من أعظم وأفضل الروابط والأواصر الاجتماعية بين البشر هي الصداقة، والصداقة يمكن أن تكون بين شخصين فقط، ويمكن أن تكون بين أكثر من شخصين، ولكن الصداقة الأعمق هي التي تكون بين شخصين فقط ولا يتخللها أحد، والصداقة في اللغة مشتقة من كلمة صدق.
كلام أصحاب اللغة يبين معنى الصداقة، حيث يقول ابن فراس صاحب صدق حروف هذه الكلمة الصاد والدال والقاف أصل يدل على قوة في الشيء، واشتقاق كلمة الصديق من الصدق في النصيحة والمودة، فإذا كان لديك صديق ما ولكنه كاذب، ولا غير صادق معك في النصيحة، فهو ليس صديق حقيقي، والعلاقة التي تربط بينك وبينه ليست علاقة صداقة حقيقية، وإنما هي صداقة كاذبة وشكلية.
هناك معايير لابد منها عند اختيار الصديق
لا بد أن يكون هذا الصديق صالحًا يقربك من الله ولا يبعدك عنه بالنواهي والمعاصي، أن يكون أمين ووفي، أن يكون ناصح لك في كل وقت وحين عندما يراك تخطئ، أن يكون خلقه حسن، أن تجده خير معك في السراء والضراء سند لك، أن يكون الجسر الذي يصلك إلى طريق الخير والأعمال الصالحة، واختيار الصديق بامتحانه حيث أن المواقف العصيبة هي التي تحدد نوعية الصديق، فبعض الأشخاص يفقدون السيطرة على أنفسهم في حالات الانفعال والغضب وهم من أسوأ الأشخاص الذي يمكنك اختيارها كصديق، يجب أن يكون في نفس عمرك لا أصغر ولا أكبر، ونفس والظروف الاجتماعية والأخلاقية.
وهناك دراسات رائعة لمعايير اختيار الصديق ومنها:
الدراسة الأولى، عند اختيارك للصديق ينبغي أن تكون حذر للغاية، لأن الصديق يحل محل الأسرة والعائلة في الكثير من الأوقات، يأخذ دور الطبيب النفسي والناصح لبعض الأشخاص في أغلب الأوقات، لأن قدرة هذا الصديق على معالجة مشاكل صديقه ينبغي أن تتسم بالرصانة والعقل والحكمة، وإلا ستصبح هذه الصداقة عبئا ثقيلًا عليك.
الدراسة الثانية، يلقى على الأسرة عبئ كبير أيضًا في مراقبة أصدقاء أبنائهم، كما يجب أن يكونوا على معرفة كاملة بظروفهم، حتى لا يقع أبنائهم في الاختيار الخاطئ للصديق، فليس كل من اعتبرته صديق فقد صدق، أتمنى من كل شخص يقرأ المقال إذا أراد أن يصادق أن يضع هذه المعايير في المقدمة عند اختيار الصديق ، “فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”.
فالصدق هو الجوهر في أي علاقة وخاصة في الصداقة، ومن مرادفات الصديق الصاحب والرفيق والخليل، وهناك فرق بين كل منها، حيث يكون بعضها أعلى درجة وأفضل مرتبة من البعض الأخر، فالصديق هو الصدر الحنون، الذي نتكئ عليه حين نمر بأي ضائقة أو مشكلة أو محنة.
نصائح عند اختيار الصديق
تقرب الى من يشاركك الاهتمامات والهوايات: من أهم أهداف الصداقة هي ألا نشعر بالوحدة، ونقضي وقت ممتع ومفيد مع الأصدقاء، فلذلك من الأفضل أن يكون من تصاحبه له نفس هوايتك واهتماماتك، فقد تكون القراءة هي الهواية المشتركة بينكما، فتتشاركان في قراءة نفس الكتاب، وقد تكون الرياضة أيضًا مثل المشي أو الجري أو ممارسة اليوجا معا، فالصداقة تتطلب لنجاحها قضاء الوقت والتواصل معًا بشكل أفضل.
ومن نصائح اختيار الصديق ، القبول والاحترام بينكم : إن العلاقة الناجحة بين الأصدقاء، هي التي تقوم على الاحترام والقبول، فينبغي عليك تقبل صاحبك باختلافه وعيوبه قبل مميزاته طالما قبلت به صديق لك، وعليك أيضًا أن تحترم أفكاره، مهما تعارضت معك، فلا يشترط تشابه التجارب لتكون الصداقة قوية، لكن الأهم هو استيعاب الأفكار.