكن معالجتها، واعلم أن مشاورة الأخرين جزء من القرار الصائب، الذي يجعلك تستفيد من ذوي الخبرة والعلم فيجعلك أكثر قوة وصواب عند اتخاذ القرار، فالمشورة شيء جميل أمرنا به الرسول، والقرآن في قوله تعالى “وأمركم شورى بينكم”، والقرار الذي يتخذ بناء على الشورى يكون صائب في أغلب الأوقات، لأنه يكون خلاصة أفكار متعددة لكثير من الرجال أصحاب مكانة اجتماعية ودرجات علمية.
لذلك إذا أردت اتخاذ القرار الصحيح شاور من حولك، ستجد من يساعدك، فكل شخص منا معرض للخطأ عند اتخاذ أي قرار في حياته، ولكن تتفاوت نسب الخطأ إذا ما أخذنا بالأسباب وأخذنا مشورة أهل العلم.