قد يمر الإنسان ولعدة أسباب بمرض الاكتئاب. ويعتبر هذا المرض خطير إذا ما تم علاجه في بادئ الأمر. .. قد تكون إحدى أسبابه وأهمها بيولوجي أو لحدوث عوامل نفسية مثل: الشعور بالإحباط واليأس بسبب خيبة أمل أو أزمة مالية أو فقدان شخص عزيز ..أو فقدان وظيفة والأزمات الحاصلة في المجتمعات بصورة عامة. أو قد يحدث لكلا الأسباب (البيولوجية والنفسية) ولكي نعرف كيف نتخلص من هذا المرض علينا أن نعرف ما هو هذا المرض وما هي أعراضه. .السيطرة على الاكتئاب عن طريق الاعتراف به من أهم العوامل التي تؤثر على نتيجة العلاج. وعليه نستطيع أن نفهم أنفسنا والتغير الطارئ عليها وأن نحتوي المرض بمساعدة الطبيب المختص أيضا.
أعراض الاكتئاب :
1_التوتر والعصبية 2_وهن في الجسم والألم في الظهر 3_الحزن المفرط أو الفرح المفرط (المبالغة في الاحاسيس) 4_قلة أو زيادة في النوم 5_صداع 6_الشعور بالذنب وتأنيب الضمير 7_الشعور بأن كل مايدور حولنا عبث وان الحياة لا تستحق أن نحياها.
8_لم تعد الأشياء المفرحة سابقا كما هي. فلم يعد يفرحنا أي شي كنا نستمتع سابقا بعمله..ولم يعد شي يثير اهتمامنا . 9_مشاكل في الجهاز الهضمي وغثيان ودوار وغيرها من أعراض نفسيه بما أن هذا المرض يصيب الكثير من الناس ونسبة النساء غالبة على نسبة الرجال في العالم .
والاكتئاب مرض معقد وعدم الاعتراف به ومواجهته وإهماله يؤدي إلى أبعاد خطيرة. لكن العلاج ليس مستحيل وكما ذكرنا آنفا أن الاعتراف بالمرض أهم وأول خطوة من خطوات العلاج. فعندما نعترف بالمرض ونشخصه سنحاول بالتأكيد طلب المساعدة من الأهل أولا ومن ثم من الطبيب النفسي والاستماع إلى نصائح الطبيب ومشاركته أحاسيسنا وذكر أي طارئ نلاحظه خلال فترة العلاج لإبقاء الطبيب على معرفه تامة بإبعاد الحالة ليقرر ماهية العلاج التي تستدعيه. .. للأسف الشديد في الوطن العربي بصورة عامة لا يعترف بالعلاج النفسي ولا يعرف أن المرض النفسي يوازي الأمراض العضوية فهي شأنها شأن أي مرض عضوي مثل السكر والقلب وغيرها إذا ما أهملت وتجاهلنا الألم ستزداد الحالة سوء ويصعب معها محاولة العلاج أو السيطرة عليها. وأغلب الناس يربطون بين المرض النفسي والجنون هذا ما يجعل الأغلبية تتردد بمراجعة الطبيب النفسي لا بل الاعتراف بالمرض نفسه! والجهل بهذه الأمور يؤدي دائما إلى نتائج لا تحمد عقباها. عليه يجب توعيه الجيل الجديد للإلمام بصحتنا النفسية ومعرفه كيفية التعامل مع الأمراض والتفريق بين المرض النفسي والجنون لأن في الحقيقة الأمر مختلف كليا وكذلك الإسراع بمراجعة الأطباء إذا ما اقتضى الأمر. أيضا يجب على المريض أن لا يخجل من المرض لكي يواجهه وان يقرأ عن حالته لمعرفة السبب الرئيسي وطرق العلاج المهمة. إذا من أهم وأول خطوة من خطوات العلاج وكما ذكرنا سابقا هي:
1_ التشخيص والاعتراف بأننا نواجه مشكلة أو مرض علينا معالجته وعدم إهماله .
2_ الخطوة التالية مراجعة الطبيب المختص والالتزام بإرشاداته وتعليماته.
3_ القراءة أيضا عن هذا المرض مهمة لمعرفة ملابساته ويجب اختيار مصادر موثوقة.
كيف أعالج المرض :
أولا: قد يكون العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب. ..وهذه الأدوية كغيرها لها آثار جانبية على المريض وعليه يجب إخطار الطبيب بأي أمر يستجد معنا أو ملاحظة أي عارضه على أفكارنا وجسدنا. ثانيا:أما العلاج النفسي ويتضمن:
أ _ ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني يفضله المريض.
ب_ ينصح المريض أن يختلط بالناس وينخرط في مجاميع تطوعية ليبتعد عن الوحدة
. ج_ ينصح الطبيب المريض أن يكتب ما يشعر به وما يفكر به خلال يومه. ..كأن يكون مخطط بسيط لهذا اليوم ..أو مذكرات يومية …أو كتابة ما هي الأشياء التي تزعجنا أو العكس الأفعال التي تريحنا. .وهناك أيضا استبيانات فيها أسئلة يجيب عليها المريض لمعرفه وضعه النفسي خلال الأسبوع ومعرفه التطورات ومدى استجابة المريض للعلاج المتبع.
. د_الطلب من المريض أن يفعل أشياء تشعره بالطمأنينة والرضا وكل حسب ميوله الشخصية مثل الاستماع للقرآن الكريم أو ممارسة هواية معينة يفضلها المريض.
وقد يشعر المريض بالفرق والتحسن بعد فترة زمنية. ..وهناك ملاحظة مهمة جدا وهي الاعتقاد الخاطئ بأن دواء الكآبة يسبب الإدمان وهذا غير صحيح لأن عادتا بعد أسبوعين يستطيع المريض ترك العلاج ولكن بالتدريج وكما ينصح به الطبيب المعالج. . إذا يا إخواني لا تهملوا صحتكم النفسية ولا تهملوا جسدكم لضمان حياة صحيحة خالية من الأمراض… ونسأل الله تعالى أن يمن علينا جميعا بالصحة والعافية فهي أثمن ما في الوجود.